اربعة الظالمون بالوانهم المختلفة وقد يكون الظلم ضربا عن ابيه مسعود البدري رضي الله عنه قال كنت اضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي اعلم ابا مسعود فلم افهم الصوت من الغضب فلما دنا مني اذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يقول اعلم ابا مسعود ان الله عز وجل اقدر عليك منك على هذا الغلام فقلت لا اضرب مملوكا بعده ابدا وفي رواية فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله. فقال اما لو لم تفعل لفحتك النار. او لمستك النار وقد اطلق النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العقوبة الاخروية كلمة القصاص على سبيل المجاز لتقريب العقوبة الى الاذهان فقال صلى الله عليه وسلم من ضرب بصوت ظلما اقتص منه يوم القيامة وهو ما ايقن به العالم المجاهد سعيد بن جبير. لما واجه الحجاج فقال له الحجاج اختر اي قتلة اقتلك فدمغه سعيد بقوله الواثق من عقوبة الله للظالمين اختر انت فان القصاص امامك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قرر ان الله ينتقم لعباده مؤمنين كانوا ام كافرين ان هم عذبوا وذلك تكريما للجنس البشري الذي خلقه الله بيده. ونفخ فيه من روحه وذلك حين نقل وعيد ربه فقال ان الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا وليس اي عذاب بل كلما اشتدت قسوة الطغاة على عباد الله كلما اشتد شعار النار ولهيبها من حولها واسفل منهم وانما تحصد يا ظالم ما زرعت. وكما تدين تدان. قال صلى الله عليه وسلم اشد الناس عذابا للناس في الدنيا اشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة لكن الفارق رهيب رعيب بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة. بل لا وجه للمقارنة من الاساس فالعتق اذا لم يكن تفضلا من ابي مسعود البدري على عبده. بل تفضل منه في الحقيقة على نفسه وهو ما احس به عبدالله بن عمر رضي الله عنه. حين اعتق مملوكا له فاخذ من الارض عودا او شيئا. فقال ما لي فيه من الاجر ما يساويها هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لطم مملوكا له او ضربه فكفارته ان يعتق قال ان يعتقه وقد يكون هذا الظلم غصب مال او املاك للمظلوم فتكون العقوبة كما جاء عن ابي امامة رضي الله عنه. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد اوجب الله له النار وحرم الله عليه الجنة فقال له رجل وان كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وان كان قضيبا من عراقيبا من عراق وقد تكون هذه الاملاك ارضا يذهبها الظالم فتأتي العقوبة من جنس الجريمة ايما رجل ظلم شبرا من الارض كلفه الله تعالى ان يحفره حتى يبلغ اخر سبع اراضين ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضى بين الناس. وقال لا يأخذ احد شبرا من الارض بغير حقه الا طوقه الله الى اراضين يوم القيامة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الشبر في الحديث اشارة الى استواء القليل والكثير في وعيد الظالم. ومعنى التطويق على خمسة معالم. الاول الاول الاول ان الظالم يكلف نقل ما اخذ ظلما من الارض في القيامة الى المحشر ويكون ثقيلا عليه كالطوق في عنقه. لا انه طوق على الحقيقة الثاني تاني وقيل معناه كالاول لكن بعد ان ينقل جميع ما حفر الى سبع اراضين يجعله الله كله في عنقه طوقا ويعظم قدر عنقه حتى يسع ذلك. كما ورد في غنظ جلد الكافر في النار الثالث الثالث ثالث معناه انه يعاقب بالخسف الى سبع اراضين فتكون كل ارض في تلك الحالة طوقا في عنقه. الرابع الرابع الرابع يكلف ان يجعله له طوقا ولا يستطيعه فيعذب بذلك كما جاء في حق من كذب في منامه كلف ان يعقد شعيرة الخامس الخامس الخامس التطويق هو تطويق الاثم والمراد به ان الظلم المذكور لازم له في عنقه لزوم الاثم ومنه قوله تعالى وكل انسان يلزمناه في عنقه قال ابن حجر ولا مانع ان تتنوع هذه الصفات لهذا الجاني او تنقسم بحسب اصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم قم بهذا وبعضهم بهذا بحسب قوة المفسدة وضعفها حلو ومر وليس من حديث حلو يتسلى به مظلوم ويحترق به ظالم مثل هذا الحديث فهو مرهم العافية لمن ظلم وشوك القتاذل من ظلم من كانت لاخيه عنده مظلمة من عرض او مال فليتحلله اليوم قبل ان يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم. فان له عمل صالح اخذ منه بقدر مظلمته. وان لم يكن له عمل اخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه ولو ايقن ظالم بالعاقبة السابقة لقبل يد المظلوم ليرحمه ولكن عيني الظالم عمياء ومن ثم لا يرى ما في كتاب الله من ايات وعظات وزواجر وسياط كالتي قرأها رجل على صالح مري وهي قوله تعالى تعالى واذرهم يوم العازفة وانذرهم يوم الازفة. اذ القلوب لنا الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميد ما للظالمين من حميم شفيعي يطاع ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع فقطع عليه صالح القراءة وقال وكيف يكون للظالمين حميم او شفيع والطالب له رب العالمين. انك والله لو رأيت الظالمين واهل المعاصي يساقون في السلاسل والاغلال الى الجحيم حفاة عراة مسودة وجوههم مزرقة عيونهم ذائبة اجسامهم ينادون. يا ويلاه. يا سبوراه ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا؟ اين يذهب بنا ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها متكئين. ومرة يقادون اليها عنت المقرنين. من بين باك دم من بعد انقطاع الدموع ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت. انك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك. ولا يستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك. ثم نحب طاح وصاح يا سوء من ويا سوء منقلبات. وبكى وبكى وابكى الناس. وابكى الناس. وابكى الناس ويل للقتلة وقد يصل الظلم بصاحبه الى حد القتل فتكون العقوبة ابشع ويتولى الله جل جلاله بنفسه توجيه هذه العقوبة والنطق بها يوم القصاص. قال صلى الله عليه وسلم يأتي المقتول متعلقا رأسه باحدى يديه متلببا قاتله بيده الاخرى تشجب اوداجه دما حتى يأتي به فيقول المقتول لرب العالمين هذا قتلني. فيقول الله للقاتل. تعز تعست تعست ويذهب به الى النار الظالم القاتل رجل مخمور. ما سمع من سكره تهديد ربه ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعل واعد له عذابا عظيما واذا كان المقتول صار من اهل النار بمجرد ارادة قتل اخيه. فكيف بالقاتل الظالمون الظالمون الظالمون والصراط والقنطرة والقصاص كل الخلق سيمر على الصراط المنصوب فوق النار. لكن لا يخلص من الصراط بسلام الا المؤمنون الذين علم الله ان القصاص لن يستنفذ حسناتهم فاذا مروا على الصراط حبسوا على القنطرة. فما القنطرة؟ القنطرة جسم بين الجنة والنار بعد الصراط مباشرة ويقتص فيها للمظلوم من الظالم فيؤخذ من حسنات الظالم لتوهب للمظلوم. ولا يرجع احد من القنطرة الى النار لان كل من عبر الصراط المضروب فوق جهنم نجى والمؤمنون اذا خلصوا من الصراط قالوا الحمد لله الذي نجانا منك بعد ان اراناك ويسقط على الصراط في النار من افقرته ذنوبه ومظالم العباد وعلم الله ان القصاص سيستنفذ حسناته لذا يهوي في جهنم الفرار من الوباء ولذا قال الله تعالى محذرا من اي قرب من الظالمين ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم والركون والركون الميل بالركن اي بالجانب من الجسد. واستعمل هنا في الموافقة وقوله الى الذين ظلموا اي الى الذين وجد منهم الظلم. ولم يقل الى الظالمين تعظيما وتغليظا لاي قدر من الظلم فاذا كانت هذه العقوبة فيمن ركن الى ظالم فكيف بمن ظلم وكأن الظلم جرب لا يقترب منه لانه معد ومهلك ولا يلمح هذا الا اصحاب العقول السليمة والقلوب الحية واسمع واحدا منهم حكي ان الموفق صلى خلف الامام فقرأ بهذه الاية فغشي عليه فلما افاق قيل له في ذلك فقال قال هذا فيمن ركب الى من ظلم. فكيف بالظالم يا علماء السوء اسمعوا قبل الحشرجة اورد الزمخشري في تفسيره لما خالط الزهري السلاطين كتب اليه اخ له في الدين عافانا الله واياك ابا بكر من الفتن فقد اصبحت بحال ينبغي لمن عرفك ان يدعو الله لك ويرحمك اصبحت شيخا كبيرا وقد اثقلتك نعم الله بما فهمك الله من كتابه وعلمك من سنة نبيه وقد اخذ الله الميثاق على العلماء فقال سبحانه سبحانه واعلم ان ايسر ما ارتكبت واخص ما احتملت انك انست وحشة الظالم وسهلت سبيل الغي بدنوك ممن لم يؤدي لله حقا. ولم يطلب باطلا حين ادناك. اتخذوك قطبا تدور عليك رحى باطلهم وجسرا يعبرون عليك الى بلائهم وسلما يصعدون فيك الى ضلالهم. يدخلون الشك بك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهلاء. فما ايسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك وما اكثر ما اخذوا منك في جنب ما افسدوا عليك من دينك فما يؤمنك ان تكون ممن قال الله فيهم فخلف من بعدهم خلف الشهوات واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا فانك تعامل من لا يجهل ويحفظ عليك فلا يغفل فداوي دينك. فقد دخله سقم. وهيئ زادك فقد حضر السفر البعيد. وما على الله من شيء في الارض ولا في السماء والسلام وبعد النثر جاء دور الشعر في التحذير وليت كل عالم يصغي الى وصية الامير المنقذ. اسامة بن منقذ الذي اشار الى ان اشقى الناس اقربهم من السلطان كما ان اقرب الاشياء من النار اسرعها احتراقا. فقال رحمه الله اياك والسلطان لا يدنيك من ابوابه تكسبوا وما عاشوا. واعلم بانهم على ما كان من احوالهم نار ونحن فراشه ولذا ارسل ابن تيمية هذه القاعدة الجليلة مبرزا مكانة العدل وبشاعة الظلم فقال جماع الحسنات العدل وجماع السيئات الظلم