خمسة سوء القضاء. سوء القضاء. سوء القضاء قال صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة. قاضيان في النار وقاض في الجنة. قاض قضى بالهوى فهو في النار النار فهو في النار. قاض قضى بغير علم فهو في النار. فهو في النار. وقاض قضى بالحق فهو في كلمة ولان ثلثي انواع القضاة بموجب هذا الحديث في النار وهي كما ترى اغلبية فقد جاء حكم النبي صلى الله عليه وسلم عام من في القضاة معلنا من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سحر والمراد بذبح نفسه اهلاكها بتوليها القضاء. وانما قال بغير سكين اعلاما بان المراد به اهلاك النفس بعذاب الاخرة قال الخطابي انما عدل عن الذبح بالسكين ليعلم ان المراد ما يخاف من هلاك دينه دون بدنه وهذا احد الوجهين والثاني ان الذبح بالسكين فيه اراحة للمذبوح. وبغير السكين كالخنق وغيره يكون الالم فيه اكثر فذكر ذلك ليكون ابلغ في التحذير وما ذلك الا لان منصب القضاء خطير وضرره عظيم. فالقاضي قد يميل بحكمه الى من يحب. وقد يحكم لمن له منصب يخاف بطشه وسطوته. او يخضع لرغبة حاكم ظالم فيقضي بغير الحق وقد يقبل القاضي الرشوة وكل هذه مهالك سقط فيها الكثيرون ولا يزالون. وفي هؤلاء يصدق وصف رجل اسمه وابن الفضل عاتب اخا له ذلت قدمه في هذا المنزلق فقال ولما ان توليت القضايا وفاض الجور من كفيك كفيضة ذبحت بغير سكين وانا لنرجو الذبح بالسكين ايضا الصالحون يتأخرون ولخوفهم من عذاب الاخرة ويقينهم بعقوبة الجور وقد حذر الصالحون من هذا المنصب. قال الفضيل بن عياض رحمه الله ينبغي للقاضي ان يكون يوما في القضاء ويوما في البكاء على نفسه وقال محمد بن واسع اول من يدعى يوم القيامة الى الحساب القضاة وهذا مكحول يقول لو خيرت بين القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي على القضاء وايوب السختياني يربط بين العلم وبين الهرب من منصب كهذا قائلا اني وجدت اعلم الناس اشدهم هربا منه وقيل للثوري ان شريحا قد استقضي قال اي رجل قد افسدوه وقد رفض الصالحون على تقواهم وورائهم وتجنبهم هذا المنصب خوفا من الخطأ في الحكم والمجازاة على هذا الخطأ فكيف بمن باع اخرته متعمدا وامات فطرته بطوع اختياره. واشترى النار وهو يبتسم حين اراد عمر ابن هبيرة ان يولي القضاء ابا حنيفة ابى فحلف ليضربنه بالسياط وليسجننه فضربه حتى انتفخ وجه ابي حنيفة ورأسه من الضرب. فقال مؤثرا نار الدنيا على نار جهنم الضرب بالسياط في الدنيا اهون علي من الضرب بمقامع الحديد في الاخرة. ودعا ما لك بن المنذر محمد بن واسع ليجعله وعلى قضاء البصرة فابى فعاود وقال لتجلسن والا جلدتك. فقال مستحضرا عذاب الاخرة بين عينيه ان تفعل فانك سلطان وان ذليل الدنيا خير من ذليل الاخرة وليس مقصدي بما اوردته هنا من اثار ان ازهد الصالحين في هذا المنصب الخطير فتبقى هذه الاماكن شاغرة لكل فاسد لا يقيم لله وزنا في قلبه. بل مقصدي التقدم بقوة لشغل هذه الاماكن مع ورع وتقوى يعصمان من الزلل والجور