سبعة مبشرات نبوية رأيت ان اسوقها في منتصف هذا الفصل لترطب القلوب ببعض الرجاء ان كان جث بحرارة الخوف ولهيب جهنم ولتبدد اليأس من رحمة الله في قلبك ان كان قد زار او اقترب عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يخرج من النار اربعة يعرضون على الله عز وجل فيؤمر بهم الى النار احدهم فيقول اي رب. قد كنت ارجو ان اخرجتني منها الا تعيدني فيها. فيقول فلا يا رب حسن رجائك فيك حسن لي تضييع وقتي في لغو وفي لعبي. وانت قلت لمن اضحى على ثقة بحسن عفوك اني عند ظنك بي الحديث الثاني والله لا يلقي الله حبيبه في النار والقصة كما حكاها انس رضي الله عنه قال مر النبي صلى الله عليه وسلم باناس من اصحابه وصبي بين ظهراني الطريق. فلما رأت امه الدواب فخشيت على ابنها ان يوطأ. فسعت والهة قالت ابني ابني احتملت ابنها. فقال القوم يا نبي الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله والله لا يلقي الله حبيبه في النار اخواني نصيحتي تعلقوا بهذا الحديث واحفظوه عن ظهر قلب. لعله يشفع لكم عند الله. وعندها تقولون لربكم بعد ان اقيم عليكم الحجة وقيدتكم شهادات جوارحكم عن الكلام تقولون له قد قال حبيبك والله لا يلقي الله حبيبه في النار وكيف لا نحسن الظن برب رحيم ودود لطيف؟ ونفهم ما فهمت الاعراب. وقد رأى اعرابي جنازة وقد اقبلت. فقال بخ بخ بخن بخ لك. فقيل يا اعرابي هل تعرفه؟ قال لا. ولكن اعلم انه قدم على ارحم الراحمين حديث اخر عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خلص المؤمنون من النار يوم القيامة وامنوا فما مجادلة احدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا ادي مجادلة له من المؤمنين لربهم في اخوانهم. الذين ادخلوا النار. قال يقولون ربنا اخوانا كانوا يصلون معا ويصومون معنا ويحجون معنا فادخلتهم النار. قال فيقول اذهبوا فاخرجوا من عرفتم فيأتونهم فيعرفون من بصورهم. لا تأكلوا النار صورهم. فمنهم من اخذته النار الى ان في سقائه ومنهم من اخذته الى كعبيه فيخرجونهم فيقولون ربنا اخرجنا من امرتنا ثم يقول اخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الايمان ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار حتى يقول من كان ففي قلبه مثقال ذرة. قال ابو سعيد فمن لم يصدق بهذا فليقرأ هذه الاية ان الله لا يظلم مثقال ذرة. وان تك حسنة ضاعفها ويؤتي من لدن اجرا عظيما قال فيقولون ربنا وقد اخرجنا من امرتنا فلم يبق في النار احد فيه خير. قال ثم يقول الله شفعت ملائكة وشفع الانبياء وشفع المؤمنون وبقي ارحم الراحمين. قال فيقبض قبضة من النار او قال قبضتين ناس لم يعملوا لله خيرا قط قد احترق حتى صاروا حمما قال فيؤتى بهم الى ماء يقال له ماء الحياة صبوا عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السير فيخرجون من اجسادهم مثل اللؤلؤ في اعناقهم الخاتم متقاء الله. قال فيقال لهم ادخلوا الجنة. فما تمنيت او رأيتم من شيء فهو لكم عندي افضل من هذا قال فيقولون ربنا وما افضل من ذلك؟ قال فيقول رضائي عليكم فلا اسخط عليكم ابدا