ثمانية صراطان يرسي ابن القيم هنا قاعدة قيمة. يقول فيها وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه في الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط. فمنهم من يمر كالبرق. ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب. ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا. ومنهم من يحبو حبوا ومنهم المخدوش المسلم. ومنهم المكردس في النار. فلينظر العبد سيره على ذلك مكسرات من سيره على هذا. حذو القذة بالقذة. جزاء وفاقا هل تجزون الا ما كنتم تعملون اخي كم من جسد صحيح ووجه مليح ولسان فصيح غدا بين اطباق النار يصيح اخي هل تحافظ على الصلاة مرة وتتهاون مرة؟ هل تغض بصرك مرة وتطلقه مرات؟ هل تمسك لسانك اتركه تصغي بسمعك للحرام وتسده ان كان ديدنك هذا التردد والاضطراب فما اخوفني عليك ان يكون جزاؤك من جنس عملك فتسير على الصراط مرة وتزل مرة. وتمشي لحظة وتكبو لحظات. والزلة هناك ليست كاي زلة بل هي النار وكلاليب النار ان التفكير في التذبذب غدا اثناء العبور على الصراط ثم السقوط المحتمل في النار قد يبعث العبد على التفكير في تجنب هذا المصير وذلك عن طريق ثباته اليوم على صراط الله المستقيم. مع زجر نفسه عن بواعث الكسل ومقدمات الزلل وقد قال ابن السمك اثناء حثه لك على الثبات وتوصيته بالمداومة على الحال الجميلة مع الله من اعرض عن الله بكليته اعرض الله عنه جملة ومن اقبل على الله بقلبه اقبل الله برحمته اليه. واقبل بجميع وجوه الخلق اليه. ومن كان مرة ومرة فالله يرحمه وقتا ما ان التفكر في صراط الغد المنصوب على جهنم هو خير باعث على الاستقامة على طريق الابرار والوقاية من عذاب النار ونحتاج والله من حين الى حين الى احياء عبادة التفكر المتراجعة تحت ضغط زحام سحائب الغفلة المتراكمة على القلوب ومما يعين عليها فقرة وعظية ذكرنا بها الامام القرطبي في كتابه التذكرة فقال تفكر الان فيما يحل بك من الفزع بفؤادك اذا رأيت الصراط ودقته ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته. ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وقد ان تمشي على الصراط مع ضعف حالك واضطراب قلبك وتزلزل قدمك وثقل ظهرك بالاوزار المانعة لك من اشي على بساط الارض فضلا عن حدة الصراط. فكيف بك اذا وضعت عليه احدى رجليك فاحسست بحدته واضطررت الى ان ترفع قدمك الثانية والخلائق بين يديك يزلون ويتعثرون وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب وانت تنظر اليهم كيف ينكسون الى جهة النار رؤوسهم وتعلو ارجلهم فيا له من منظر ما افظعه ومرتقى ما اصعبه ومجال ما اضيقه. فاللهم سلم سلم. سلم. سلم