عشرة المقارنة الحاسمة قال تعالى قال تعالى قال تعالى وقالوا لا تنفروا في الحر. قلناه جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون فاين حر الطقس من حر جهنم ولو عقد المنافقون هذه المقارنة البسيطة لانطلقوا الى غزوة تبوك في الحال وما تخلفوا عن رسول الله وكأن كل واحد ممن خرج قيل له ما اخرجك في حر الشمس؟ لقال طلب الظل هذه المقارنة صالحة لكل زمان ومكان. ولاي عبادة تشق على النفس فتكسل عنها. وعندما يستحضر المرء هول جهنم وانه سيضطر لتكرار نفس العمل لكن في اللهيب يبادر اليه في الحال جزم بذلك ابو حامد الغزالي حين قرر مرهبا كل كسول. منذرا كل خامل. واعلم ان كل عرق لم يخرجه التعب في سبيل الله من حج وجهاد وصيام وقيام وتردد في قضاء حاجة مسلم وتحمل مشقة في امر بمعروف عن المنكر فسيخرجه الحياء والخوف في صعيد القيامة. ويطول فيه الكرب ومثل ذلك قوله تعالى اجوني يومئذ خاشعة اي ذليلة لان الله تعالى امرها ان تخشع وتذل وتفتقر اليه في الدنيا فلم تفعل فاذلها في الاخرة بالذلة الخالدة فعن الحسن قال في تفسيرها لم تخشع لله في الدنيا فاخشعها وانصبها في النار فذلك عملها ويقترن الخشوع في النار بالبكاء. ويا ليت هذا البكاء كان في الدنيا لكان خيرا لهم واعظم اجرا. لكنهم تأخروا للاسف فنا لهم التلف وامنوا العذاب هناك فنالهم العذاب هنا قال حماد بن خوار بلغنا ان اهل النار يبكون الدموع حتى تفنى. ثم يبكون الدماء. فيقول لهم الخزنة يا معشر الاشقياء لو كان هذا في الدار المقبول فيها العمل كان نعم الذخر لكم امنة ناصبة وعملها في النار جر السلاسل والاغلال والخوض فيها والصعود والهبوط في تلالها ووهادها وذلك جزاء القعود عن العمل وطاعة الله تعالى في دنياها وناصبة اي تعب اصحابها في الدنيا في تحصيل ما يغضب الله ومعاداة اوليائه. فاتعبهم الله بمقاساة العذاب في النار او لم يعملوا لله في الدنيا فاتعبهم الله في النار. وتكبروا عن طاعة ربهم فانصب الله اجسادهم في جهنم. وجاء خاشعة وعاملة ناصبة تقريعا وتعريضا باهل الشقاء. بتذكيرهم انهم تركوا الخشوع لله والعمل لما امر به والنصب في القيام بطاعته. فجزاؤهم يوم الحساب خشوع ومذلة وعمل ونصب احبتاه من اثر النوم في الدنيا عن الصلاة من اختار اكل الحرام من اختار متعة محرمة سر بها قليلا ثم انقضت سريعا فليذكر بكاءه في جهنم وعويله في النار وعندها قوة الردع العاصمة وصرامة المدع الواقية لمن كان له قلب او بقية من عقل