الحادية عشرة الفكرة النافعة قال ابو حامد الغزالي في كتاب الاحياء عند حديثه عن صفة جهنم دع التفكر فيما انت مرتحل عنه واصرف الذكرى الى موردك فانك اخبرت بان النار مورد الجميع. اذ قيل منكم الا والدها كان على ربك حتما قضيا الذين اتقوا ونذروا عالمين في هادسيا فانت من الورود على يقين ومن النجاة على شك. فاستشر في قلبك هون ذلك المورد. فعساك تستعد للنجاة منه. هو ما ابكى الخليفة الراشد وقمة الزهد عمر بن عبدالعزيز الذي ظل ساكتا يوما واصحابه يتكلمون فقالوا له ما لك لا تتكلم يا امير المؤمنين؟ قال كنت مفكرا في اهل الجنة كيف يتزاورون فيها. وفي اهل النار كيف يصطلخون فيها ثم بكى فكما التفكر من اهم الوسائل التي غرزت فيه بذور العدل الذي اشتهر به على مر العصور وقد يكون سبب التفكر زيارتك لاحد المرضى. والمرض بريد الموت. والمريض قريب من الاخرة. ولذا كان سفيان الثوري اذا عاد رجلا قال له عافاك الله من النار وقد يكون سبب التفكر زيارة مقبرة. فقد كان عطاء السليمي اذا جن عليه الليل خرج الى المقابر. ثم قال يا اهل القبور عاينتم ما عملتم فواعملاه فلا يزال كذلك حتى يصبح تزوج قرينا من انفعالك انما قرين الفتى في القبر ما كان يعمل. الا انما الانسان ضيف لاهله يقيم قليلا عندهم ثم يرحل وقد يكون سبب التفكر رؤية نار موقدة فقد كان بشير ابن كعبنا وقراء البصرة يأتون الحدادين بغرض الاعتبار فينظرون الى شهيق النار فيتعوذ بالله من النار انها جلسات التفكر الجماعية والفردية. المسببة وغير المسببة المخطط لها او العابرة. يتقلب بينها المؤمن الحاذق سائر يومه بين ساعات الليل والنهار واوقات بالعمل والفراغ