اربعة الوقفة الجريئة واجه واجه واجه قال ابو حامد الغزالي معاتبا نفسه ما اراك تتوانين عن النظر لنفسك الا لكفر خفي او لحمق جلي اما الكفر الخفي فهو ضعف ايمانك بيوم الحساب وقلة معرفتك بعظم قدر الثواب والعقاب واما الحمق الجلي فاعتمادك على كرم الله تعالى وعفوه من غير التفات الى مكره واستدراجه. واستغنائه عن عبادتك انها المواجهة الصريحة مع النفس التي تؤدي حتما الى اكتشاف العيوب ومعرفة الثغرات. ومن ثم التدارك والاصلاح وربما كانت كلمات الشيخ قاسية بعض الشيء فالكفر والحمق كلمتان ثقيلتان كل واحدة منهما اشد من اختها لكن هل يوقظ النفس من سباتها الا الهزة العنيفة وهل يرد السائر في الظلام الى جادة الطريق لغة الاشارة هذا النهج سماه ابو بكر الصديق رضي الله عنه مقت النفس في ذات الله وارشدنا الى ثوابه العظيم حين قال من مقت نفسه في ذات الله امنه الله من مقته وعمل الفاروق بالوصية فكان يدخل في مواجهات حاسمة مع نفسه كلما لمس منها توانيا وكان يقوم بهذا بعيدا عن اعين الناس حتى اكتشف احد هذه المواجهات انس بن مالك رضي الله عنه فقال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل فسمعته يقول وبيني وبينه جدار عمر بن الخطاب امير المؤمنين بخن بخن بخن بخ. والله والله لتتقين ان الله يا ابن الخطاب او ليعذبنك وهل هناك اورع في زمانه او ازهد او اتقى من الخليفة الخامس عمر ابن عبدالعزيز الذي قال له رجل يا امير المؤمنين كيف اصبحت؟ قال اصبحت بطيا بطينا متلوثا بالخطايا. اتمنى على الله عز وجل الاماني وهو الهجوم على النفس الامارة بالسوء. يستهدف تقويمها لا ايذاءها. وتحويلها الى نفس مطمئنة للرمي بها منفردا في ساحة اليأس ففارق كبير بين معاتبة النفس وتحطيمها الاولى من الرحمن الاولى من الرحمن والثانية شيطانية