بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما زلنا في اعادة ضبط مصنع القلب. في مواسم الخير رمضان ام شعبان وعشر ذي الحجة والمحرم هذه المواسم الخيرية نفحات الله في هذا الدهر المبارك هي التي تعيد ضبط مصنع القلب تعيد وقته لكي يصبح فرحه بقربه من الله وحزنه ببعده عن الله. اليوم سنتحدث عن كيف يكون حزن القلب من بعده عن الله. او من فوات الطاعة او من عمل المعصية المثل اللي هضربه النهاردة في سورة التوبة حين تحدث الله سبحانه وتعالى عن الصحابة الذين تخلفوا عن الغزوة لانهم لا يملكون الظهر. لا يملكون الحصان او الدابة التي تحملهم الى غزوة تبوك. غزوة الف كيلو متر في آآ شدة الحر وقلة الظهر. ما فيش دواب بتنقل المسلمين الى هذا المكان وكان كما جاء في كتب السير الثمانية عشر صحابي يتعاقبون على بعير واحد. بعير واحد يحمل ثمانية عشر صحابي فجاء بعض الصحابة لا يملكون هذه الظهور لا يملكون الدواب التي تحملهم. فبكوا بكاء شديدا وشموا بالبكائين. وانزل سبحانه وتعالى هذا المتحف القرآن ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ثم ينفقون. بيبكوا لانهم لن يذهبوا الى ارض. يقتلون فيها يحملون فيها وقد يقتلون. وقد لا يرجعون. لانهم سيحرمون الجهاد في سبيل الله والذي يحمل معنى الموت. لكن هذا هو بكاء القلب الحي الذي يستشعر فوات هذا الثواب العظيم في الجهاد في سبيل الله واذا فقد هذا الجهاد وفقد هذا الثواب يبكي ويحزن. ما الدافع لهذا البكاء؟ ما الدافع لهذا الحزن؟ الدافع هو يقيموا بالثواب. اليقين بالجزاء. اليقين بالجنة التي يعطاها من قتل في سبيل الله ويرزق اعلى درجاتها. هل انسان اكثر حزنه على فوات. حظه من الدين؟ هل الانسان اكثر بكائه وحسرته على ضياع طاعة من الطاعات هل الانسان ضبطه وقلبه وحياته وصياغته الروحية تقوم على هذا الاساس؟ انظروا الى سيدنا عبدالله بن عمر يسمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ويريد ان يتأكد من صحة هذا الحديث. الحديث اللي هو من تبع جنازة مسلم ايمانا واحتسابا وكان معها حتى يصلى عليه ويفرغ من دفنها فانه يرجع من الاجر بقيرتين. كل قيراط مثل احد. قيراط من الاجر. ومن صلى عليها ثم رجع قبل ان تدفن فانه يرجع او بقيراط من الاجر. مش متأكد الحديس صحيح ولا لأ؟ هل رواه النبي صلى الله عليه وسلم ام لم يرويه؟ فلما تشكك ارسل السيدة عائشة رضي الله عنها يسألها عن قول ابي هريرة لهذا الحديث انه روى الحديث مستعظما هذا الاجر العظيم واخذ يقلب حصى المسجد في يده حتى يرجع الرسول اليه. فلما قالت عائشة نعم صدق ابو هريرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده في الارض وهو يقول لقد فرطنا في قراريط كثيرة. فرطنا في قراريط كثيرة. ثواب ضخم ضاع مننا كان ممكن نكسب هذا الثواب. لو كنا علمنا هذا الحديث مبكرا لاغتنمنا هذا الحديث وعملنا به وكسبنا في الجنة قراريط كثيرة من الاجر والثواب ابو اسحاق البخاري يقول لو مات ولدي لعزاني فيه عشرة الاف رجل ولو فاتتني صلاة الجماعة لما عزاني فيها احد لان مصيبة الدين عند الناس اهون من وسيلة الدنيا. مصيبة الدين عند الناس اهون من مصيبة الدنيا. طب ايه بدته تكبيرة الاحرام او فاتته صلاة الجماعة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث لو تعلمون ما في الصف الاول ما كانت الا قرعة. لو وعارفين الثواب لو كشف عنكم الحجاب وعن الثواب الذي يترتب على وجود الرجل في الصف الاول في الصلاة لا اقترعتم استهنتم عليها هتعملوا قرعة عشان تشوفوا مين اللي يكسب الصف الاولاني. لو كشف لكم هذا الثواب لاقترعتم عليه. بس الثواب ده مخفي. من ايقن بهذا الثواب بهذا الجزاء وبهذا الثواب العظيم سيحرص على الصف الاول وسيتحسر وسيحزن وسيعزيه الناس اذا فقد الصف الاول. يبقى الحزن مرتبط باليقين. واليقين مرتبط بالايمان والايمان مرتبط بالثقة بما عند الله سبحانه وتعالى. نريد ان نعيد القلب لكي يصبح حزنه على فوات الطاعة وحزنه على وقوع المعصية ومش حزن سلبي لأ حزن ايجابي اذا الانسان حزن على فوائد الطاعة يسعى في تعويضها والاكثار من طاعات اخرى يربح بها ما فاته ويستدرك به ما ضاع منه. وبالتالي يصبح دائما في اه مجاهدة مع نفسه وفي ارتقاء في حاله مع الله سبحانه وتعالى. اسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون جميعا كذلك. وان يجعل الله سبحانه وتعالى فرحة انا فرحنا وسعادتنا في القرب منه. وان يجعل حزننا على تقصيرنا دافعا الى العمل الصالح والجد والاجتهاد جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته