ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة قصادوا تدبر الجزء السادس من الاية مائة وثماني واربعون من سورة النساء الى الاية الواحدة والثمانين من سورة المائدة لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم قال السعدي فانه يجوز ان يدعو على من ظلمه ويتشكى منه ويجهر بالسوء لمن جهر له به من غير ان يكذب عليه ولا يزيد على مظلمته ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه ومع ذلك فعفوه وعدم مقابلته اولى كما قال تعالى فمن عفا واصلح فاجره على الله لا يحب الله الجهر بالسوء من القول يريد الله ان يحمي اذان المجتمع من قول السوء والالفاظ الرديئة لان الناس تتكلم بما تسمع والنطق بالكلمة السيئة سيرهق اجيالا قادمة بان من يسمع سيردد ويلقي الى غيره فينشر فينتشر السوء كالوباء ويتحمل الوزر الذي نطق به اول مرة وكان الله سميعا عليما هذا التذليل مقسوم به التحذير من التعدي في الجهل المأذون فيه. ووعد للمظلوم بان الله تعالى يسمع شكواه ودعاءه ويعلم ظلم ظالمه له وكان الله سميعا عليما حجة المظلوم وان لم يسمعها احد فان الله سمعها وقادر على الانتصار لها تأمل سر التعبير بقوله لا يحب الله الجهر بالسوء. ولم يقل لا تجهروا بالسوء. ففي التلميح ما يغني عن التصريح والمحب يهجر ما لا يحب حبيبه او تعفو عن سوء فان الله كان عفوا قديرا الجزاء من جنس العمل فمن عفا عن الناس عفا الله عنه ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض يقول اليهود نؤمن بالله وبموسى ونكفر بعيسى ومحمد والنصارى يقولون نؤمن بالله وبموسى وعيسى ونكفر بمحمد البلاء موكل بالمنطق. وقالوا قلوبنا غلف اي لا تعي شيئا. فنزل بهم بلاء وجعلنا قلوبهم قاسية قال ابن عقيل يا من يجد في قلبه قسوة احذر ان تكون نقضت عهدا فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية بل رفعه الله اليه رد صريح وانكار واضح لقتل عيسى عليه السلام واثبات رفعه الى السماء بروحه وجسده رفعه الله اليه وسينزل بدأت قصة عيسى عليه السلام بمعجزة خرقت النواميس. فقد ولد من ام دون اب فان صدقتم معجزة الميلاد فكيف لا تصدقون معجزة الرفع الى السماء ابظلم من الذين هدوا حرمنا عليهم طيبات من شؤم الظلم ان يزيل النعم فلا ترجع الا باستغفار وتوبة فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات قال النبي عليه الصلاة والسلام ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه العصيان من اعظم اسباب الحرمان ورسلا لم نقصصهم عليك لا يكن همك ان تشتهر فما دام الله راضيا عنك فهذه اعظم شهرة حتى الرسل لم يضرهم ان اخفى الله اسماء بعضهم في كتابه كان ابو عبدالرحمن السلمي اذا اقرأ احدا القرآن قال قد اخذت علم الله فليس احد اليوم افضل منك الا بعملك. ثم يقرأ انزله بعلمه والملائكة يشهدون بقدر حظ قلبك من القرآن يكون نصيبه من الهداية والنور وانزلنا اليكم نورا مبينا ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا خلافك مع غيرك يجب الا يخرجك من دائرة العدل وقول الحق فيه ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا قال عبدالله بن رواحة لليهود والله لقد جئتكم من عند احب الناس الي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا انتم ابغض الي من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي لكم وحبي اياه الا اعدل عليكم فقالوا بهذا قامت السماوات والارض ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ولا تعاونوا على الاثم وهو التجرؤ على معصية الله التي يأثم صاحبها. والعدوان هو التعدي على الخلق في دمائهم واموالهم واعراضهم فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه ثم اعانة غيره على تركه وما علمتم من الجوارح مكلبين. قال ابن القيم من شرف العلم الا يباح الا صيد الكلب العالم. اي المدرب حتى الكلاب تتمايل بينها بالعلم اذ هم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم. كم من خطر احدق بك وانت عنه غافل حرسك الله منه دون ان تحس اقرب العباد الى الله اكثرهم صلاة. وهم الفائزون بمعية التأييد والنصرة. وقال الله اني معكم لان اقمتم الصلاة اه فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين. ومن احبه الله احبته الملائكة والناس اجمعون انسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بنهم العداوة والبغضاء قال قتادة لما تركوا كتاب الله وعصوا رسله وضيعوا فرائضه وعطلوا حدوده القى بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة. ولو اخذ القوم تاب الله وامره ما افترقوا ولا تباغضوا انسوا حظا مما ذكروا به قال عبد الله بن مسعود قد ينسى العبد بعض العلم بالمعصية. وتلا هذه الاية فدسوا حظا مما ذكروا به قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ قال بعض شيوخ الصوفية لبعض الفقهاء اين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فلم يرد عليه فتلا الشيخ هذه الاية قل فلم يعذبكم بذنوبكم قل فلم يعذبكم بذنوبكم؟ لها شاهد في مسند احمد عن انس مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من اصحابه وصبي في الطريق. فلما رأت امه القوم خشيت على ولدها ان يوطأ ان يدوسوا عليه فاقبلت تسعى وتقول ابني ابني وسعد فاخذته. فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار فقال صلى الله عليه وسلم لا والله ما يلقي حبيبه في النار قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب من خاف من الله بحق لم يخف من الخلق قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون المبادرة المبادرة والهجوم خير وسيلة للدفاع قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب لم يلق نصح الرجلين استجابة من القوم لكن القرآن خلد ذكرهم بهذه الكلمات مقاييس النجاح عند ربك مختلفة تفرق بيننا وبين القوم الفاسقين براق الفجرة من اهم سمات البررة انما يتقبل الله من المتقين القبول لا يخضع لظاهر العمل بل لما وقر في قلبك من التقوى فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه شكرا ايها الغراب تعلمنا منك درسا من دروس الاخوة تعلم من كل من حولك حتى لو كان اقل منك فقد تعلم ابن ادم من غراب كيف يدفن اخاه. فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة كل قربة تقرب من الله فهي وسيلة فكل عمل صالح وكل اجتناب لمعصية هو وسيلة الى الله الوسيلة هي الوصلة التي توصل الى طاعة الله ورضوانه ومحبته وهل يتقرب انسان الى اي احد يحبه الا بما يعلم انه يحبه فما بالنا بالتقرب الى الله؟ وما يحبه سبحانه اوضحه في الحديث القدسي وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه ختم الله اية حد السرقة بقوله والله عزيز حكيم. فهو عزيز في انتقامه من المفسدين حكيم في تقديره الحدود حفظا لمصالح عباده قال الاصمعي كنت اقرأ والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم وبجانب اعرابي فقال كلام من هذا؟ قلت كلام الله قال ليس هذا كلام الله فانتبهت فقرأت ان الله عزيز حكيم. فقال اصبت. هذا كلام الله. فقلت اتقرأ القرآن؟ قال لا. قلت من اين علمت قال يا هذا عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما اكل الحرام نقص في كل شيء بالايمان وفي الابدان يقول صاحب الظلال والردع عن ارتكاب الجريمة رحمة لمن تحدثه نفسه بها. لانه يكفه عنها ورحمة بالجماعة كلها لانه يوفر لها الطمأنينة ولن يدعي احد انه ارحم بالناس من خالق الناس والا وفي قلبه عمى وفي روحه انطماس فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه. الظلم عمل ايجابي شرير مفسد. ولا يكفي ان يكف الظالم عن ظلمه يقول عنه بل لا بد ان يعوضه بعمل ايجابي صالح يصلح به ما افسده اية ينتفض لها القلب خوفا اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم فالمدار في صلاحك او فسادك بحسب قلبك فراقب هذا القلب باستمرار ما الحكمة في ارادة الله فتنة بعض خلقه هم بدأوا زاغوا فازاغهم فلما زغوا ازاغ الله قلوبهم وابتعدوا فابعدهم وانحرفوا فعاقبهم على انحرافهم ولا يظلم ربك احدا سماعون للكذب ذم الله سماع الكذب فما بالك بمن يردده وينشره سماعون للكذب اكلونا للسحت قال الحسن تلك الحكام تسمع كذبه وتأكل رشوة سماعون للكذب يأكلون للسحت. قال ابو حنيفة اذا ارتشى الحاكم انعزل في الوقت وان لم يعزل ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون. قال ابن عباس من جحد ما انزل الله فقد كفر. ومن اقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق بعض الطاعات لا يوفق له العبد بسبب ذنب سابق. فلا تظن ان شؤم الذنب انتهى بانتهائه فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله لكن الواقع شيء اخر اي غربة يحياها المسلمون اليوم ومن يتولهم منكم فانه منهم. قال عبدالله بن عتبة ليتقي احدكم ان يكون يهوديا او نصرانيا وهو لا يشعر فعسى الله ان يأتي بالفتح او امر من عنده سيفتح الله بابا كنت تحسبه من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح سين ما الذي يجمع بين الفتح وامر من عنده جيم يجمعهما المفاجأة وعدم توقع الحدوث تسارع المنافقين لارضاء اعداء الامة داء قديم ويتجدد عند كل ازمة فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة. يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. سنة الله في خلقه. اذا انتكس مؤمن واحد ان يأتي الله بقوم بدلا منه يحبهم ويحبونه. قال ابو يزيد البسطامي ليس العجب من حبي لك وانا عبد فقير. بل انما العجب من حبك لي وانت ملك قدير ولا يخافون لومة لائم. اوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابا ذر قل الحق وان كان مرا قلت زدني. قال لا تخف الله لومة لائم ان كنت تخشى اللوام فيما تقول او تكتب على صفحتك فتذكر ان الله مدح احبابه بقوله ولا يخافون لومة لائم فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه لا يمكن لعبد احب الله ان يرتد عن دينه. اغرسوا حب الله في قلوب من تحبون يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين من ذل ولان بين يدي اخوانه فاز بمحبة الله يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قدم محبته لهم على محبتهم له فلولا انهم احبهم ما احبوه ولا وصلوا الى طاعته ولا عرفوه واذا ناديتم الى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بانهم قوم لا يعقلون. الاستهزاء بالدين علامة قلة العقل ولو حمل صاحبه اعلى الشهادات لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الافك واكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون قال الامام القطبي ودلت الاية على ان تارك النهي عن المنكر كمرتكب المنكر الاية توبيخ للعلماء في ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم الشحت مقاومة الرشوة والفساد المالي من اهم مهام المصلحين في كل عصر بل يداه مقصوصتان فكل من سأل الله ومد اليه يديه لم يردهما صفرا خائبتين بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ايها الصامتون ما افدح خسارة هذا الصمت كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله اليهود دائما قادة اشعال الحروب والفتن بين الشعوب وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا. اذا فتن القلب عمي البصر. وصمت الاذان تتخبطت الجوارح وحسبوا الا تكون فتنة. الفتنة تصيب دائما من لم يحسب حسابها واكثر من يظن انه بعيد عن الفتنة هو اكثر الناس وقوعا فيها دعا الله الى التوبة دعا الله الى التوبة من قال ان الله هو المسيح ابن مريم ومن قال ان الله ثالث ثلاثة ومن قال يد الله مغلولة فقال افلا يتوبون الى الله ويستغفرونه كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. قال اهل العلم وليس من شرط الناهي عن المنكر ان يكون سليما من المعاصي بل ينهى العصاة بعضهم بعضا المجتمع السلبي الذي يرى المنكر ولا ينكره هو مجتمع ملعون بنص القرآن لعن الذين كفروا من بني اسرائيل ثم قال كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه المصلحون رحمة للامة ووقاية لها من نزول لعنة الله. فالله حين لعن بني اسرائيل بين السبب فقال كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه من شأن المنكرات ان يبدأها واحد ثم يتبناها قلة فان لم يجدوا من يغيروا عليهم تزايدوا انتشرت حتى تعم وينسى الناس كونها من المنكرات فلا يهتدون الى الاقلاع والتوبة منها فتصيبهم لعنة الله ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة شفاء