ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة حصاد تدبر الجزء السابع سورة المائدة الاية الثانية والثمانون الى سورة الانعام الاية المئة وعشرة تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق بقدر ما تعرف من الحق يلين قلبك ويفين دمعك فاثابهم الله بما قالوا جنات رب كلام خرج من قلب صادق كان سبب دخول صاحبه الجنة الا ما اغلى الكلام واهمية اللسان خطورة الكلمة فاثابهم الله بما قالوا ولعنوا بما قالوا وهل يكب الناس بالنار على وجوههم الا حصائد السنتهم واحفظوا ايمانكم امر من الله تعالى لعباده بان يصونوا انفسهم من الحنف في ايمانهم او الاكثار منها لغير ضرورة. فان الاكثار من الحلف بغير ظرورة يؤدي الى قلة الحياء من الله تعالى كما ان الحلف الكاذب يؤدي الى سخط الله سبحانه على الحادث وبغضه له انما الخمر والميسر ثم قال فاجتنبوه بكلمة واحدة فاجتنبوه اقلع الصحابة عن عادة تأصلت في نفوسهم لعشرات السنين انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء ايقاع العداوة بين المسلمين هدف شيطاني فقد يأس ان يعبد في الارض لكن رضي بالتحريش بين المؤمنين ليعلم الله من يخافه بالغيب بعصر السماوات المفتوحة لا تتعجب من سهولة الوصول للمعصية فالمقاطع المحرمة بين يديك تصل اليها بضغطة زر والحكمة ليعلم الله من يخافه بالغيب ولو اعجبك كثرة الخبيث للخبيث كثرة وبهرج لا ينجو من الاعجاب به الا الاقلون عليكم انفسكم لا يضركم من ظل اذا اهتديتم عن ابي امية الشعباني انه قال سألت عنها ابا ثعلبة الخشني فقال لي سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام عليكم انفسكم لا يضركم من ظل اذا اهتديتم قال شيخ المفسرين ابو جعفر الطبري عليكم انفسكم فاصلحوها واعملوا في خلاصها من عقاب الله وانظروا لها فيما يقربها من ربها فانه لا يضركم من ضل. يقول لا يضركم من كفر. وسلك غير سبيل الحق اذا انتم اهتديتم وامنتم بربكم واطعتموه فيما امركم به وفيما نهاكم عنه فحرمتم حرامه وحللتم حلاله قال الزمخشري كان المؤمنون تذهب انفسهم حسرة على اهل العتو والعناد من الكفرة يتمنون دخولهم في الاسلام. فقيل لهم عليكم انفسكم وما كلفتم من اصلاحها والمشي بها في طريق الهدى لا يضركم ضلال غيركم عن دينكم اذا كنتم مهتدين تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله. الصلاة تنهى عن المنكر. ومن ضمن هذه المنكرات الكذب وارزقنا وانت خير الرازقين. سئل احد العباد لما وصف الله بخير الرازقين فقال لانه اذا كفر احد لا يقطع رزقه مما يعينك على الخشوع في الصلاة ترديد الاية حتى لو بقيت تردد اية واحدة فقط في تلاوتك فان النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة باية ان تعذبهم فانهم عبادك هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لن يصمد يوم القيامة الا الصادقون تذكر ان اصلك من طين افضل ما ينزع من قلبك بذرة الكبر الدفين فاهلكناهم بذنوبهم الخلاصة في كلمتين الذنوب مهلكة فاهلكناهم بذنوبهم فكلا اخذنا بذنبه. فاخذهم الله بذنوبهم ليس في القرآن تكرار بل تذكير للابرار وترديد للاعتبار العذاب ينزل بالاوزار ويرتفع بالاستغفار قال الله تعالى فاهلكناهم بذنوبهم كتب على نفسه الرحمة سبحان من الزم نفسه بما فيه خير عباده لطف ما بعده لطف رحمته بك سابقة على خلقه لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب ربكم على نفسه بيده قبل ان يخلق الخلق رحمتي سبقت غضبي كان ابو العالية اذا دخل عليه اصحابه يرحب بهم ثم يقرأ واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا تقول سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة قل لمن ما في السماوات والارض قل لله المالك الحقيقي يذكرك ان كل ما في يديك ملك له وهو معار لك فترة حياتك ثم يسترده كتب على نفسه الرحمة دعوة للمسرفين على انفسهم والغارقين في بحار اليأس والظانين بالله ظن السوء اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم قالها صلى الله عليه وسلم لمن ساومه على دينه فقلها اليوم ان واجهك نفس الموقف اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم عجبا ان يخاف من عاقبة الذنب نبي معصوم ولا يخاف منه انسان جهول ظلوم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ومن اعظم الضر حجاب العبد عن رب العالمين وهو اشد واخزى من عذاب الجحيم وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو. اذا سكن قلبك الى الله لم تخف غيره ولن ترجو سواه فلتطمئن قلوب اولياء الله ومن ضاقت بهم السبل من عباده الصالحين قال ابن القيم والتحقق بمعرفة هذا يوجب صحة الاضطرار. وكمال الفقر والفاقة ويحول بين العبد وبين رؤية اعماله واحواله فهو الذي يمس بالضر الله وهو الذي يكشفه فمسه بالضر لحكمة وكشفه الضر برحمة وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله. هذه الاية من اسباب رجوع العبد الى ربه بالكلية واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ قال محمد ابن كعب القرظي لانذركم به ومن بلغ قال من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ ومن بلغ ائنكم لتشهدون. وقال ايضا من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله عز وجل انه لا يفلح الظالمون سيبقى ظلم الظالمين سدا منيعا حائلا بينهم وبين فلاحهم او توفيقهم ثم نقول للذين اشركوا مكانكم احتجاز الهي قصري الزموا اماكنكم ولا تبرحوها حتى تعرفوا ما يفعل بكم ويقضي الله في امركم فزينا بينهم اي فرقنا بين العابدين والمعبودين وهو من الزوال اي ذهاب الشيء واختفاؤه وقال زينا ولم يقل فرقنا. لان التفريق معه بقية امل في الاجتماع. اما التزيين فهو غروب الى الابد وهو ما يزيد من وحشة المشركين حين يقاسون العذاب وحدهم قالوا والله ربنا ما كنا مشركين ويحكم اسكتوا حتى بين يدي الله تحلفون كذبا انظر كيف كذبوا على انفسهم يبرر المرء معصيته ليتهرب من عواقبها وذلك ليلتمس النجاة باي صورة ولو بالكذب على نفسه اعظم عقوبة ان يحال بينك وبين فهم كلام الله واجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوها اية قتلت علي بن الفضيل بن عياض وسمي بها قتيل القرآن ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد مجرد اول نظرة الى النار جعلت صاحبها يتمنى الرجوع للدنيا لفعل الخير فكيف يكون الحال بعد دخول النار ومقاساة العذاب وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون ليكن حزنك على ما فات من اخرتك اضعاف حزنك على ما فات من دنياك والا ما كنت عاقلا افلا تعقلون من لزم التقوى زهد في دنياه وهانت عليه مصائبه لان الله تعالى قال ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون. افلا تعقلون قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون تعزية من الله وتسلية لنبيه فسر في حياتك على هذا النهج الرباني مع كل مصاب قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون انظر شدة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ان تستجيب له امته وهكذا قلب كل داعية عليه ان يكون رؤوفا رحيما بامته ولكن الظالمين بايات الله يجحدون الظلم نقل حق الى غير مستحقه وابشع انواع الظلم الشرك لانه نقل حق الذات الالهية المستحق وحده للعبادة الى غير مستحقها اذا بلغ اعداء الحق درجة تكذيب اهله وايذائهم فهذه علامة قرب النصر بشرط ان يحقق الصبر فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصابا انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون المستجيب للحق حي ولو كان اصم وابكم واعمى والمعاند ميت ولو كان تام الحواس انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون من فقد سماع القلب لاوامر ربه قرم التوفيق في سائر امره والمقصود به سماع الاعتبار ولا طائره يطير بجناحيه الا امم امثالكم كل الحيوانات تعرف الله وتحمده وتسبحه ولكن لا تفقهون تسبيحهم ولقد ارسلنا الى امم من قبلك فاخذناهم فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون قال داود عليه السلام سبحان مستخرج الدعاء بالبلاء وسبحان مستخرج الشكر بالرخاء مر ابو جعفر محمد بن علي بن محمد بن المنكدر وهو مغموم فسأله عن سبب غمه فقيل له الدين قد فتحه فقال ابو جعفر افتح له في الدعاء قيل نعم قال لقد بورك لعبد في حاجة اكثر منها من دعاء ربه كائنة ما كانت فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قسوة القلب هي التي تكبر العبد عن بلوغ هذه المنزلة العظيمة منزلة الضراعة والتمرغ في تراب العبودية اذا حرمت من التضرع فاعلم ان في قلبك قسوة وعلاجها كثرة الذكر والاستغفار قال الله فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم اذا قسى قلب العبد بالذنوب قلم التضرع بين يدي علام الغيوب فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء فتح ابواب الدنيا على العبد قد يكون استدراجا ومقدمة عقوبة سماوية فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء من اعظم الاستدراج ان يتابع عليك نعمه وانت مقيم على معاصيه سنة الاستدراج الحديث اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج ثم تلا فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا ما فرحوا بما اوتوا اخذناهم اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون تمادي الظلم وطغيان الظالم مؤذن بقطع دابره من جذوره فقطع دابر الذين ظلموا قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم قال ابن الجوزي يعاقب الانسان بسلب معاني تلك الالات فيرى وكأنه ما رأى ويسمع وكأنه ما سمع. والقلب زاهي عما يتأذى به ولا يتفكر في خسران اجلته. لا يعتبر برفيقه ولا يتعظ بصديقه. ولا يتزود لطريقه. وهذه حالة اكثر الناس فنعوذ بالله من سلب فوائد الالات فانها اقبح الحالات تقوى الله لابد ان يتبعها اصلاح العمل فمن اتقى واصلح وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الانذار والاعلام بمواضع الخوف. وانما خص الخائفين بالانذار لان الانذار بالذين يخافون انذار نافع خلافا لحال الذين ينكرون الحشر والخوف علامة الايمان فخوف الحشر يقتضي الايمان بوقوعه يدعون ربهم بالغداة والعشي تخصيص الغداة والعشي للذكر اشعار بفضل العبادة في هذين الوقتين لانهما محل الغفلة والاشتغال بالامور الدنيوية قال ابو العالية سألت اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن قوله انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوب قريب فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل ومن تاب قبل الموت فقد تاب من قريب كم في واقع الامة اليوم من بشائر يراها المتشائمون خسائر ومن اعظمها تمايز الصفوف وانكشاف الباطل ولتستبين سبيل المجرمين وما تسقط من ورقة الا يعلمها فكيف بدمعة مؤمن وزفرة مكروب ودعوة مظلوم وما تسقط من ورقة الا يعلمها قال ابن عباس ما من شجرة في بر ولا بحر الا ملك موكل بها يكتب ما يسقط منها الا في كتاب مبين سجل الله فيه كل احداث الكون فاذا جاءت الاحداث كانت موافقة لما سجله الله قبل الاف السنين قال الله للمشركين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب فعجبا لبعض المؤمنين كيف يتسرب اليأس الى قلوبهم من عقوبة الله للظالم ان يسلط عليه ظالما اخر ويكفي الله المؤمنين شورهما او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض واذا رأيت الذين يخوضون فيه اياتنا فاعرض عنهم قوة مناعة قلبك لا تبرر لك الاقامة في بؤر الفساد او الوباء واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم الاعراض سلاح من اسلحة المؤمنين. لان الالتفات لهؤلاء ومناقشتهم يذكي نار جدالهم وحماسهم تديهم الوضوء حتى يخوضوا في حديث غيره بهذا التوجيه الالهي يتم وأد الباطل في مهده ويسلم المجتمع من شره وذكر به ان تبذل نفس بما كسبت الابسال والاسلام الى العذاب او السجن والارتهان والمعنيان صحيحان وذكر به ان تبسل نفس بما كسبت نفسك الامارة بالسوء قد تؤدي لحبسك غدا وتسلمك الى العذاب والهلاك بسوء كسبها الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا الافكار المتعلقة بالشعائر الدينية وامور العقيدة ليست مجالا للتسلية او الفكاهة والسخرية هذا خط احمر له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا الهالك هو من لم يكن له اصحاب يدعونه الى الهدى ويقولون له ائتنا له اصحاب يدعونه الى الهدى من اعظم اسباب النجاة من الضلال والتمتع بالهداية وجود الاصحاب الصالحين ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم لاحظ تكرار النفي وذلك لان رضا اليهود غير رضا النصارى فلو صادفت رضا اليهود فلن ترضى عنك النصارى ولو صادفت رضا النصارى فلن ترضى عنك يهود هل جربت النظر الى السماء في ظلمة الليل لتتفكر في ملكوت السماوات والارض انك ان فعلت لزاد يقينك بربك وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين لئن لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين لا تظن هدايتك او التزامك بتعاليم دينك قد حدث بفضل امكاناتك وذكائك لا يهدي الى الله الا الله اتجي في الله وقد هدى قال كيف اترك ما ثبت بالدليل القاطع الموجب للهداية والتفت الى حجتكم الضعيفة وكلماتكم الباطلة ناقش عدوك بالمنطق تأملت فوجدت ان الحياة الامنة لا توجد الا مع انعدام الظلم الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فكل الظالمين غير امنين وان تترسوا بالحرس والعتاد الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك اولئك لهم الامن كلما زاد ايمانك زاد امانك الامن منحة ربانية لا يستطيع بشر ان يوفرها لك الذين امنوا ولم يلمسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن كان زيد ابن اسلم يقول في هذه الاية نرفع درجات من نشاء انه العلم يرفع الله من يشاء به في الدنيا نرفع درجات من نشاء هي اجابة على سؤال لماذا يرفع الله بعض الناس دون بعض فالله يعلم من يستحق ومقدار استحقاقه وذلك بحسب علمه وحكمته قال الشعبي العلم ثلاثة اشبار فمن نال منها شبرا شمخ بانفه وظن انه ناله. ومن نال الشبر الثاني صغرت اليه نفسه وعلم انه لم ينله واما الشبر الثالث فهيهات لا يناله احد ابدا نرفع درجات من نشاء قال ابن تيمية فرفع الدرجات والاقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والايمان فكم ممن يختم القرآن في اليوم مرة او مرتين واخر لا ينام الليل واخر لا يفطر وغيرهم اقل عبادة منهم وارفع قدرا في قلوب الامة وذلك لقوة وصفاء المعاملة وخلوصها من شهوات النفوس اثنى الله على ثمانية عشر نبيا في سياق واحد ثم ختم ثناؤه عليهم بقوله ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون الشرك ذنب لا يغفر ولو كان من اشرف الخلق فان يكفر بهذا فقد وكلنا بها قوما فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين دعوة الله سائرة والشرف لمن حملها. فان تخلى عنها قوم اقام الله لها اقواما اخرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتضى جاء الامر باتباع الهدى للمهتدين الفتنة لا تؤمن على حي فاجعل دائما ولاءك للفكرة لا للاشخاص وما قضى الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من عن ابن عباس قال قالت اليهود والله ما انزل الله من السماء كتابا فنزل قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره كتاب انزلناه مبارك تعلق بالقرآن تجد البركة. قال ابن تيمية وندمت على تضييع اكثر اوقاتي في غير معاني القرآن وهذا كتاب انزلناه مبارك البركة ان يعطي الشيء اكبر من حجمه المنظور وبركة القرآن واضحة فلو قسنا حجم القرآن بحجم الكتب الاخرى لوجدنا حجم القرآن اقل. ومع ذلك فيه من الخير والبركات والتشريعات والاسرار ما تضيق به مئات الكتب ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وحيدا طول اقامتك في قبرك ثم في خمسين الف سنة هي يوم حشرك وليس معك حينها سوى عملك ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة قال الشيخ علي الطنطاوي عن سر شجاعته في قول الحق اني لاتصور الان ملوك الارض وقد خرجوا من قبورهم حفاة عراة منفردين فاتعظ فاقول من فوق هذا المنبر ما ينفعني في ذلك اليوم لا ما يفيدني اليوم ومن تصور هذا لم يعد يبالي باحد فالق الاصباح ان الذي يزيح ظلمة الليل كل يوم بانفلاق الصبح قادر على تفريج كربك وتسريع فرجك وتيسير امرك والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه ما الفرق بين المشتبه والمتشابه الاشتباه في الشك والتشابه في الطعن فالشكل واحد والطعم مختلف وليقولوا درست وفي الكلام حذف تقديره ولان لا يقول اهل مكة جهالة وسفاهة انك درست على يد اهل الكتاب وفي قراءة دارست اي اهل الكتاب ثم اتيت بهذا القرآن ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم حين تكون مهذبا في كلامك فانت تصون دينك عن عبث العابثين وكلمات الجاهلين ليس مطلوبا فقط ان تفعل ما تراه صحيحا بل لابد الا يؤدي فعلك الصحيح هذا الى مفسدة اكبر ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة قال ابن القيم من عرض عليه حق فرده ولم يقبله عوقب بفساد قلبه وعقله ورأيه ونقلب افئدتهم قلبك متقلب وامره ليس بيدك فتقرب لربك ليقرب قلبك الى ما ينفعه ويبعده عما يضره لما احتضر ابو الدرداء جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا؟ لمثل يومي هذا لمثل ساعتي هذه من يعمل لمثل مضجعي هذا ثم يقول ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به. اول مرة احذر ان يعاقبك على تثاقلك عن اتباع الحق اول مرة بان يقلب فؤادك وبصرك فلا تهتدي للحق او تهتدي له ولا تقدر على الاستجابة له ولو حرصت مال القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة امين شفاء على مدى العصور. على مدى العصور