ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة حصاد التدبر جعلناه نورا الجزء الاول من سورة الفاتحة الى الاية المئة والواحد والاربعون من سورة البقرة. ما لك يوم الدين قال يا رشيد رضا انما قال يوم الدين ولم يقل مالك الدين لتعريفنا ان للدين يوما يمتاز عن سائر الايام. وهو اليوم الذي يلقى فيه كل عامل عمله ويوفى جزاءه قال الله عن كتابه هدى للمتقين قال يهتدي بانوار القرآن غير المتقين لانهم اطفأوا نور الطاعة في قلوبهم واثروا ظلمة الذنب فكانوا كالعميان كشف الله سر عدم انتفاع اكثر الناس بالقرآن فقال هدى للمتقين وما اقل من اتقى ولذا ما اقل من اهتدى اول صفة مدح الله بها عباده في كتابه الذين يؤمنون بالغيب وبها يتمايز الخلق فاشدهم ايمانا اعظمهم تصديقا بالغيب ولهذا سبقنا ابو بكر الذين يقيمون الصلاة قال ابو العالية ارحل الى الرجل مسيرة ايام فاول ما اتفقد من امره صلاته فاذا وجدته يقيمها ويتمها اقمت وسمعت منه وان وجدته يضيعها رجعت ولم اسمع منه وقلت هو لغير الصلاة اضيعا الذين يؤمنون بالغيب لا تخسر هذه الصفة بكثرة تتبعك لاخبار الاعجاز العلمي في القرآن التي تؤيد ما في القرآن من حقائق. بل اجعل شعارك ان كان قال فقد صدق اولئك على هدى جاء بلفظ على اي مستعلين بهدايتهم وذكر الله اهل الضلالة فقال اولئك في ضلال مبين. اي منغمسين به ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين تقييم كل انسان بافعاله لا باقواله وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون. قال ابن عرفة نفى عنهم الشعور وهو مبادئ الادراك فبنفي مبادئ الادراك ينتفي كل الادراك من باب احرى في قلوبهم مرض المريض يجد طعم الطعام على خلاف ما هو عليه. فيرى الحلو مرا وكذلك المنافقون يرون الحق باطلا والباطل حقا فزادهم الله مرضا البعض يستعجل نزول العقوبة بالمنافقين. وما درى ان اعظم عقوباتهم هي مرض قلوبهم. فكيف بزيادته واشتداده قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون. نادرا ما يشعر المفسد انه مفسد ولو شعر لانحلت المشكلة من صفات المنافقين احتقار الصالحين فضلا عن المصلحين والتقليل دوما من شأنهم انؤمن كما امن السفهاء انؤمن لك واتبعك الارذلون الكبر من اهم اسباب عدم اتباع الحق هل فهمت الان لم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر واذا خلوا الى شياطينهم تحذير هام بعض الاصحاب شيطان في هيئة انسان. لكن لا يراه على حقيقته الا اهل الايمان لا تتعجب من املاء لاهل المستهزئ بالحق. فان الله يبغضه لذا يملي له ليزداد اثما فيتضاعف عذابا الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب بعض مدت له الايات يخاطب بها الناس وينسى نفسه واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين قد ينفد زاد الصبر لذا امرنا الله ان نستعين بالصلاة الخاشعة لتعين الصبر وتقويه وانها لكبيرة الا على الخاشعين خفت عليهم عظائم الامور بخشوعهم في الصلاة فالخشوع قوة كثيرا من مسلما اصيب بمصيبة ان يصبر. لكن ننسى ان نوصيه بقرينة الصبر وهي الصلاة. واستعينوا بالصبر والصلاة وكان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر فزع الى الصلاة الصلاة ثقيلة على كل من لم يخشع فيها واكثر ما يجلب الخشوع فيها اليقين باليوم الاخر وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون. تأمل وانتم تنظرون عند اشتداد الظلم لا يشفي غيظ المظلوم الا رؤية مصارع الظالمين ولا تعثوا في الارض مفسدين قال ابن كثير لا تقابلوا النعم بالعصيان فتسلبوها ذل الامة عقوبة على ابتعادها عن دينها. فالله يعز الطائع ولو كان ضعيفا ويذل العاصي ولو كان قويا ضربت عليهم الذلة ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون صفراء فاقع لونها تسر الناظرين للالوان المبهجة اثر على النفوس فلون حياتك بالوان الفرح والله مخرج ما كنتم تكتمون. ما تكتمه سيخرجه الله لا محالة فزين باطنك كما زينت ظاهرك حجر سقط من رأس جبل من خشية الله فكان الين من كثير من القلوب القاسية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك قست قلوبهم بعد ان رأوا معجزة احياء الله لقتيل بني اسرائيل والدرس لا تأمن قسوة القلب بعد اي يقظة ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني قال ابن تيمية ذلك متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم الا مجرد تلاوة حروفه وقولوا للناس حسنى للناس كل الناس حتى غير المسلم قال ابن عباس لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه مثله وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة قدم القول الحسن على الامر باقامة الصلاة فما الجزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. جعل الخزي مصير من امن ببعض الكتاب وترك بعضه ونفس العذاب كان من نصيب فرعون ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب واشربوا في قلوبهم العجل عالج هواك في اوائله قبل ان يتغلغل فاذا تغلغل تشربه القلب وعميت البصيرة واشربوا في قلوبهم العجل تذكر ان الفتن والمعاصي التي تمر عليها مرور الغافلين قد يتشربها قلبك الغافل فيغذي بها جوارحك يأمركم به ايمانكم. الايمان سلطة نافذة تأمر وتنهى وليس مجرد مشاعر باردة لا تغير سلوكا ولا تشفي قلبا ولتجدنهم احرص الناس على حياة. حياة. اي حياة فاليهود يحرصون على اي حياة ذليلة او كريمة المهم الا يموتوا ولتجدنهم احرص الناس على حياة حياة اي حياة فاليهود يحرصون على اي حياة ذليلة كانت او كريمة. المهم الا يموتوا يود احدهم لو يعمر الف سنة وما هو بمزحه من العذاب ان يعمر ليس طول العمر محمود دائما بل هو مذموم ان كان سبيلا للاستزادة من المعاصي فانه نزله على قلبك نزل على القلب ليتدبره القلب. فهل استقبلنا ايات القرآن بقلوبنا قال ابن الجوزي الدنيا اسحر من هاروت وماروت. فان هاروت وماروت يفرقان بين المرء وزوجه. واما الدنيا فانها تفرق بين العبد وربه لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا راقب الفاظك فاعفوا واصفحوا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كل الناس مني في حل اراد الا يعذب احد بسببه تجدوه عند الله تجد بعد مشاق الحياة والام الموت واهوال القبر واحداث البعث وفزع القيامة عملك الصالح حفظه الله لك حتى يأخذ بيديك فيوصلك الى مقعدك في الجنة تشابهت قلوبهم. كم من مختلفين في الشكل؟ متشابهين في القلب تشابه الظاهر من تشابه القلوب ووحدة المشاعر تشابهت قلوبهم يتلونه حق تلاوته. قال مجاهد يعملون به حق عمله يتلونه حق تلاوته وذلك باشتراك اللسان والعقل والقلب فاللسان يرتل والعقل يتدبر والقلب يلين ويخشع لا ينال عهدي الظالمين قال شيخ المفسرين الامام الطبري هذا خبر من الله جل ثناؤه عن ان الظالم لا يكون اماما يقتدي به اهل الخير بقوله لا ينال عهدي الظالمين اشارة الى ان الظالم لا يصلح ان يكون خليفة ولا حاكما ولا مفتيا ولا شاهدا ولا راوية ربنا تقبل منا قام باعظم عمل وهو بناء الكعبة ثم دعوا الله ان يتقبل فلا يغرنك عملك مهما عظم وسل الله القبول تب علينا انك انت التواب الرحيم يفرغان من اعظم طاعة ثم يسألان ربهما التوبة. فكيف بالمذنبين ولا تموتن الا وانتم مسلمون الحياة على الاسلام نعمة والموت على الاسلام توفيق. اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي لم يشغل الموت الوالد عن هموم التربية صبغة الله اي دين الله سماه صبغة لان اثر الدين يتغلغل في خلايا المؤمن كلها كما يتخلل الصبغ في خيوط الثوب صبغة الله ومن احسن من الله صبغة تأمل كلمة الصبغة وكأن المطلوب ان يتغلغل الايمان في كل ذرات حياتك ويصبغ كل تفاصيلها كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون بعض الناس يظن ان كتمان الحق ليس عملا فلا يؤاخذه الله به وهذه الاية تبدد هذا الوهم ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة شفاء