بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم كتاب الهجرة والمغازي باب في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واياته عن ابي اسحاق قال سمعت البراء ابن عازب رضي الله عنه يقول جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه الى ابي في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث معي ابنك يحمله معي الى منزلي فقال لي ابي احمله فحملته وخرج ابي معه ينتقد ثمنه فقال له ابي يا ابا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة زريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم اسرينا ليلتنا كل حتى قام قائم الظهيرة وخلى الطريق فلا يمر فيه احد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل فلم تأتي عليه الشمس بعد فنزلنا عندها فاتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا ينام فيه النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ثم بسطت اليه فروة ثم قلت نم يا رسول الله وانا انفض لك ما حولك فنام وخرجت انفض ما حوله فاذا انا براعي غنم مقبل بغنمي الى الصخرة يريد منها الذي اردنا فلقيته فقلت لمن انت يا غلام فقال لرجل من اهل المدينة قلت افي غنمك لبن قال نعم قلت افتحلب لي قال نعم فاخذ شاة فقلت له فاخذ شاة فقلت له انفض الضرع انفض الذرع من الشعر والتراب والقذى قال فرأيت البراء يضرب بيدي على الاخرى ينفض فحلب لي في قعب معه كثبة كثبة من لبن قال ومعي اداوة ارتوي فيها للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرب منها ويتوضأ قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم وكرهت ان اوقظه من نومي فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد اسفله فقلت يا رسول الله اشرب من هذا اللبن. قال فشرب حتى رضيت. ثم قال الم يأن للرحيل قلت بلى يا رسول الله قال فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الارظ فقلت يا رسول الله اوتينا فقال لا تحزن ان الله معنا. فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطى فرسه الى بطنها قرى. فقال اني قد علمت انكما قد دعوت ما علي فادعوا لي. فالله لك ما الا ارد ان ارد عنكما فالله لك ما ان ارد عنكما الطلب فدعا الله فنجا فرجع لا يلقى احدا الا قال قد كفيتكم ما ها هنا فلا يلقى احدا الا رده قال ووفى لنا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال رحمه الله تعالى كتاب الهجرة والمغازي اي الهجرة اي هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة وما صحب هذه الهجرة من احداث ووقائع وايات والمغازي اي مغازي النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهي مغاز عديدة عظيمة ايد الله سبحانه وتعالى فيها دينه ونصر عباده ومكن لدينه سبحانه وتعالى في الارض ودحظ الباطل في غزوات عظيمة مشهورة في سيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وكان للسلف عناية عظيمة بتعليم المغازي وتعريف الناس بها وتلقينها ايضا للناشئة والصغار حتى ينشأوا على معرفة هذه المآثر العظيمة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام روى الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع عن محمد ابن سعد ابن ابي وقاص الزهري المدني قال كان ابي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدها علينا وسراياه ويقول يا بني هذه مآثر ابائكم فلا تضيعوها هذه مآثر ابائكم فلا تضيعوا ذكرها وروى ايظا عن زين العابدين علي ابن الحسين ابن علي قال كنا نعلم المغازي ان كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه كما نعلم السورة من القرآن يعني كانوا يعتنون بصغارهم تعليما لهذه المآثر العظيمة موازي النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فينشأ الناشئ على معرفة بهذه الا المآثر العظيمة مآثر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام قال رحمه الله تعالى باب في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واياته اي الايات التي وصاحبة الهجرة وكانت في هجرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والاية تكون كما ذكر اهل العلم للحجة والحاجة تكون للحجة اي من باب التأييد وللحاجة من باب المعونة فتأتي لهذا وهذا والله سبحانه وتعالى ايد نبيه عليه الصلاة والسلام بايات عظيمة باهرة قال عن ابي اسحاق قال سمعت البراء ابن عازب رضي الله عنهما يقول جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه الى ابي في منزله فاشترى منه رحلا الرحل هو ما يوضع على البعير حتى يركب عليه الراكب مثل السرج الذي يوظع على الفرس فما يوضع على البعير يقال له رحل فاشترى ابو بكر رضي الله عنه من عازب رضي الله عنه رحلا طلب ابو بكر رضي الله عنه من عازب ان يبعث معه ابنه البراء رضي الله عنه يحمله له يحمل هذا الرحل له الى آآ بيتي او مكانه قال ابعث معي ابنك يحمله معي الى منزلي فقال ابي احمله يعني امر البراء بحمله قال فحملته وخرج ابي اي عازب معه ينتقد ثمنه اي صحبه من اجل ان يستلم الثمن ينتقد ثمنه ان يستلم الثمن استغل مسافة الطريق الاستلام الثمن في الاستفادة من ابي بكر رضي الله عنه وارضاه فقال له ابي يا ابا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اي اذكر لي شيئا من احداث الهجرة ليلة سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم اسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة اي وواصلنا السير في الصباح الى ان قام قائم الظهيرة يعني اه قامت الشمس في كبد السماء وهذا يكون شدة حرارة الشمس حتى قام قائم الظهيرة وخلى الطريق فلا يمر فيه احدا. عادة هذا الوقت شدة الحر كل يأوي الى رحله الى مكانه الى ظل يستظل فيه حتى تخف هذه الحرارة الشديدة قال حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل يعني رأينا على مسافة في الطريق صخرة لها ظل فقصدوا تلك آآ الصخرة قال لم تأتي عليها الشمس بعد فنزلنا عندها لم تأتي عليها الشمس اي ارضها باردة. لان لو اتت عليها الشمس تكون ارضها حارة لا تكون مهيئة لنوم النائم وارتياح الشخص قال فنزلنا عندها فاتيت الصخرة تسويت بيدي مكانا ينام فيه النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ثم بسطت عليه فروة. اي يعني على المكان ثروة لباس كان معها رضي الله عنه فواسى المكان وسواه ثم بسط عليه الفروة حتى يهيئ مكانا مريحا للنبي صلى الله عليه وسلم لينام لانه كل الليل في مشي واول النهار فاصبح بحاجة الى شيء من الراحة. فهيأ له هذا المكان ولم ينم رضي الله عنه مع انه في شدة الحاجة الى الراحة الليل كله يمشي والنهار فهو بحاجة شديدة الى الراحة فلم يلقي نفسه الى جوار النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الظل لينام بل بقي يحرص النبي عليه الصلاة والسلام يقول قلت نم يا رسول الله وانا انفض لك ما حولك نم وانا انفض ما حولك معنى انفض ما حولك يعني اتابع ما حولك واحرص مكانك واحرصك من ان ياتي عدو وانا احرص وانا انفض ما لك ما حولك وخرجت انفض ما حوله يعني يتفقد المكان وينظر ويراقب ويتابع فاذا انا براعي غنم مقبل بغنمه الى الصخرة يريد منها الذي اردنا يعني يريد ان يرتاح في ذاك الوقت في هذا الظل ظل هذه الصخرة فلقيته فقلت لمن انت؟ يا غلام؟ فقال لرجل من اهل المدينة وفي بعض الروايات بالشك لاهل المدينة او مكة وفي بعض الروايات مكة جزما فقال لرجل من اهل المدينة فقلت له افي غنمك لبن قال نعم قلت افتحلب لي؟ الان سؤالان الاول هل فيها لبن اي هل فيها شاة حلوب؟ فيها حليب تحلب فاجاب بنعم فسأله السؤال الثاني قال افتحلب لي يقصد يعني هل معك اذن؟ لانه راعي ليس مالكا هل معك اذن ان تحلب لي وجرت العادة في الغالب ان اصحاب الابل واصحاب الماشية يأذنون لرعاتهم اذا مر عابر سبيل ان يعطوه من الحليب اذا طلب جرت بذلك عادة فاراد ان يطمئن في ذلك قال افتحلب لي قال نعم فاخذ شاة فقلت انفض انفض الذرع من الشعر والتراب والقذى انفض الضرع ورع الشاة من الشعر والتراب والقذى قال فرأيت البراء ابا اسحاق ابو اسحاق يقول فرأيت البراء يعني لما وصل الى هذا الموطن من الحديث يضرب بيده على الاخرى يعني يفعل هكذا يري عمليا ماذا تم قال رأيت اه البراء يضرب بيده على الاخرى ينفض فحلب لي في قعب معه كذبة من لبن فحلب لي في قعبل القعب وعاء من خشب في قعد معه كتبة من لبن اي قليلا من اللبن. قليلا من اللبن قال ومعي اداوة ومعي اداوة اي وعاء من الجلد ارتوي فيه يعني اشرب في نشرب منه الماء ونروي فيه الماء للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرب منه ويتوضأ قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم وكرهت ان اوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد اسفله يعني حتى برد اسفل الماء لان اللبن اول ما يحلب يكون فيه حرارة يكون فيه حرارة فصب عليه الماء البارد حتى يبرد اللبن يكون فيه شيء من البرودة فقلت يا رسول الله اشرب من هذا اللبن قال فشرب حتى رضيت فشرب حتى رضيت اي طابت نفسي وقرت عيني وانست لانه جاء بلبن الى النبي عليه الصلاة والسلام وبرده له وشرب حتى ارتوى النبي صلى الله عليه وسلم قال فرظيت حتى رظيت يعني حتى طابت نفسي وقرت عيني وانت تقرأ هذه القصة وهذه الاحداث التي يرويها رضي الله عنه ترى هذه الصحبة الفريدة العظيمة التي فيها مآثر لابي بكر ومناقب جليلة حتى قال الله عز وجل في في شأن اذ يقول لصاحبه اذ يقول لصاحبه هذه صحبة لا مثيل لها في الادب والخدمة والرعاية والنصح النصرة غير ذلك من المعاني الجليلة التي اكرم الله سبحانه وتعالى بها صديق الامة رضي الله عنه وارضاه ثم قال اي النبي عليه الصلاة والسلام الم يأن للرحيل؟ يعني ما جاء وقت الرحيل ان نرحل قلت بلى يا رسول الله قال فارتحلنا بعدما زالت الشمس فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة ابن مالك ابن جعشم وسراقة هذا احيانا ينسب الى ابيه مالك واحيانا ينسب الى جده يقال سراقة بن جعشم يأتي هكذا وهكذا في اه في آآ كتب الرواية والاخبار قال واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الارض الان سيذكر ابو بكر اية عظيمة من ايات النبوة قدم لها بهذه المقدمة قال ونحن في جلد من الارظ ما معنى جلد من الارض؟ يعني ارض صلبة ليست هشة لينة وانما ارض قاسية صلبة نحن في جلد من الارض ليسوا في ارض هشة ورمل آآ هش خفيف وانما في ارض صلبة يقول ونحن في جلد من الارض فقلت يا رسول الله اوتينا يعني ادركنا العدو قال لا تحزن ان الله معنا لا تحزن ايا ابا بكر ان الله معنا اي المعية الخاصة التي تقتضي النصرة والتأييد والحفظ لا تحزن ان الله معنا فدعا عليه دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه على سراقة فارتطمت فرسه الى بطنها فارتطمت فرسه الى بطنه يعني الارض صلبة قاسية كما وصف ابو بكر في جلد من الارظ فغاصت قوائم الفرس في هذه الارض الصلبة الى ان وصل الى بطن الفرس ما يستطيع حراكا ما يستطيع حراكا فقال اي سراقة اني قد علمت انكما قد دعوتما علي اني قد علمت انكما قد دعوتما اي دعوتما الله علي فاجاب الله دعائكما هذه اية لان الترجمة في الهجرة والايات ايات النبوة هذه من الايات ايات النبوة في هجرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال اني قد علمت انكما قد دعوتما علي فادعوا لي يعني ان الله يخلصني من هذا الذي انا فيه الان فادعوا لي آآ لاحظ الحديث اه فيه ان ابا بكر قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراقة يقول دعوتما دعوتما وهذا فيه ان الداعي اذا امن صاحبه على دعائه يصبح يكون داعيا معه مثل ما جاء في قصة موسى عليه السلام قال قد اجيبت دعوتكما قال اهل العلم كان موسى الذي يدعو وهارون يؤمن فسمي هذا دعاء ولهذا لما يكون الامام في القنوت يدعو والمأمون يؤمنون يعتبر يعتبر الكل ماذا داعي لله ان يعتبر الكل داعي يقال دعونا الله في صلاتنا بكذا لان المؤمن داعي فهذه فائدة المؤمن داعي قال دعوت ما علي فادعوا لي فالله لك ما اي لكم علي عهد ان ارد عنكما الطلب ان ارد عنكما الطلب لانهم هم الان في طلب من الاعداء. الاعداء في اثرهم فقال ان ارد عنكما الطلب فدعا الله فنجا. دعا اي النبي صلى الله عليه وسلم الله اي لسراقة فنجا من هذا الذي كان فيه فرجع اي سراقة لا يلقى احدا اي من المشركين يطلب النبي عليه الصلاة والسلام الا قال قد كفيتكم ما ها هنا يعني هذه الجهة لا تبحث فيها ما كفيتكم هذه الجهة لا تبحثوا فيها فلا يلقى احدا الا رده قال ووفى لنا اي بما وعد من رد الطلب وفى لنا بما وعد من رد الطلب لعل هذه الاية التي حصلت وعاينها سراقة لعلها كانت من من الاسباب التي دفعته للاسلام لانه اسلم فيما بعد رضي الله عنه اسلما فيما بعد وذكر ان اسلامه كان في عام الفتح لعل هذه الاية الباهرة حركت في قلبه شيئا الحاصل انه اسلم رظي الله عنه اه عام فتح مكة نعم قال رحمه الله باب في غزوة بدر عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه اقبال ابي سفيان قال فتكلم ابو بكر رضي الله عنه فاعرض عنه ثم تكلم عمر رضي الله عنه فاعرض عنه اقام سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال ايانا تريد يا رسول الله والذي نفسي بيده لو امرتنا ان نخيضها البحر لاخذنا ولو امرتنا ان نضرب اكبادها الى برك الغماد لفعلنا قال فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش وفيهم غلام اسود لبني لبني الحجاج فاخذوه فكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن ابي سفيان واصحابه فيقول ما لي علم بابي سفيان ولكن هذا ابو جهل وعتبة وشيبة وامية بن خلف فاذا قال ذلك ضربوه فقال نعم انا اخبركم هذا ابو سفيان فاذا تركوه فسألوه فقال ما لي بابي سفيان علم ولكن هذا ابو جهل وعتبة وشيبة وامية وامية بن خلف في الناس فاذا قال هذا ايضا ظربوه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فلما رأى ذلك انصرف وقال والذي والذي نفسي بيده لتضربونه اذا صدقكم وتتركونه اذا كذبكم. قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مصرع فلان قال ويضع يده على الارض ها هنا وها هنا. قال فما مات احد عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال باب في غزوة بدر غزوة بدر وقعت في السنة الثانية من الهجرة في السابع عشر من شهر رمضان وهي اولى الغزوات الكبار العظيمة دارت رحا هذه الغزوة بين المسلمين وكفار قريش دارت بين المسلمين وكفار قريش والاصل ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج لعير لابي سفيان تحمل تجارات قادمة من الشام فعلم سفيان بذلك فاستصرخ وارسل يطلب النصرة وفر من فر من جهة في الطريق وتجهزت قريش وجاءت لمقاتلة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فالتقوا في موطن يقال له بدر عرفت به المعركة فيقال غزوة بدر نسبة الى الموطن الذي كانت فيه تلك المعركة ويسمى اليوم الذي وقع فيه هذا القتال يوم الفرقان كما سماه الله سبحانه وتعالى بذلك في سورة الانفال وسورة الانفال فيها ذكر لاحداث هذه الغزوة ووقائعها وسمي يوم الفرقان لانه يوم عظيم. فرق الله سبحانه وتعالى فيه بين الحق والباطل وفيه اظهر الله عز وجل هيبة الاسلام وعزة المسلمين فاصبح لهم شوكة وهيبة من ذلك اليوم الذي سمي يوم الفرقان فرقان اي بين الحق و الباطل قال عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حين بلغه اقبال ابي سفيان اقبل بسفيان اي من جهة الشام في تجارة لقريش فتكلم ابو بكر اي بالاستعداد ذلك فاعرض عنه ثم تكلم عمر يعني نحن مستعدون مهيئون معك فيما تريد فاعرظ عنه فقام سعد بن عبادة سيد الاوس اه رضي الله عنه فقال ايانا تريد يا رسول الله ايانا تريد يا رسول الله والذي نفسي بيده لو امرتنا ان نخيضها اي الخيل البحر لاخذناها ولو امرتنا ان نضرب اكباده الى برد الرماد الى برك الغماد لفعلنا وبرك الغماد هذا يذكر في المكان البعيد والمسافة الشاسعة البعيدة يقال فيما تباعد من الامكنة هم عاهدوا النبي عليه الصلاة والسلام على نصرته والذب عنه وحمايته في المدينة فكان يريد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرف ماذا عنهم فيما لو خرج الى مثل هذا الامر فاعلن سعد رضي الله عنه انهم على استعداد تام للمشاركة مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما اراد قال لو امرتنا ان البحر لو امرتنا ان نذهب الى ابعد مسافة فنحن مهيئون مستعدون لذلك قال فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليهم روايا قريش رواية جمع راوية والراوية هي التي تحملها الابل لجلب الماء فيها وفيهم غلام اسود لبني الحجاج فاخذوه فكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن ابي سفيان واصحابه هذا الغلام جاء من مكة مع الجيش جيش المشركين فجاء في صحبتهم وارسلوه يأتي بالماء فيسألونه عن ابي سفيان وهو ما ما عنده علم بابي سفيان هو عنده علم هؤلاء الذين هو جاء بصحبتهم فكانوا يسألونه عن ابي سفيان فيقول ما لي علم بابي سفيان ولكن هذا ابو جهل وعتبة وشيبة وامية بن خلف هذا هؤلاء رؤوس الكفار رؤوس المشركين يقول هؤلاء هم الذين اعرف عنهم فيحدثهم عنهم وهم يريدون ماذا يريدون ابا سفيان والعيرة التي معه المحملة اه التجارة فاذا قال ذلك ضربوه يعني من اجل ان يخشى يخشون ان يكون يخفي معلومات عنهم فاذا قال ذلك ظربوه فقال نعم يعني اذا اشتد عليهم ظرب قال نعم يعني اخبركم عن ابى عن ابي سفيان انا اخبركم هذا ابو سفيان فاذا تركوه فسألوه يعني عن تفاصيل عن ابي سفيان قال ما لي بابي سفيان علم ولكن هذا ابو جهل وعتبة وشيبة وامية بن خلف في الناس. فاذا قال هذا ايضا ضربوه اعادوا عليه الضرب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعني كان في ذلك الوقت قائم يصلي فلما رأى ذلك انصرف وقال والذين نفسي بيده لتضربونه اذا صدقكم وتتركونه اذا كذبكم هذي هذي من الايات هذي من ايات النبوة لانه يخبر عليه الصلاة والسلام عن شيء ما رآه وهم الان يعني في شدة مع هذا الرجل يريدون ان يستخرجوا منه معلومات عن ابي سفيان وهما عنده علم بابي سفيان فالنبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم انه فعلا ما عنده علم هذي اية من ايات النبوة هذه من ايات النبوة الباهرة فيقول لهم تضربونه اذا صدقكم قال ما اعرف عن عن امية وعن عتبة وعن فلان تضربونه اذا صدقكم وتتركونه اذا كذبكم اذا اذا كذبكم قال نعم اعرف عن ابو سفيان من شدة الظرب تتركونه فهذه من ايات النبوة هذي واحدة. الاية الثانية من ايات النبوة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مصرع فلان يعني في موطن في الموطن الذي آآ جرت في احدى جرى في احداث القتال من الغد كان يمشي ويضع يده على الارض يضع يده على الارض يقول هذا مصفى فلان ثم يضع على يده على موضع اخر يقول وهذا مصرع فلان وعلى الاخر ويقول هذا مصرع فلان فعين لكن يسمى اعيان لمشركي قريش وكبرائهم واشرافهم انهم آآ موت في هذه الاماكن يقول فما مات احدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذي من ايات النبوة. فما ماط يعني ما تجاوز احدهم. كل واحد منهم عين موطن آآ قتله صلوات الله وسلامه عليه فكان كما عين عليه الصلاة والسلام انهزم الكفار في تلك الغزوة شر هزيمة يرحمك الله واعطوا اكتافهم للمسلمين واعطوا اكتافهم للمسلمين يأسرون فريقا ويقتلون فريقا كما اخبر الله سبحانه وتعالى اه بذلك فاسروا منهم سبعين وقتلوا منهم سبعين وكان ممن قتل في بالي في تلك المعركة اعيان كبراء قريش وآآ اشرافهم نعم قال رحمه الله عن انس بن مالك رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنع ما صنعت غير ابي سفيان فجاء وما في البيت احد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ادري ما استثنى بعض نساء قال فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال ان لنا طالبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال لا الا من كان ظهره حاضرا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حتى سبقوا المشركين الى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمن احد منكم الى شيء حتى اكون انا دونه فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض قال يقول عمير بن الحمام الانصاري رضي الله عنه يا رسول الله جنة عرضها السماوات والارض قال نعم. قال بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك باقين باغين قال لا والله يا رسول الله الا رجاء اكون من اهلها قال فانك من اهلها فاخرج تمرات من قرني فجعل يأكل منهن ثم قال لان انا حييت حتى اكل تمرات هذه انا لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل. نعم يؤجل الى لقاء الغد نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيق واصلح لنا شأننا كله. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم وموتى المسلمين اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار النار اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين