مع القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة حصاد تدبر الجزء الحادي عشر. من سورة التوبة الاية الثالثة والتسعين وحتى سورة هود الاية الخامسة المنافق مستعد للحلف كاذبا ليرضي الخلق اما رأي الله فيه فاخر اهتماماته يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين قلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم اذا لم تستطع التخلص من السيئات فزاحمها بكثرة الحسنات وستغلب الكثرة القلة ان الحسنات يذهبن السيئات قنطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم اجعل من نياتك عند الشروع في الطاعات ان تمحو بها اثر السيئات خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. شرع الله الصدقة من اجل بك انت اولا قبل الفقير صدقتان تطهرهم وتزكيهم بها. كان بعض المتصدقين يضع الصدقة في يده ثم يدعو الفقير لاخذها لتكون يد الفقير هي العليا ويده المنفقة هي السفلى توبة مالية اذا ابتليت بذنب واردت ان تتطهر منه فاستعن عليه بالصدقة. خذ من اموالهم صدقة طهرهم الم يعلم ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقة قال ابن كثير هذا تهييج الى التوبة والصدقة اللتين كل منهما يحط الذنوب ويمحقها فسيرى الله عملكم. كل طاعاتك يراها الله. فلا تشرك فيها غيره. والذين اتخذوا مسجدا مرارا وكفرا. اتخذ النفاق في العهد النبوي اشكالا لا يتصور ان يتسلم اليها النفاق وهي المسجد فكيف بعهدنا اليوم الحذر اولى فيه جانوي يحبون ان يتطهروا. اذا اردت ان تطهر قلبك روحك فاجلس في مسجد واذكر الله تعالى فيه ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة ماذا تساوي نفوسنا المعيبة وان طهرت حتى يشتريها الله منا بهذا الثمن لذا قال الحسن البصري بايعهم والله فاغلى ثمنهم قال محمد بن الحنفية يحثك على تزكية النفس بالعمل الصالح ان الله عز وجل جعل الجنة ثمنا لانفسكم فلا تبيعوها بغيرها انت لا تملك نفسك ولا يحق لك التصرف فيها دون اذن المالك فانما يتصرف فيما اشتراه منك وبعته له. واعطاك في المقابل الجنة ارجعت في بيعتك ام انك لم تبع وزهدت في الجنة من الاساس واذا بعت ايحسن لمن باع شيئا ان يغضب على المشتري اذا تصرف فيه حسب ما يراه وماذا لنا فينا حتى نتكلم كيف بعت هذه النفس الثمينة بشهوة تنقضي في لحظة وبلذة لا تبقى سوى ساعة وهبها بقيت اياما او اعواما فماذا تساوي بجوار لذة الخلد وبعتها لمن؟ لاعدى اعدائك شيطانك حكي عن ما لك بن دينار انه مر بقصر يبنى فسأل العمال عن اجرتهم فاجاب كل واحد منهم باجرته ولم يجبه واحد فقال ما اجرتك قال لا اجر لي لاني عبد صاحب القصر فقال مالك الهي ما اسخاك الخلق كلهم عبيدك كلفتهم العمل ووعدتهم الاجر البائع لا يستحق الثمن اذا امتنع عن تسليم ما باع فكذلك لا يستحق عبد الجنة الا بعد تسليم النفس والمال تأمل هذا الوصف البليغ في الولاء والبراء فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه تقتفي اثر خليل الرحمن وتبرأ من كل عدو لك ولدينك ورسولك والمؤمنين تأمل كيف اجتمعت صفة الحلم والغظة في شخص واحد لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم. فالحلم ليس معناه التهاون في امر الدين من بعد ما كان يزع قلوب فريق منهم صحابة مجاهدون وفي معية النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا تكاد قلوبهم ان تزيغ وبعضنا واثق من قلبه ومطمئن على ايمانه فعلى اي اساس الذين اتبعوه في ساعة العسرة وصف الله العسر بانه ساعة من نهار كي لا تضجر من الاقدار لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار. قال ابن القيم وتوبة العبد الى الله محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها فانه تاب عليه اولا اذنا وتوفيقا والهاما فتاب العبد فتاب الله عليه ثانيا قبولا واثابة قال ابن القيم التوبة نهاية كل عارف وغاية كل سالك وكما انها بداية فهي نهاية والحاجة اليها في النهاية اشد من الحاجة اليها في البداية بل هي في النهاية في محل الضرورة. لذا كان صلى الله عليه وسلم في اخر حياته اشد ما كان استغفارا واكثره وانزل الله بعد غزوة تبوك وهي اخر الغزوات التي غزاها صلى الله عليه وسلم بنفسه لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار ثم تاب عليهم ليتوبوا تحتاج لان يتوب عليك اولا لتتوب فالتوبة ليست مجرد قرار شجاع. هي قبل ذلك هداية ورحمة وتوفيق من الله وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اضيق ما يكون الامر قبيل الفرج وظنوني الا ملجأ من الله الا اليه قال مجاهد ما كان من ظن في القرآن فهو يقين فلما ايقنوا ان لا ملجأ الا الله صدق منهم اللجوء اليه فتداركهم بالشفاء واسقط عنهم البلاء يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. كونوا معه ولا تنفردوا في السير من دونهم كي لا يستفرد بكم في الطريق شيطان الجماعة بركة والفرقة عذاب اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. لن تستطيع ان تكون تقيا الا اذا كنت في بيئة صالحة اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. الصدق من اهم معايير اختيار الصحبة فلا يصلح ان تصاحب كاذبا ولا يطأون موطئا يغيظوا الكفار الوطء في سبيل الله هو ان تدوس ارض العدو بما يغيظه فان العدو يأنف من وطئ ارضه وقد يكون الوطء استعارة لاذلال العدو واغاظته فكل عمل تغيظ به اعداء الله فلك به اجر ولو كان خطوة واحدة ولا ينفقون نفقة صغيرة. لا تحقرن صغيرة من خير فاصحاب الاعراف يوم القيامة يوقفون عن دخول الجنة بسبب نقصان حسنة واحدة تنزل الاية على القلوب فتكون سببا في زيادة ايمان قوم وزيادة رجس اي كفر وشك قوم اخرين فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم قصة حديث تشرح اية بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد. اذ اقبل ثلاثة نفر فاما الاول فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها. واما الاخر فجلس خلفهم واما الثالث فادبر ذاهبا. فقال صلى الله عليه وسلم الا اخبركم عن النفر الثلاثة اما احدهم فاوى الى الله فاواه الله واما الاخر فاستحيا فاستحيا الله منه واما الاخر فاعرض فاعرض الله عنه ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم. اعراض مديره عنه يقلقه فكيف باعراض الله ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم سين لما صرف الله قلوبهم جيم لانهم انصرفوا فصرف الله قلوبهم عن الهدى عقوبة على انصرافهم اولا واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يراكم ان احد المنافق تقلقه سورا فكيف بالقرآن كله فان تولوا فقل حسبي الله قل لكل شيء فقدته ولكل غال هجرك ولكل قريب تخلى عنك حسبي الله يكفيني ويؤويني وبشر الذين امنوا تفشير المؤمنين سنة يغفل عنها الكثيرون وما اكثر ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة ابشر لاصحابه وبها امرنا بشروا ولا تنفروا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. قال السعدي مع انه قادر على خلقها في لحظة واحدة. ولكن لما له في ذلك من الحكمة الالهية ولانه رفيق في افعاله يدبر الامر فرغ قلبك من همومك وتدبيرك وفوض امرك واسلم قيادك لمن وعدك بتدبير الامر لك ولغيرك يدبر الامر. قال سهل الدستوري يقضي القضاء وحده فيختار للعبد ما هو خير له فخيرة الله خير له من خيرته لنفسه قدم صدقا حقيقة القدم ما قدم العبد ويقدم عليه يوم القيامة المؤمنون قدموا العمل الصالح والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فيقدمون على الجنة التي هي جزاء ذلك فهذه ثلاثة تفسيرات لقدم صدق يدبر الامر تكررت في كتاب الله اربع مرات لتنزع من قلبك اوهام ان امرك بيد احد غير الله ورغم الحياة الدنيا وطمأنوا بها لا يأمرك الله بترك الدنيا ولكن يأمرك بعدم الاطمئنان بها والركون اليها فتقدمها على اخرتك وتحصل لذاتها وشهواتها باي طريق فتهلك يهديهم ربهم بايمانهم. ليست الهداية درجة واحدة ولا الايمان. بل درجات وتتناسب هدايتك طرديا مع ايمانك فكلما زاد ايمانك زادت هدايتك يهديهم ربهم بايمانهم. الايمان باقة نور يهتدي بها المؤمنون في ظلمات الفتن ومتاهات الغربة حتى يصلوا الى الهدف المنشود الجنة يهديهم ربهم بايمانهم قال من جريش يمثل له عمله في صورة حسنة وريح طيبة اذا قام من قبره يعارض صاحبه ويبشره بكل خير فيقول له من انت؟ فيقول انا عملك فيجعل له نوره من بين يديه حتى يدخله الجنة فذلك قوله تعالى يهديهم ربهم بايمانهم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام اخر دعواهم من الحمد لله رب العالمين. الدعوة هي الدعاء ومعنى قولهم سبحانك اللهم انا نسبحك وننزهك عما لا يليق بك. فعبادة اهل الجنة التسبيح والحمد وليس هذا على سبيل التكليف بل على سبيل التلذذ وهو لهم بمنزلة النفس من دون كلفة او مشقة واذا مس الانسان الضر دعانا لجانبه. قال الانوسي وفي الاية ذم لمن يترك الدعاء في الرخاء ويهرع اليه في الشدة واللائق بحال العاقل التبرع الى مولاه في السراء والضراء. فان ذلك ارجى للاجابة ففي الحديث الشريف تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة واذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه قال ابو الدرداء ادعو الله يوم سرائك يستجب لك يوم ضراءك قال الذين لا يرجون لقاء نأتي بقرآن غير هذا بدل ما اشبه الليلة بالبارحة بعض من ينادون بتخفيف لهجة الخطاب الديني او تجديده. ائت بقرآن غير هذا بدل قال الطبري والتبديل الذي سألوه ان يحول اية الوعيد اية وعد واية الوعد وعيدا والحرام حلالا والحلال حراما فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخبرهم ان ذلك ليس لديه وان ذلك الى من لا يرد حكمه ولا يتعقب قضاؤه وانما هو رسول مبلغ ومأمور متبع لا يرجون لقائنا هذا سبب تعنت المنافقين تجاه القضايا الاسلامية والاحكام الشرعية. واما من امن بلقاء الله فلابد ان ينقاد لاحكامه مر كأن لم يدعنا الى ضر مسه لا تحزن ان جحد الناس احسانك فمن جحد فضل الخالق من قبل كيف لا يجحد فضل المخلوق قل الله اسرع مكرا مهما اسرع الماكرون وتفننوا وتستروا فقد سبق مكر الله مكرهم لانه احاط علما بمكرهم قبل ان يفعلوه وقادر على ابطاله بعد ان يفعلوه وجاءهم الموج من كل مكان مشركون دعوا الله حين احاطت بهم الامواج فنجاهم الله فكيف تيأس وتنقطع عن الدعاء وانت مؤمن قال مكحول ثلاث من كن فيه كن عليه. المكر والبغي والنكف قال تعالى ومن نكث فانما ينكث على نفسه وقال ولا يحيق المكر السيء الا باهله وقال يا ايها الناس انما بعيكم انفسكم انفع موعظة ما كانت من اجل نفعك او صرف السوء عنك. ولذا كانت هذه صيحة تحذير وصرخة نذير تقول لك انت لا تضر الا نفسك انما بعيكم علاء انفسكم البغي سهم سيرتد اليك عاجلا او اجلا وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها الاضطرار بالقوة اول علامات الانهيار لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين قال القرطبي المضطر يجاب دعاؤه وان كان كافرا. لانقطاع الاسباب ورجوعه الى الواحد رب الارباب انما مفر الحياة الدنيا كما ان انزلناه من السماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض الدنيا اقصر ما تكون وكأنها موسم زراعة واحد كان لم تعذب الامس جملة كفيلة بان تزهدك في الدنيا باسرها لانها زائلة ومنسية وترغبك في الاخرة الخالدة والله يدعو الى دار السلام. قال ابن كثير لما ذكر الله الدنيا وسرعة زوالها رغب في الجنة ودعا اليها وسماها دار السلام. اي من الافات والنقائص والنكبات والله يدعو الى دار السلام. من اجاب النداء من الدنيا دخل الجنة. ومن اجاب النداء من القبر حرمها تجيب امك واباك اذا ناداك ولا تجيب ربا دعاك مع ان دعوته لك الى سعادة الابد في جنة الخلد لتكون مثوى بقدر احسانك في الدنيا تكون زيادة نعيمك في الاخرة للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهقوا وجوههم قترون ولا ذلة. قال السعدي لا يناله في الجنة اي مكروه بوجه من من الوجوه لان المكروه اذا وقع بالانسان تبين ذلك في وجهه وتغير وتكدر ولا يرهق وجوههم قتروا ولا ذلة. تغير وجه صاحبك علامة نزول مكروه به فتفقد احوال صاحبك عند تغير وجهه بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه. الانسان عدو ما جاهل ومنهم من ينظر اليك. النظرة واحدة لكن الاثر مختلف بحسب نوع القلب. قال ابن كثير المؤمنون ينظرون اليك بعين الوقار والكافرون ينظرون اليك بعين الاحتقار واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا ويوم يحشوهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم عشرات السنين تصبح بعد معاينة الاخرة اقصر ما تكون وكأنها لحظات تعارف وعد الله بالنصر قائم وقادم لا محالة. لكن لا يلزم ان يراه المستضعفون اليوم. فالله قال لرسوله نعدهم او نتوفينك فالينا يرجعون يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهداهم ورحمة للمؤمنين قال ابن عاشور وقد عبر عنه باربع صفات هي اصول كماله وخصائصه وهي انه موعظة وانه شفاء لما في الصدور وانه هدى وانه رحمة للمؤمنين وشفاء لما في الصدور. وهذا الشفاء لن يتحصل عليه الا من التزم شرطه وشرطه التدبر وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. جاءت كلمة الشفاء قبل كلمة الهداية لتبين ان اخراج ما في القلب من اهواء وامراض مطلوب لحصول هداية القلب وما يعزم عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء. هذه الاية ومن اشد ايات المراقبة فهذا علمه بحركات الذرات. فكيف علمه بحركات العباد الا ان اولياء الله لا خوف عليهم. اي لا خوف يخافه خائف عليهم فهم بمأمن من ان يصيبهم مكروه. وليس المعنى انهم لا يخافون. لكن اذا اعتراهم خوف ان قشى عنهم باعتصامهم بالله وتوكلهم عليه ولا هم يحزنون وان كانوا يحزنون لما يصيبهم من امور في الدنيا فذلك حزن عابر لا يستقر بل يزول بالصبر وذكر الاجر ولا يلحقهم الازن الدائم المؤدي لكسر النفس الاكتئاب لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قال ابن عاشور فالكلام يفيد ان الله ضمن لاوليائه الا يحصل لهم ما يخافون والا يحل بهم ما يحزنهم ولما كان ما يخاف منه من شأنه ان يحزن من يصيبه كان نفي الحزن عنهم مؤكدا لمعنى نفي خوف الخائف عليهم لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. قال السعدي اما البشارة في الدنيا فهي الثناء الحسن. والمودة في قلوب المؤمنين والرؤيا الصالحة وما يراه العبد من لطف الله به وتيسيره لاحسن الاعمال والاخلاق وصرفه عن مساوئ الاخلاق واما في الاخرة فاولها البشارة عند قبض ارواحهم. وفي القبر ما يبشر به من رضا الله تعالى والنعيم المقيم وفي الاخرة تمام البشرى بدخول جنات النعيم والنجاة من العذاب الاليم اطمئن واستبشر لا تبديل لكلمات الله. كل ما وعد الله به فهو حق ولا يمكن تغييره او تبديله او الرجوع عنه لانه الصادق في قوله ولا يقدر احد على مخالفة ما قدره ومن ذلك وعوده للمؤمنين. ولذلك قال بعدها مبشرا ذلك الفوز العظيم فما سألتكم من اجر. ان اجري الا على الله. الداعية لا يرجو بدعوته مالا ولا جاها وكلما زهد داعية في دنيا الناس اقبل الناس عليه ليفيدهم في امر اخرتهم اني اجري الا على الله. فلا تأبه ان شكرك الناس على صنع المعروف او نسوك ولا تحزن لجحود الناس لانك تستلم اجرتك من جهة واحدة الله رب العالمين وتكون لكما الكبرياء في الارض يظن الظالم ان الناس كلهم مثله فيرميهم بالداء الذي هو فيه ولا يتصور ان احدا يعمل لمهمة سامية وغاية نبيلة او رجاء ثواب الله والدار الاخرة. ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين يا رب لا تمكنهم من عذابنا لئلا يقول الظالمون واتباعهم لو كان هؤلاء على الحق لنصرهم الله فما امن لموسى الا ذرية من قومه الذرية هم الشباب وهم امل المستقبل ومفتاح التغيير قد اجيبت دعوتكما فاستقيما. شكر نعمة الاجابة. قال ابن عاشور وفر على اجابة دعوتهم امرهما بالاستقامة فعلم ان الاستقامة شكر على الكرامة فان اجابة الله دعوة عبده احسان للعبد واكرام وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر عليها واعظم الشكر طاعة فاستقيما. سين ما فائدة امر المستقيم بالاستقامة فموسى وهارون حاز اعلى استقامة وهي استقامة النبوة جيم المعنى الامر بالمداومة عليها ولا ان تتبعان سبيل الذين لا يعلمون اول انحراف عن طريق الاستقامة سببه اتباع طريق المنحرفين فحذر المؤمن وخوفه الدائم من الانحراف من اهم اسباب الاستقامة قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما. الاستقامة على فعل الطاعات من اعظم اسباب اجابة دعوات حقا علينا ننجي المؤمنين. قال البقاعي في كل زمن وان لم يكن بين ظهرانيهم رسول. لان العلة الاتصاف بالايمان الثابت وان يردك بخير فلا راع لفضله لا راد لفضله ولو كانت الدنيا باسرها فمن يحرم من اراد الله عطاءه ومن يشقي من اراد الله اسعاده واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه. الاستغفار جسر يوصل الى توبة وان يستغفروا ربكم ثم توبوا اليه. وان استغفروا ربكم كن ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا. اعظم متعة تجدها في قلوب المستغفرين التائبين خرج عمر بن الخطاب يوما يستسقي فما زاد على الاستغفار حتى رجع قالوا ما رأيناك استسقيت فقال لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ثم قرأ ويا قومي استغفروا ربكم ثم تبغوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويؤتي كل ذي فضله. قال فابن جبير من عمل حسنة كتبت له عشر حسنات ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة واحدة فان لم يعاقب بها في الدنيا اخذ من العشرة واحدة. وبقيت له تسع حسنات. لذا قال ابن مسعود هلك من غلب احده اعشاره ملك القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاح شفاء