ما القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه حصاد تدبر الجزء التاسع والعشرين من سورة الملك الاية الاولى الى سورة المرسلات الاية الخمسين ليبلوكم ايكم احسن عملا. لم يقل اكثر عملا ليلفت انتباهك الى ان العبرة بجودة العمل لا بكثرته ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسين هذا تحد الهي فليحاول اعظم العلماء ان يجدوا ادنى عيب او تفاوت في خلق السماء ولن يصلوا الى شيء ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير لم يروا ربهم ولا نبيهم ولا الجنة ولا النار لكن امنوا بهذا الغيب فاستحقوا مدح الله على صفحات القرآن ويسروا قولكم ما اجهروا به انه عليم بذات الصدور رب يراقب النيات والخطرات فكيف بالافعال والكلمات امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض وفي اية ام امنتم من في السماء ان يوصل عليكم حاصبا. النعم نوعان نعم حاصلة يعلم بها العبد ونعم حاصلة خافية عليه ولا يعلم قدرها الا عند فقدها وهذا احد امثلتها افمن يمشي مكبا على وجهه اهدا من يمشي سويا على صراط راض مستقيم مثل ضربه الله للمؤمن والكافر. فالكافر مثل من يمشي مكبا على وجهه. ومنحنيا لا مستويا. واما المؤمن فيمشي سويا منتصب القامة في طريق واضح. وهكذا سيكونون في الاخرة المؤمن يمشي سويا الى الجنة والكافر يمشي على وجهه الى النار قليلا ما تشكرون هذا حال اكثر الناس. قال ابن كثير اي قلما تستعملون هذه القوى التي انعم الله بها عليكم في طاعته. وامتثال امره وترك زواجهم قل ارأيتم ان اصبح ماءكم غورا فمن يأتيكم بماء قال صالح بن الامام احمد ابن حنبل كان ابي اذا خرجت الدلو ملأى قال الحمد لله قلت يا ابتي ما الفائدة؟ قال يا بني اما سمعت الله عز وجل يقول قل ارأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بما معين وانك لعلى خلق عظيم. سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن. قال ابن عاشور واعلم ان اجتماع الخلق العظيم الذي هو اعلى الخلق الحسن هو التدين ومعرفة الحقائق وحلم النفس والصبر على المتاعب والاعتراف للمحسن والتواضع والزهد والعفة والعفو والجمود عياء والشجاعة وحسن الصمت والتؤدة والوقار والرحمة وحسن المعاملة والمعاشرة ودوا لو تدهنوا فيدهنون. لا مداهمة على حساب العقيدة. ولا التقاء في منتصف الطرق. وكان روح النبي صلى الله عليه وسلم وصراحته يؤذيان الكفار فيطلبان منه التخفيف فحذره الله من المداهنة ودوا لو تدهنوا فيدهنون. المداراة ان تضحي بالدنيا لاجل الدين وتكون باستعمال الالفاظ اللينة مع عدم قبول المنكر او اقرار صاحبه عليه واما المداهنة فان تضحي بالدين لاجل الدنيا ولا تطع كل حلاف مهيب. كثرة الحلف علامة بارزة من علامات الكذب اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين اقسموا ان يحرموا منها الفقراء فحرمهم الله ولو عزموا على اكرامهم لاكرمهم الله فقعف عليها خائف من ربك وهم نائمون كم من ظالم نائم ولا يدري ان قرار اهلاكه قد اتخذ وجاري التنفيذ فطاف عليها طائف من ربك هم نائمون. ايها الظالم ليس هذا اخر طائف ينزل على الظالمين واشتراكك مع هؤلاء في جريمة الظلم يعرضك لسيف العقاب فاصبحت كالصريم اي احترقت حتى صارت رمادا كالليل الاسود لا تنبت شيئا ينتفع به وهذه عاقبة الظلم يمنع البركات ويقطع الخيرات. الا يدخلنها اليوم عليكم مسكين الى ان قال فاصبحت كالصريم لا تضيق على الفقير. فيضيق الله عليك ولا تحرم الناس فضلك فيحرمك الله من فضله يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون اعظم تهديد لغير المصلي ان يتصور هذا المشهد الاخروي الذي يتعرض له غدا يوم يكشف عن ساخر ويدعون الى السجود فلا يستطيعون في الحديث المتفق عليه يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا. يوم يكسى عفوا ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. قال كعب الاحبار والله ما نزلت هذه الاية الا عن الذين يتخلفون عن الجماعات وقال سعيد بن جبير كانوا يسمعون حي على الصلاة حي على الفلاح فلا يجيبون. وهم سالمون اصحاء فلا يأتونه سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. قال الحسن البصري كم من مستدرج بالاحسان اليه وكم من مفتون بالثناء عليه وكم من مغرور بالستر عليه سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. قال القشيري الاستدراج انتشار الصيت بالخير في الخلق والانطواء على الشر في السر مع الحق وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم. قال ابن كثير. وفي هذه الاية دليل على ان العين اصابتها وتأثيرها حق بامر الله عز وجل. كما وردت بذلك الاحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة لا يزلقونك بابصارهم وجد النبي صلى الله عليه وسلم حين وجد طفلا يبكي فقال ما لصبيكم هذا يبكي؟ هلا استرقيتم له من العين وتعيها اذن واعية هي الاذن المؤدية الى القلب. فالكلام اما ان يدخل الاذن فيخرج من الاذن دون ان يمر على القلب او يمر من الاذن الى القلب وتعيها ذنوب واعية. جاءت الاشارة لعكس الاذن الواعية في الحديث. ويل كل اقماع القول الحديث يتوعد من يتسرب الكلام من اذن الى الاذن الاخرى لديه كانهما قمع ثم في سلسلة سبعون ذراعا فاسلكوه. انه كان يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين كان ابو الدرداء يحض امرأته على تكفير المرق لاجل المساكين. ويقول خلعنا نصف السلسلة بالايمان. افلا تخلع نصفها الاخر اقتبس ذلك من الاية ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتير. قال الزرخشري المعنى لو ادعى علينا شيئا لم نقله لقتلناه صبرا كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام. فصور قتل الصبر بصورته ليكون اهون وهو ان يؤخذ بيده وتضرب رقبته ومعنى لاخذنا منه باليمين اي لاخذنا بيمينه والكلام هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لكم لا ترجون لله وقارا. قال القرطبي الرجاء هنا بمعنى الخوف. اي ما لكم لا تخافون لله وقدرة على احدكم بالعقوبة واي عذر لكم في ترك الخوف من الله ما لكم لا ترجون لله وقارا. ويحك توقر مجيرك واميرك وتخافهما وترعى حقهما اكثر من مراعاة حق الله ما اعظم جهل العبد وما اظلمه قال نوح الرب انهما صوني. ما اعظم ادب الانبياء مع الله فقد نسب عصيانهم الى امره لا الى الله. ولا تزد الظالمين الا ضلالا. الضلال هل والحرمان من الهداية هما مصير كل ظالم ولا تزد الظالمين الا ضلالا. لعل ضلال الظالمين اليوم هو اثر استجابة دعوة نبي الله نوح من الاف السنين. الذنب بلا توبة لابد له عند الله من عقوبة. قد تتأخر لكنها نازلة لا محالة رب اغفر لي ولوالدي. داوم على الدعاء لوالديك احياء او امواتا في الحديث ان الرجل لترفع درجته في الجنة. فيقول انى لي هذا؟ فيقال باستغفار ولدك لك وانه تعالى جد ربنا. قال القرطبي الجد في اللغة العظمة والجلال. ومنه قول انس رضي الله عنه كان الرجل اذا حفظ البقرة وال عمران جد في عيوننا اي عظم فمعنى جد ربنا عظمته وجلاله واما القاسطون فكانوا لجهنم خطبا. والقاسطون هم الجائرون الظالمون. جمع وهو الذي ترك الحق واتبع الباطل بخلاف المقسط. فهو الذي اتبع الحق وترك الباطل. وان لو استقاموا على الطريقة ان غدقا لنفتنهم فيه. قال عمر بن الخطاب في هذه الاية اينما كان الماء كان المال. وانما كان المال كانت الفتنة لنفتنهم فيه عن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما اخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها لنفتنهم فيه قال صلى الله عليه وسلم والله ما الفقر اخشى عليكم. وانما اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا. كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما اهلكتهم يا ايها المزمل قم الليل ذهاب مخاوفك تقوية عزائمك في قيام الليل ورتل القرآن ترتيلا. كيف وصفت تلاوة الفضيل بن عياض للقرآن بانها حزينة شهية بطيئة مترسلة كانه يخاطب انسانا ورتل القرآن ترتيلا. قال ابن مسعود لا تنثروه نفر الرمل ولا تهزوا هذا الشعر. وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب. اي لا تسرعوا في قراءته ورتل القرآن ترتيلا. قال ابن عباس لان اقرأ سورة ارتلها احب الي من ان اقرأ القرآن كلها اي اشد تأثيرا في القلب وان كانت افقر على النفس واتعب للبدن واقوى مقيلا اي اقرب لفهم القرآن لخلو الذهن في جوف الليل واقبالهم على ما يقرؤونه واهجرهم هجرا جميلا. هذا ادب المسلم وثبات اخلاقه حتى مع اعدائه وخصومه واهجرهم هجرا جميلا. سئل شيخ الاسلام ابن تيمية عن الهجر الجميل. فقال الهجر الجميل بلا اذى واهجرهم هجرا جميلا. قال ابن مسعود في وصف الهدي الجميل الناس وزايروهم وصافحوهم ودينكم لا تكلموه. لا تكلموه بمعنى لا تجرحوه وطعام هل شعرت يوما بغصة من لقمة طعام كدت معها ان تحتنقه هذا هو طعام اهل النار الدائم. يدخل الى الحلق فلا هو نازل ولا خارج واما نوعه فقال ابن عباس وهو الغسلين والزقوم والضريع فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا. قال الحسن اي باي صلاة اتقون العذاب باي صوم تتقون العذاب السماء منفطر به. من الدلالات اللغوية لهذه الاية ان السماء تذكر وتؤنث فاقرأوا ما تيسر من القرآن. علم ان سيكون منكم مرضى ليكن لك ورد يومي ثابت من القرآن مهما كان يسيرا فاقرأوا ما تيسر من القرآن. علم ان سيكون منكم مرضى حتى لو كنت مريضا او كنت في جهاد او طلب رزق لا تقطع صلتك بالقرآن. فكيف لو كنت فارغا من كل هذا الاشغال واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله واخرون يقاتلون في سبيل ما اروع الكسب الحلال! قال ابن عمر رضي الله عنه ما خلق الله موتة اموتها بعد الموت في سبيل الله. احب الي من الموت بين شعبتي رحلي ابتغي من فضل الله ظالما في الارض وثيابك فطهر قال ما وردي ولهم في تأويل الاية وجهان احدهما معناه وقلبك فطهر من الاثم والمعاصي قاله ابن عباس وقتادة الثاني معناه وقلبك فطهر من الغدر. اي لا تغدر فتكون دنس الثياب ولا تمن تستكثر قال الحسن لا تستكثر عملك فانك لا تعلم ما قبل منه وما رد فلم يقبل ولا تمن تستكثر. قال ابن كيسان لا تستكثر عملك فتراه من نفسك انما عملك منة من الله سبحانه وتعالى. اذ جعل لك سبيلا الى عبادته فله بذلك الشكر ان هداك له ربك فاصبر اصبر لربك لا تجلدا ولا ليراك الناس ولا ليثنوا على شجاعتك وتجلدك. اخلص في صبرك حتى يقبله الله ذرني ومن خلقت وحيدا. قال ابن عاشور كان الوليد بن المغيرة يلقب في قريش بالوحيد. لتوحده وتفرده باجتماع مزايا له لم تجتمع لغيره من طبقته وهي كثرة الولد وسعة المال ومجده ومجد ابيه من قبله. وكان مرجع قريش في امورهم. لانه كان اسن ابي جهل وابي سفيان فلما اشتهر بلقبي الوحيد كان هذا الكلام ايماء الى الوليد بن المغيرة. ومهدت له تمهيد والتمهيد هنا استعارة لتيسير اموره ونفاذ كلمته في قومه. بحيث لا يعسر عليه مطلب ولا يستعصي عليه امر وتنوين وتنكير تمهيدا لافادة تعظيم هذا التمهيد كلا انه كان لاياتنا عنيدا. كلا ردع وابطال لطمع الولي في الزيادة من النعم وقطع لرجائه. والمقصود تطمين النبي صلى الله عليه وسلم بان الوليد سيقطع الله عنه الرزق لان لا تكون نعمته فتنة لغيره فيغريهم حاله بسلوك نفس الطريق انه كان لاياتنا عنيد. في هذا اذا بان كفران النعمة سبب قطعها ولذا قال ابن عطاء من لم يشكو للنعم فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها لواحة للبشر. لواحة اي مغيرة للبشرات. ومسودة للوجوه والبشر جمع بشرة وهي ظاهر الجلد قال ابو جهل لقريش ثكلتكم امهاتكم. محمد يخبر ان خزنة النار تسعة عشر وانتم الشجعان افيعجز كل عشرة منكم وان يبطشوا بواحد منهم فقال ابو الاشد واسمه كلدة ابن اسيد ابن خلف انا اكفيكم منهم سبعة عشر عشرة على ظهري وسبعة على بطني واكفوني انتم اثنين فانزل الله تعالى وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر كلمة شاء في الاية معناها ان تقدمك او تأخرك انما هو قرارك الشخصي. لمن شاء منكم قم ان يتقدم او يتأخر. معناه ان لا وقوف في الطريق الى الله البتة. فاما تقدم واما تأخر ومن لم يتقدم بالحسنات سيتأخر بالسيئات. فان لم تتقدم كل يوم فانت متأخر. لمن شاء من ان يتقدم او يتأخر. اية فيها تهديد ووعيد يدفع كل واحد منا لمحاسبة نفسه استمرار خوفا من ان تتراجع اعماله الصالحة فيحرصوا على اغتنام كل دقيقة من وقته اناء الليل واطراف النهار. فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة. من كره النصح والناصحين فقد اخرج نفسه بنفسه عن الادمية ولا اقسم بالنفس اللوامة ان المؤمن لا تراه الا يلوم نفسه. يقول ما اردت بكلمتي؟ يقول ما اردت باكلتي. ما اردت بحديث نفسي فلا تراه الا يعاتبها. وان الفاجر يمضي قدما فلا يعاتب نفسه. ايحسب الانسان ان لن نجمع عظامه بلا قادرين على ان نسوي بنانه. البنان الاصابع. فنبه بالبنان وهي اصغر العظام على بقية اعضاء الجسد. فلما زعموا ان الله لا يبعث الموتى ولا يقدر على جمع العظام. قال لهم بلى قادرين على ان نعيد هذه السلاميات على صغرها. ونؤلف بينها حتى تستوي ومن قدر على هذا فهو على جمع الكبار اقدر بل يريد الانسان ان يفجر امامه قال سعيد بن جبير يقدم على الذنب ويؤخر التوبة فيقول سوف اتوب سوف اعمل حتى يأتيه الموت على شر احواله واسوأ اعماله بل يريد الانسان ليفجر امامه. قال ابن عباس يعني الكافر يكذب بما امامه من البعث والحساب كلا لا وزر. الوزر المراد به الملجأ. والمكان الذي يحتمي به الشخص ليتقي به ما يخاف. واصله الجبل المرتفع المنيع من الوزر وهو الثقل فلا مهرب يوم القيامة من الحساب وعلى نفسه بصيرة انت ادرى الناس بنفسك تستطيع ان تخدع الجميع الا نفسك التي بين جنبيك لا تحرك به لسانك لتعجل به. روى الشيخان اي ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة. فكان يحرك شفتيه. يريد ان يحفظه مخافة ان يتفلت منه شيء. او من شدة رغبته في حفظه فانزل الله هذه الايات. لا تحرك به لسانك لتعجل به. ان كان الله ينهى نبيه عن للعجلة في قراءة القرآن مع وجود سبب معتبر لذلك فماذا يقول من يقرأه باستعجال دون تدبر او فهم ولا يجدى له سبب معتبر في ذلك وجوه يومئذ ناضرة. النضارة ليست اليوم بل في ذلك اليوم ومعايير الاخرة تختلف عن معايير الدنيا. فكم من ضاحك هنا باك هناك وقد يبكي هنا من يضحك هناك. والعبرة بمن يضحك اخرا هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا تأمل هوانك وضعفك الذي كنت عليه وانك سترجع لنفس المصير فهذا ادعى الا تتكبر عيني يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا خلق رطبي ان الرجل منهم ليمشي في بيوتاته ويصعد الى قصوره وبيده قضيب يشير به الى الماء. فيجري معه حيثما دار في منازله على مستوى الارض في غير دود ويتبعه حيثما صعد الى اعلى قصوره ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. ينفق مما يحب لا مما يكره او استغنى عنه ويبذل ما يحب طمعا في الفوز بما هو احب الجنة ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. يحثك القرآن على الاحسان الى الاسير ولو كان كافرا. فكيف بمن يؤذي الاسير المسلم ويعذبه انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا تربية ربانية لصاحب المعروف على الاخلاص. ومن علاماته عدم طلب المقابل على معروفه ولو بكلمة شكر انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكر قال ابن تيمية كان المحققون للاخلاص لا يطلبون من المحسن اليه لا دعاء ولا ثناء ولا غير ذلك فانه ارادة جزاء منه. فان الدعاء نوع من الجزاء على الاحسان والاساءة انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. كانت عائشة رضي الله عنها اذا ارسلت الى قوم بهدية تقول للمرسل اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ويبقى اجرنا على الله تعالى. انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا اي يوما تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته. قال الاخفش القنطرير اشد ما يكون من واطوله في البلاء انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله ببساطة خوفهم من الله هو الذي نجاهم ولاقاهم نظرة وسرورا. قال ابن القيم جمع لهم بين النظرة والسرور. وهذا جمال ظواهرهم وهذا حال بواطنهم كما جملوا في الدنيا ظواهرهم بشرائع الاسلام وبواطنهم بحقائق الايمان وجزاهما بما صبروا جنة وحريرا. النهاية السعيدة الاكيدة لرحلة قبر الشاقة الطويلة المثيرة وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. في الصبر من الخشونة والضيق الالم ما اقتضى ان يكون جزاؤهم من نعيم الجنة ونعومة الحرير ما يقابل ذلك الحبس والخشونة ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا. قال قتادة الزنجبيل اسم العين التي يشرب بها المقربون صرفا وتمزج لسائر اهل الجنة. ويسقون فيها كأسا كان ميزان جهازا جبيلا. قال ابن القيم وهذا لان الجزاء وفاق العمل كما خلصت اعمال المقربين كلها لله خلص شرابهم وكما مزج الابرار الطاعات بالمباحات مزج لهم شرابهم. فمن اخلص اخلص شرابه. ومن مزج شرابه جزاء وفاقا. واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ثم بفتح الثاء هي اسم اشارة. بمعنى هناك. واما ثم بالضم فهي حرف عطف انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا. يا صاحب الكرب ان اردت جرعة صبر فافتح مصحفك وشددنا اسرهم اصله شد الشيء بالايثار والايثار في اللغة الجلد الذي لم يدبغ لان الجلد الذي لم يدبغ اذا اخذت سيوره وشددت بها شيئا وهي مبلولة يبست استحكم الشد غاية الاستحكام ومنه قراء الاسير اسير. لانه يشد بالايثار وشددنا اسرهم. اي شددنا عظامهم الى بعض كما يشد الشيء الى الشيء بالايثار فلو كان الذي شد يدك بمعصمك ومعصمك بمرفقك ومرفقك بمنكبك لو كان غير متقن تساقطت اعضاؤك منك في الطريق. الم نجعل الارض كفاية قال القرطبي اي ضامة تضم الاحياء على ظهورها والاموات في بطنها. وهذا يدل على وجوب موراة الميت ودفنه ودفن شعره وسائر ما يزيله عنه. ومنها قوله عليه السلام قصوا اظافركم وادفنوا قلاماتكم انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب. ينطلق ايها المشركون الى ظل من دخان جهنم. والذي تفرق من ضخامته الى ثلاث شعب وسماه بالظل. على سبيل التهكم به اذ يكونون في امس الحاجة الى ظل يؤوون اليه فيجدونه نارا انها ترمي بشرر كالقصر. ترتفع شرارات النار في الهواء. ثم تسقط على رأس الكافر لتكون كل شرارة منها كانها قصر ضخم اصابه في مقتل كأنه جمالة صفر. جمع الجمال غرضه تصوير تشديد العذاب قال الالوسي الجمال اذا انفردت واختلط بعضها ببعض فكل من وقع فيما بين ايديها وارجلها في ذلك الوقت نال بلاء شديدا اذا والما عظيما فتشبيه الشرارات بها حال تتابعها يفيد حصول كمال الضرر انها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر. هنا تشبيهان شبه شرر النار في عظمته وضخامته بالقصر وهو البناء العظيم العالي وشبهه في اللون والكثرة والتتابع وسرعة الحركة ما لي الصفراء ذكره الانسي واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون قال قتادة عليكم بحسن الركوع فان الصلاة من الله بمكان الم نخلقكم ماء مهين قال ابن عاشور هذا الوصف اية رمزية عن عظيم قدرة الله تعالى اذ خلق من هذا الماء الضعيف انسانا شديد القوة عقلا وجسما مال القرآن نحيا بالخير والسرور في حفظه النجاة امين شفاء