بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذر رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم باب في غزوة بدر عن انس بن مالك رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بزيزة عينا ينظر ما صنعت عير ابي سفيان فجاء وما في البيت احد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ادري ما استثنى بعض نسائي قال فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال ان لنا طالبة فمن كان فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال لا الا من كان ظهره حاضرا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حتى سبقوا المشركين الى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقدمن احد منكم الى شيء حتى اكون انا دونه فدنا المشركون فقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض قال يقول عمير بن عمير ابن الحمام الانصاري رضي الله عنه يا رسول الله جنة عرضها السماوات والارض قال نعم قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله الا رجاء اكون من اهلها قال فانك من اهلها فاخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لان انا حييت حتى اكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال في الباب المتعلق بغزوة بدر ويقال لها غزوة بدر الكبرى لان في غزوات النبي عليه الصلاة والسلام اكثر من غزوة يقال لها غزوة بدر هذه تميز بغزوة بدر الكبرى ويوم هذه الغزوة سماه الله تبارك وتعالى في القرآن يوم الفرقان لان الله عز وجل فرق فيه بين الحق والباطل وعلى اثر هذه الغزوة العظيمة ظهر للاسلام شوكة وقوة وعزة منعه وظهور فهي غزوة عظيمة وهي فرقان كما اخبر الله سبحانه وتعالى طرق الله جل وعلا فيه بين الحق والباطل والهدى والضلال قال عن انس رضي الله عنه بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير ابي سفيان بسيسة يقال ان هذا لقب لرجل من الانصار بعثه النبي عليه الصلاة والسلام يراقب ويتتبع وينظر ويبحث ويتحرى بعثه عينا اي مراقبا يتحسس ويتجسس ويتابع ويراقب ويعاين يسمى عينا لانه ينظر بعينه ويتابع الامور ثم ينقل آآ الاخبار وما شاهده وهو رجل من الانصار اسمه بس بس ابن عمرو الانصاري بعثه النبي صلى الله عليه وسلم عينا اي مراقبا متحسسا متجسسا متابعا متفقدا ينظر ما صنعت عير ابي سفيان العير هي القافلة التي فاحمل التجارات والاطعمة والنبي عليه الصلاة والسلام عرظ لهذه العير من اجل استرداد بعظ حقوق المسلمين التي آآ اعتدى عليها المشركون في مكة وضيقوا على المسلمين تضييقا عظيما مما اضطروهم الى ترك اموالهم وترك بيوتهم وترك ممتلكاتهم خرجوا بانفسهم فرارا بدينهم فصار من المشركين تعديات عظيمة كبيرة على اموال المسلمين فعروض النبي صلى الله عليه وسلم لهذه العيد ليسترد المهاجرين شيئا من الاموال التي تعدى عليها المشركون فمن اموال المسلمين التي هي في مكة فهذا هو الغرض من الاعتراض لهذه العير العير التجارية القادمة تجارات واطعمة واشياء من هذا القبيل من الشام الى مكة فقصد النبي صلى الله عليه وسلم ان يعرظ لهذا العير ما قصد يعني ملاقاة جيش وقتال لما خرج ولهذا سيأتي معنا ان خروجه كان خفيفا ما جهز جيشا واعد عتادا وجمع آآ خيلا وركابا ونحو ذلك وانما قال لهم من كان حاضرا فليركب حتى ان بعضهم طلبوا منه ان يمهلهم يذهبوا الى عالية المدينة يأتوا بخيرهم ويأتي فما مكنهم وانما قال من كان حاضرا فهذا يفيد ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج هذا الخروج يعني لملاقاة هذه العين ليسترد شيئا من الاموال التي انتهى بها المشركون فجاء اي بس بس وما في البيت احد غير انس الذي هو خادم النبي عليه الصلاة والسلام وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ادري ما استثنى بعض نسائه يعني استثنى انس النبي عليه الصلاة والسلام ومن كانت في البيت او في ذلك البيت من نساء النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن فيه احد الا هؤلاء فحدثه الحديث يعني ذكر له ما شاهد وما رأى فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم فقال ان لنا طلبة مطلوبا امرا نريده شيئا نطلبه امرا نبتغيه ان لنا طالبة فمن كان ظهره الظهر هو الدابة التي تركب من كان ظهره حاضرا فليركب معنا من كان ظهره حاضرا يعني جاهز متهيأ الان للسير يأتي معنا استأذنه بعض الرجال في ظهرانهم اي مركوباتهم في علو المدينة ليست عند النبي صلى الله عليه وسلم وانما في المدينة في علو المدينة في العالية عالية المدينة فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم من يذهب للاتيان بها فما اذن لهم وانما آآ فقط اذن لمن كان حاضرا قال من كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة فقال لا الا من كان ظهره حاضرا هذا يفيد ماذا ان خروجه قروجا خفيفا ولم يكن خروجا في تهيؤ لملاقاة جيش وانما هو ان يعرظ عير لقريش في اربعين نفر ما ما معهم يعني اسلحة كافية ولا معهم شيء فهذا كان مقصد آآ الخروج فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حتى سبقوا المشركين الى بدر بدر هذا مكان معروف بين مكة المدينة وهو الى المدينة اقرب ويقال ان اصل التسمية بالمكان ان فيه بئرا يقال لها بدر لرجل انشأها يقال له بدر فسميت به البئر ثم سميت به المكانة او المنطقة وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لا يقدمن احد منكم الى شيء او لا يقدمن احد منكم الى شيء حتى اكون انا دونه اي قدامه وقبله فدنى المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض حثهم على آآ التهيؤ لملاقاة هذا العدو وعدهم بهذه الملاقاة والنصرة لدين الله سبحانه وتعالى بجنة عرظها السماوات والارض. تشويقا ترغيبا وحثا لهم قال يقول عمير بن الحمام الانصاري رضي الله عنه يا رسول الله جنة عرضها السماوات والارض جنة عرظها السماوات والارض قال نعم قال بخن بخن. هذه كلمة يؤتى بها في هذا المقام تعظيما للشيء تعظيما للشيء كلمة تقال في مقام الرضا والانس والسرور بخن بخ اي امر عظيم كبير جدا وكررها بالتأكيد والمبالغة في التعظيم يعني لم يقل بخن مرة واحدة بل كرر والتكرير فيه مبالغة مبالغة في تعظيم هذا الامر العظيم قال بخن بخن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملك على قولك بخن بخن ما الذي جعلك تقول بخن وتكررها قال عمير رضي الله عنه لا والله يا رسول الله الا رجاء ان اكون من اهلها. لا والله ما فعلت ذلك. لا والله ما فعلت ذلك. ما قلت ذلك الا رجاء ان اكون من اهلها اي اهل هذه الجنة التي عرظها السماوات والارض قال فانك من اهلها. قال فانك من اهلها وهذا شهادة له من النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة ولهذا فان عميرا رضي الله عنه ابن الحمام هو ممن شهد لهم النبي عليه الصلاة والسلام بالجنة قال انك من اهلها فاخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منها القرن الجعبة فاخرج منها تمرات كانت معه فاخذ يأكل منها وكانت اكثر من يعني هي تمرات وليست تمرة فوجد ان مسافة ستكون طويلة حتى يكمل هذه التمرات اكلا لها فالقى ما بيده من تمرات وقال لئن حييت حتى اكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة انها الاحياء الطويلة. حياة طويلة يعني الحياة الطويلة التي هو يتحدث عنها ما تصل خمس دقائق ما تصل خمس دقائق والحياة طويلة انها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من تمر ثم قاتل حتى قتل شهيدا في سبيل الله وكان كما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام من اهل الجنة التي عرظها السماوات والارض اعدت المتقين نعم قال رحمه الله باب بالامداد بالملائكة وفداء الاسارى وتحليل الغنيمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين وهم الف واصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربي اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم ات ما وعدتني اللهم انك ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض فما زال يهتف بربي ماذا مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فاتاه ابو بكر رضي الله عنه فاخذ رداءه فالقاه على منكبيه ثم التزمه من وراء وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك فانزل الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة بالف من الملائكة مردفين فامده الله بالملائكة قال ابو زميل فحدثني ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في اثر رجل من المشركين امامه اذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول اقدم حيزوم فنظر الى المشرك امامه فخر مستلقيا فنظر اليه فاذا هو قد خطم انف وشق وجوب كضربة السوط فاخظر ذلك اجمع فجاء الانصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين واسروا سبعين قال ابو زميل قال ابن عباس فلما اسروا الاسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي بكر وعمر رضي الله عنهما ما ترون في هؤلاء الاسارى فقال ابو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله ان يهديهم للاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قال قلت لا والله يا رسول الله ما ارى الذي رأى ابو بكر ولكني ارى ان تمكنا فنضرب اعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبا لعمر فاضرب عنقه فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديدها فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ابو بكر ولم يهوى ما قلت فلما كان من الغد جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر قاعدين وهما يبكيان قلت يا رسول الله اخبرني من اي شيء تبكي انت وصاحبك فان وجدت بكاء بكيت وان وجدت وان لم اجد بكاء ما تباكيت لبكائكما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكي للذي عرض علي اصحابك من اخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم ادنى من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله عز وجل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثقن في الارض الى قوله فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا فاحل الله الغنيمة لهم قال رحمه الله تعالى باب في الامداد بالملائكة وفداء الاسرى وتحليل الغنيمة. هذه ثلاث موضوعات جمعها آآ رحمه الله تعالى في هذه الترجمة واورد حديث ابن عباس رضي الله عنه فيما حدثه به عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والامداد بالملائكة اي المعونة للمؤمنين في قتال الملائكة في قتال المشركين بانزال الملائكة يقاتلون مع المسلمين فامد الله عز وجل المسلمين في تلك الغزوة بالف من الملائكة مردفين اي متتابعين متتالين نزلوا تلو بعضهم عونا ونصرة المؤمنين اورد حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين وهم الف واصحابه ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا هذا فيه اختلاف في العدد فارق كبير وايضا في العتاد والسلاح والخيل والركاب فنظر عليه الصلاة والسلام الى المشركين وهم الف واصحابهم ثلاث مئة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله القبلة ثم مد يديه وهذا فيه من الفائدة العظيمة ان مفزع المسلم وملجؤه في كل ملماته الى ربه سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض فان من لجأ الى الله عز وجل صادقا كفاه واعانه. اليس الله بكاف عبده ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه ولو ان السماوات والارض كادت للعبد ففزع الى ربه لجعل له مخرجا. ولجعل له فرجا وتيسيرا ولنصره واعانه فهذا فيه الفزع الى الله عز وجل في الشدائد والملمات والكربات وفي كل الاحوال فاستقبل نبي الله القبلة ثم مد يديه اي رفع يديه فجعل يهتف بربه يهتف يدعو ويتضرع يلح على الله بصوت يسمع بصوت يسمع في رفع الصوت من الفائدة تقوية قلوب المؤمنين وهم يسمعون نبيهم يناجي ربه هذه المناجاة ويسأل ربه سبحانه وتعالى تلك السؤالات فجعل يهتف بربه اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم انجز لي ما وعدتني هنا فيه وعد والاشارة في في في هذا الى قوله سبحانه وتعالى واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم هذا وعد احدى الطائفتين العير او الجيش وهم رضي الله عنهم كانوا يودون ماذا يودون غير ذات الشوكة يعني يودون الا يكون اللقاء مع الجيش والا يحصل لقاء مع الجيش فهم قلة وليس معهم ذاك العتاد والجيش اكثر عددا وعتادا فكانوا يودون ان ان يكون اللقاء مع غير ذات الشوكة اي مع العيرة التي هي محملة وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم فهنا وعد وعد الله سبحانه وتعالى نبيه احدى الطائفتين اما العير او الجيش فهو يسأل الله سبحانه وتعالى ان ينجزه ما وعده والذي حصل هو ان العير فرت العير فرت الجيش اقبل هذا الذي حصل هذا واقع الامر ان العير فرت والجيش اقبل وثمة وعد باحدى الطائفتين هم يريدون غير ذات الشوكة يريدون العير لكن الذي حصل ان الذي آآ ان العيرة فرت وان الجيش اقبل اقبل عليهم واصبحوا في ملاقاته فكان يسأل الله عز وجل وهو على ثقة بالله على ثقة عظيمة بالله سبحانه وتعالى ان ينجز له ما وعده فيلح على الله هذا الالحاح بالدعاء اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم ات ما وعدتني يلح على الله سبحانه وتعالى في ذلك والله سبحانه وتعالى وعده احدى الطائفتين وهذا فيه سؤال الله عز وجل تعجيل النصر وايضا السلامة المؤمنين السلامة للمؤمنين والنجاة من الظرر ان يلحقهم في تلك في هذا اللقاء الذي مع هذا الجيش الاكثر عددا وعتادا قال اللهم انك ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض لان الارض قبل هذه العصابة طبق فيها الظلام مخيم الباطل وملأ الشرك ارجاءها فجاء الله سبحانه وتعالى بهذا النبي هدى للعالمين فاصلح الله به هذه العصابة. وصار صارت هي العصابة اي الجماعة العصابة الجماعة اي وحدها لله المخلصة دينها لله ومن سواهم على الشرك بالله سبحانه وتعالى قال ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض يقول ذلك في الحاحه ومناجاته قال فما زال يهتف بربه يتضرع ويلح على الله سبحانه وتعالى مادا يديه مستقبلا القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه يعني من قوة الالحاد سقط رداءه عن منكبيه وهذا ايضا يفيد ان في مبالغة في رفع اليدين لان الرفع المعتاد الرفع المعتاد ما ما يسقط الرداء لكن اذا رفع اذا رفعوا واخذ يهتف ويلح هذا الذي يكون فيه سقوط الرداء فهذا فيه المبالغة في اه رفع اليدين مثل المبالغة التي في الاستسقاء ثبتت عن نبينا عليه الصلاة والسلام فاذا هذه المبالغة في الرفع تشرع في احوال ليست في كل حال وانما تشرع في آآ الاستسقاء والاستصحاء والاستنصار ونحو ذلك وليس في وليس في الدعاء المعتاد. الدعاء المعتاد الاصل فيه ان يكون الرفع الرفع المعتاد وتكون بطون الاكف الى السماء وان تكون بطون الاكف الى السماء لكن المبالغة في الرفع تكون بطون الاكف الى الارظ تكون بطون الاكف الى الارظ عندما يبالغ في الرفع اما المعتاد فبطون الاكف لا الى السماء فاذا هذا المبالغة في الرفع يكون في الحالات الشدائد بحالات الشدائد الكربات استنصار على العدو الاستسقاء ونحو ذلك قال فاتاه ابو بكر رضي الله عنه فاخذ رداءه فالقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه اي ظمه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك فانه سينجز لك ما وعدك فانزل الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم اذ تستغيثون ربكم الاستغاثة هي تقدمت والحاح النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه صوته بالدعاء ومن يسمعه يؤمن على دعائه عليه الصلاة والسلام فهذا دعاء للجميع تستغيثون ربكم اني اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. الفاء تفيد الفورية فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين اي متتابعين تلو بعضهم نصرة لعباد الله المؤمنين ثم ذكر مثال عاينه احد الصحابة لهذا المدد من الملائكة يقول ابن عباس يقول ابن عباس بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد اي يسرع في اثر رجل من المشركين امامه يعني يدركه ليقتله اذ سمع ضربة بالسوط بالصوت فوقه سمع ضربة فوقه فوق ذلك الرجل وصوت الفارس هو لا يرى لا يرى فارسا ولا يرى خيرا خيلا ولكن سمع صوتا يقول اقدم حيزوم حيزوم هذا الفرس الذي اسم الفرس الذي عليه الملك اسم الفرس الذي عليه الملك اسمه حيزوم والذي يقول اقدم من هو الفارس الذي هو الملك اقدم حيزوم فنظر الى المشرك امامه فخر مستلقيا يعني جاءته ضربة شديدة بالسوط الذي مع الملك فخر مستلقيا فنظر اليه فاذا هو قدر ختم انفه وشق وجهه كضربة سوط وهو لا يرى لا صوت ولا شخص ولا خيل ولكن سمع صوت الملك يقول اقدم حيزوم فاخضر ذلك فاخضرن ذلك اجمع يعني تغير لونه فجاء الانصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة يعني الملائكة الذين نزلوا نزلوا من السماء الثالثة مائة الفا من الملائكة الفا من الملائكة نزلوا من السماء قال فقتلوا اي المسلمون قتلوا يومئذ سبعين واسروا سبعين هنا تأتي المسألة المسألتين الاخريين مسألة الاسرى والغنيمة وترجم لهما انتهى الان ما يتعلق بالمدد مدد الملائكة وبدأ ما يتعلق الفداء فداء الاسرى وتحليل الغنيمة قال ابن عباس فلما اسروا الاسارى استشار النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه ما الذي يصنع؟ هل يقتلون او يفادى بهم هذا او هذا فقال ابو بكر رضي الله عنه يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة ارى ان تأخذ منهم فدية قد تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فتكون لنا قوة على الكفار اي معونة ما لن نتقوى به على الكفار. هذي واحدة الثانية اسأل الله ان يهديهم للاسلام عسى الله ان يهديهم للاسلام يعني ذكر مصلحتين فذكر الشيء الذي يراه وعلله بامرين الاول ان ان يأخذ فدية حتى تكون معونة للمسلمين على الكفار والثاني ان هؤلاء قد يكون هذا سبب في آآ هدايتهم اسلامهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى يا ابن الخطاب قال قلت لا والله يا يا رسول الله ما ارى الا الذي ما ارى الذي رأى ابو بكر ولكن ارى ان تمكننا فنضرب اعناقهم فنضرب اعناقهم لان هؤلاء هؤلاء هم في اشد ما يكون عتوا وصدا واذى وعدوانا وسعيا في القضاء على الاسلام واهلاك المسلمين والتربص بهم والكيد فكان يرى ان يقتلوا الورى ولكن ارى ان تمكن تمكن تمكننا فنضرب اعناقهم فتمكن علي من عقيل فيظرب عنقه وتمكنني من فلان نسيبا لعمر فاظرب عنقه فان هؤلاء هذا تعليل عمر رظي الله عنه فان هؤلاء ائمة الكفر وصلى ديدها ائمة الكفر وصناديدها آآ فمال النبي واحب الذي رآه ابو بكر قال فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ابو بكر ولم يهوى ما قلت اي ما قال عمر هوى اي مال الى ذلك واحب ذلك واختار ذلك عليه الصلاة والسلام قال فلما كان من الغد جئت فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر قاعدان وهما يبكيان يبكيان لماذا لا يدري رآهما يبكيان ولا يدري. فسأل رضي الله عنه قال اه قال يا رسول الله اخبرني من اي شيء تبكي انت وصاحبك فان وجدت بكاء بكيت وان لم اجد بكاء فبكيت لبكائكما اخبرني ما الذي فيعني تبكيان بسببه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابكي للذي عرظ علي اصحابك من اخذهم الفداء واولهم من ابو بكر رضي الله عنه اولهم ابو بكر رضي الله عنه وسائر الناس في الغالب كانوا معه كانوا مع ابي بكر ويعني رأوا رأيه وهو الذي مال اليه النبي عليه الصلاة والسلام ويذكر ان الذي كان يرى القتل هو عمر وحده ويقال ايضا كان معه في هذا الرأي سعد ابن سعد ابن معاذ والبقية كانوا مالوا الى الفداء ما له الى الفداء يقول عليه الصلاة والسلام لقد عرظ علي عذابهم ادنى من هذه الشجرة عذاب من عذاب الذين اختاروا الفدا عذاب الذين اختاروا الفدا على القتل فكان الرأي هو الذي رآه ماذا هو الذي رآه عمر رظي الله عنه ولهذا جاء في خبر آآ يروى وفي في سنده مقال لو نجا احد قال عليه الصلاة والسلام لو نجى احد من العذاب لنجا عمر وسعد بن معاذ لو نجى احد من العذاب يعني لو وقع لنجا منه عمر وسعد بن معاذ لانه ما كان يران هي ريان القتل ادنى من هذه الشجرة شجرة كانت قريبة من النبي يعني كان قريب العذاب منهم فانزل الله عز وجل ما كان لنبي اي ما ينبغي لنبي اذا قاتل الكفار اه الذين يريدون اطفاء نور الاسلام والقضاء على المسلمين والاجهاز عليهم ما كان لنبي ان يكون له اسرى يعني في هذه الحال ما ينبغي له ان يكون له اسرى لان لان امامه آآ ظلمه حوتات اعداء همهم القضاء على الاسلام فلا مجال في مثل هذا ان ان يأخذ اسرى ويفادي بهم ما دام لهم هذا الشر الاوفق الا يؤسروا وان يكون القتل كما قال الله ما كان الا نبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض. يعني يسخن في في الاعداء جرحا حتى تضعف شوكة ماذا؟ العدو تماما حتى تضعف شوكة العدو تماما تريدون عرظ الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. تريدون عرض الدنيا الذي هو ماذا الفداء والله يريد الاخرة يعني عزة الاسلام وقوة المسلمين آآ قطع دابرهم والقضاء على هؤلاء الذين يسعون في استئصال الاسلام والقضاء على المسلمين والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم اخذتم من ماذا الفداء عذاب اليم تمسكوا فيما اخذتم عذاب اليم يعني اخذتم من الفداء عذاب اليم من الله سبحانه وتعالى والعذاب كان قريبا يقول عليه الصلاة والسلام ادنى من هذه الشجرة. الشجرة كانت قريبة من النبي. فالعذاب وصل قريب كان لكن رفعه الله عنهم قال لولا كتاب من الله سبق سبق في قضاء الله وقدره سبق اي في قضاء الله وقدره قيل الاشارة الى ذلك وقيل الاشارة الى ان الله لا يؤاخذ آآ العبد في اجتهاد اراد فيه الصواب لا لم يرد فيه مخالفة الدليل والحق وانما هذا اجتهاد وقيل كتاب سبق اي بما في قوله تعالى فاما منا بعد واما فداء ثم احل الله لهم الغنيمة فنزل قوله فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله ان الله غفور رحيم. غفر الله لهم واحل لهم ذلك زاد احمد في رواية الى الحديث رواية لحديث ابن عمر زاد احمد عن عمر رضي الله عن في تتمة هذا الحديث قال فلما كان يوم احد من العام المقبل عوقبوا على اخذهم الفداء عوقبوا على اخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على ووجهه وانزل الله اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها الاية اي باخذكم الفداء هذا تتمة الحديث في المسند للامام احمد نعم قال رحمه الله باب كلام النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر بعد موتهم عن انس بن ما لك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر ثلاثا ثم اتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا ابا جهل ابن هشام يا امية ابن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة اليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمع وانى يجيب وقد جيفوا قال والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منهم ولكنهم لا يقدرون ان يجيبوا فسحبوا فالقوا في قليب بدر ثم امر بهم فسحبوا فالقوا في ثم امر بهم فسحبوا فالقوا في قليب بدر نعم هذا يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين. امين. ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين ان واشفي مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا واحسن اليكم