السلام عليكم ورحمة الله العادة السيئة الفهم اولا صارت الشهوة اليوم عبئا كبيرا على الشباب في ظل تعسر سبل الزواج وغزو الصور المحرمة وسهولة الوصول اليها بما لم يكن متاحا قبل عشر سنوات على الاقل صرنا نعيش اليوم في عالم يموج بالاباحية تجارتها تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات وغزت بيوتنا واجهزتنا وهواتفنا الذكية والغبية حتى افسدت لا اقول على الناس حياتهم بل وعلى المؤمنين صلاتهم وعبادتهم وانكسرت رح المؤمن وانجرحت فطرته السوية داء اصطلى بناره الشباب والبنات والكبار والصغار والمتزوجون وغير المتزوجين. في حرب باتت من اخطر الحروب لانها تتسلل الى مخادعنا واطفالنا دون ان نشعر وتحطم نفوسنا ان لم ننتبه ولن نستطيع الهرب لانها صارت مبثوثة في كل مكان بل لابد من مواجهتها وحسن التعامل معها ادت محاولات تصريف هذه الشهوة المتصاعدة الى الوقوع في اسر العادة السيئة وضاعف من الاثر السلبي لهذه العادة ان تقع من بعض الملتزمين او من يراه الناس كذلك وينظرون اليه على انه قدوة وقد يستشيرونه في هذه المشكلة بينما هو واقع فيها معهم فيتضاعف عليه الهم ويحس انه منافق لانه يلقى الناس بوجه غير الذي يخلو به مع ربه فيؤدي هذا الى انكسار نفسي واحساس دائم ملازم بالذنب واليأس من محاولات اصلاح النفس وصل الامر بالبعض للاكتئاب وتفاقم توصل في حالات الى الوسواس القهري واندفع البعض في حالات متأخرة نحو الانتحار وهذه نقاط عشرة ليست عصا سحرية ولا زرا تضغط عليه فتغير الحال في الحال لكنها ارشادات لزيادة الوعي والفهم الذي بدوره يغير السلوك. فما لم نفهم سبب المشكلة ونعرف سياسة التعامل مع النفس فلن نستطيع تغيير سلوكنا فلا يتغير السلوك بشكل دائم الا اذا تغير الفكر الذي ادى لهذا السلوك الفهم الخاطئ يقود دوما الى السلوك الخاطئ ولذا هدف مقالتي تصحيح الافكار والممارسات المتعلقة بالشهوة وكلامي هنا من باب الانذار المبكر لعلاج الامر من بدايته قبل ان يستفحل فيصعب التعامل معه والى هذه النقاط اولا المتوالية الشيطانية العادة السرية تبدأ اول ما تبدأ لتفريغ الشهوة ثم يتدرج الامر بمرور الوقت الى استعمالها لاستجلاب الشهوة ثم يكون ادمانها ثم الانتقال بعد ادمانها الى ادمان المواقع الاباحية ثم الانجرار من المواقع الاباحية الى مقاطع الشذوذ والممارسات غير السوية ثم الانزلاق في الزنا وارتكاب الفواحش ان من القناعة الخاطئة التي تحتاج منا الى مراجعة ظن البعض ان العادة السرية حل سريع لمشكلة الشهوة وانها تطفئ نارها بينما هي على النقيض من ذلك ثانيا فكوا لغز علاقة الروح بالجسد في لفتة رائعة لابن القيم في احدى فوائده اشار الى ان الله تعالى خلق ادم من الارض وجعل روحه من ملكوت السماء ثم جمع بينهما حين نفخ فيه من روحه في سلك العبد في حياته احد مسارين اذا اجاع بدنه واسهره واقامه في خدمة ربه وجلت روحه خفة وراحة وسكينة وطمأنينة وطاقت الى الموضع الذي خلقت منه وهو السماء واشتاقت الى عالمها العلوي والجنة واما اذا اجمع العبد بدنه ونعمه واشتغل بخدمته وراحته اخلد البدن الى الارض وهو الموضع الذي خلق منه فانجذبت الروح معه فصارت في سجن شهواتها وملذاتها وهذا يصيب الى اصل المشكلة وان ممارسة العادة السيئة انما هو عرض لمرض ورأس الجلي الطافي فوق السطح بينما يخفي تحته ضعفا في الايمان وخدمة الجسد على حساب الروح وخللا في الاولويات وطالما قل زاد الروح فسيظل صاحبها منساقا وراء شهوته مصطليا بدارها ومن اراد النجاة فعليه بالتزود لروحه ومراجعة عباداته وتفقد فرائضه فكلما قويت الروح كانت عصية على الاستجابة لاهوائها والخضوع لامر شيطانها ثالثا فهم مداخل ابليس في المعركة من وسائل الشيطان في غواية بني ادم الاستحواذ على الثغور ثم التسلل منها الى القلب وثغور العبد خمسة البصر السمع الشم القدمان اليدان ومن اهم الثغور ثغر او بوابة العين ويدخلها الشيطان من طريقين الطريق الاول صرف العين عن مواطن الاعتبار. ومواطن الاعتبار اثنان ايات الله المقروءة في القرآن فيصرفك عنها بالشواغل والمغريات وتصفح الصفحات والشات فان لم يظفر منك بذلك صرف قلبك عن تدبر الايات ومواطن الاعتبار كذلك ايات الله في الكون وذلك بالهاء العبد عن التفكر فيها وتحقير عبادتها وتحقير عظمتها في قلبه والطريق الثاني توجيه العين الى النظر المحرم بصرفها الى ما يشير بها كوامن الغرائز ويلهبها في صور او مشاهد مصورة او كاسيات عاريات يملأن الشاشات والصفحات والطرقات ان استيلاء الشيطان على العين هو اسهل الطرق لغزو القلب واحتلاله والقلب ملك والجوارح جنود فيستحوذ الشيطان على كيان العبد كله من غلال ثغر العين ويبدل تقواه ويفقده ثقته بنفسه وايمانه بربه رابعا ادارة الخواطر والهموم لا منعها والخواطر نوعان عابرة ومستقرة وحين تستقر الخواطر في العقل تتحول الى هموم دائمة تملك على الفرد كيانه ومشاعره لكن كيف تستقر الخواطر وتتحول الى هموم تستقر الخواطر في الذهن اما بتكرارها وكثرة التعرض لها او لانها صادفت رغبة دفينة في القلب. ومحبة جارفة من العبد ومعلوم ان استيلاء هم من الهموم على القلب يمنع القلب من الالتفات لغيره من الهموم كيف تخيل نفسك مريضا بمرض شديد او ان احب الناس الى قلبك على فراش الموت او انك في انتظار امتحان مصيري يحدد مستقبلك او ان فقرا شديدا اصابك واضطرك الى ذل السؤال ان اي هم من الهموم السابقة كفيل ان ينسيك اي هم اخر او اي شهوة مهما قويت واخفت وهنا تبرز اهمية رعاية الخواطر والهموم وان الاهتمام بها من اهم طرق اصلاح القلوب وذلك من طريقين الاول محاصرة الخواطر والافكار السيئة داخل حدود عقلك اولا وعدم الاسترسال معها مثل تخيلوا سورة عارية او اوضاع محرمة قبل ان تهيج النفس على مواقعة الحرام فلا شك ان صرف الذهن عن الافكار الرديئة هو خط دفاع قوي ضد السيئات الثاني وهو الاجدى والانفع مزاحمة الخواطر الرديئة بخواطر حسنة وهموم ثانية ومن امثلة ذلك التفكير في اعمال الخير وصنائع المعروف السعي في تطوير النفس واكتساب مهارات شخصية الاهتمام باحوال المسلمين والبحث عن طرق نجدة المستضعفين البحث عن سبل زيادة الدخل وتنمية موارد رزق الحلال هذه كلها نماذج لافكار وهموم ايجابية. اذا استقرت في قلبك ستطرد حتما عن ذهنك الخواطر والهموم الشهوانية قرأت مرة كلمة للاستاذ ابي الاعلى المودودي يوصي فيها الشباب بحمل هم الدعوة ويبين لهم ان هذا الهم الصادق ووحده القادر على احداث التغيير المنشود وهذا مثل للهمة العالية حين تطرد الهمم السافلة قال رحمه الله انه من الواجب عليكم ان تكون في قلوبكم نار تكون في ظلامها على الاقل مثل النار التي تتخذ في قلب احدكم عندما يجد ابنا له مريضا ولا تدعه حتى تجره الى الطبيب او عندما لا يجد في بيته شيئا يسد به رمق حياة اولاده ولا تزال تقلقه وتضطره الى بذل السعي والجهد وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في اذهانكم ملتحمة مع ارواحكم ودمائكم آخذة عليكم وافكاركم فانكم لا تقدرون ان تحركوا ساكنا بمجرد اقوالكم