يوم خلق الله الله السماوات والارض كتب كتابا عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي وسع كل شيء رحمة وعلما ولم يسع كل شيء غضبا وانتقاما. فكمت الرحمة احب اليه من العذاب وكان العفو احب اليه من الانتقام الله الذي افتتح الكون بالرحمة وافتتح خلق ادم بالرحمة وافتتح القرآن انا بالرحمة وافتتح كل سورة من سور القرآن بالبسملة التي تفيض بالرحمة رحمة من بداية الكون ومع كل الخلق ولا تنقضي بانتهاء الحياة بل تستمر وتتضاعف اضعافا مضاعفة بعد الموت وعند الحشر رجل مبتلى بمرض خبيث. طالت ايامه وعمت اثاره. تاجر ثري نزلت به خسارة افتقر بعد يسر وضاق به الامر بعد سعة وطال به هذا الامر. امرأة ابتلاها الله بالعقم لم تنعم كما نعم من حولها بالذرية الصالحة التي تهون مشاق الحياة. ام تغرب ابنها القريب وسندها الوحيد. شعب نزلت به فاجعة الحرب فتشتت في بقاع الارض صار منه الطريد والوحيد والشريد. هل هؤلاء مرحومون ام معذبون اين رحمة الله من كل هؤلاء الا ان رحمة الله الحقيقية هي ان تنجح في هذا الاختبار وتجتاز فتنة الدنيا مع سلامة الدين. وكما قيل قد ينعم الله بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم. الشدة في حقيقته فيها رحمة خفية نزلت بك من اجل اسعادك ان المبتلى اذا دعي له اللهم ارحمه. قال الله سبحانه كيف ارحمه من شيء به ارحمه كم من شدة ما حصت دينا ونبهت من غفلة وذكرت بنعمة كم من محنة منحة اعادت الى الله وانقذت صاحبها من براثن الشيطان. هذه نظرة المؤمن الى البلاء. وظنه بربه على الدوام ولو لم يكن في البلاء سوى تكفير الذنوب لكفى به رحمة وفضلا الطاعون رحمة رحمة نعم هكذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء وان الله جعله رحمة للمؤمنين فليس من احد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه الا ما كتب الله له كان له مثل اجر شهيد حتى الموت ان نظرت له من زاوية اخرى تجده رحمة. رحمة للمرء من مرض من تعب من وصب من ظلم وقهر ليترجل الفارس المتعب في نهاية الرحلة فينزل في نعيم الجنة منتظري له على شوق لكن المؤمن ليس اعور البصيرة فلا ينظر بعين واحدة الى جانب رحمة الله دون عذابه سار عمر بن عبدالعزيز يوما مع سليمان عبدالملك اصابهم برق ورعد كادت تنخلع له الحب فقال سليمان هل رأيت مثل هذه الليلة او سمعت بها؟ فقال له عمر يا امير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف لو سمعت صوت عذابه جبلت النفوس على حب من احسن اليها. فكيف لا يحب الانسان من افاض عليه من رحمته وعطفه وفضله ومنته. ان المحب لمن يحب مطيع فهلا اطعت ربك حبا وهجرت معاصيه حياء وتلمست رحمته رجاء. ايها الراجون رحمته الله هلا رحمنا خلقه في الارض لنستحق رحمة من في السماء هلا احتمينا بحسن الدعاء هلا وصلنا رحمنا لنستنزل رحماته ان الرحمة لا تتنزل على قوم بهم قاطع رحم هلا بررنا والدينا لتتهادى رحماته الينا واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هلا استعملنا ما اوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء يا باحثا عن الرحمة في القرآن رحمة في الصلاة رحمة في صلة الارحام رحمة. هنا فرصتك الحقيقية وجائزتك التي لا تقدر رو بمال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وقل رب نافع وارحم وانت خير الراحمين يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لي شأني كله. ولا تكلني الى نفسي طرفة عين يا رحمن ارحمني بترك المعاصي ابدا ما احييتني وارحمني ان اتكلف ما لا يعنيني ارحمني رحمة تغنيني بها الرحمة الراحمين. ورضا رضا لا تسخط علي بعده ابد العبد يا رحمن ارحم في القبر وحشتي وهيا عند موتي مصرعي وارحم مقامي بين يديك يا يا ارحم الراحمين يا رحمن ارحمنا فانا مجرمون. ومن اثام والخطايا معترفون يا رحمن ارحم عبادا غرهم طول امهال واطماهم دوام انعامك واحسانك ومدوا ايديهم الى كرم نوالك فلا غنى لهم عن دعاءك وسؤالك. وجد علينا وعليهم برحمتك الواسعة. يا ارحم الراحمين