النفس المطمئنة اذا تفكرت وتأملت نعم الله عليها ما تلبث ان تردد الحمدلله. وكلما استفاضت في تأمل ورحمته واستكشاف حكمته في قدره وقضائه منعه وعطائه. ان ساب الحمد على لسان المؤمن وشفتيه عجزا عن الوفاء بحق ربه او الثناء عليه بما ينبغي على الحبيب الحميد هذا ما ادركته عقوبة المحدودة عن نعم الله. اتعجز النفس عن حمد ربها على نعمه المعلومة. فما بالنعم الخفية التي لا ندركها. لن نؤدي حمدها وشكرها. الاف الانفاس التي نتنفسها كل يوم. السماء التي يمسكها الله ان تقع على الارض الا باذنه. الشدائد التي تزيد صلابة المؤمن وعزمه وصلته بربه. حتى حمد الله على نعمه نعمة تستحق الحمد فلولا عون الله وتوفيقه لما قام بحمده احد ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حامدا في كل الاحوال فاذا اتاه الامر يسره قال الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات. واذا الامر يكرهه قال الحمدلله على كل حال وارقى الحمد ما كان في الضراء. وعلى المنع كحمد الله على العطاء. فهنا تكون عبد الله حقا لا نصف عبد. وتكون قد نجحت في كلا الاختبارين السراء والضراء يا نفس ما لم يكن حمد الله متغلغلا في الاعماق في السراء وعند المشاق فلست بمؤمنة وقد قال الحبيب عجبت للمؤمن ان الله لم يقض له قضاء الا كان خيرا له لكن اكثر الناس عن الحمد غافلون ومن واقعهم يتضجرون وجازعون وان ذكروا بالله لا يتذكرون فلا يوفق للحمد منهم الا عباد الله المتقون نفس المؤمن في واد اخر. ان حمدت ربها اجزل لها العطاء لحمدها. فتزيد في الحمد يزيد الحميد في عطائه حتى تدرك النفس ان الحميد غني عن حمدها وانها احوج ما تكون اليه انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد يحمد المؤمن ربه بلسان العجز عن تمام الحمد لسان حاله ينطق بما ناجى به موسى ربه. يا رب كيف اشكرك وشكري لك نعمة تستحق الشكر فاوحى الله تعالى ان يا موسى اذا عرفت ذلك فقد شكرتني يحمد المؤمن ربه في كل حال خشية ان يتقلب قلبه فيفسد بعد لين ويجف لسانه بعد ان كان رطبا بذكر الله مع الذاكرين يحمد المؤمن ربه لانه الجميل على الاطلاق وكل جمال مستعار منه ولانه الكامل على الاطلاق وكل كمال بشري فهو منه ولانه الحكيم على الاطلاق وكل حكمة من نبع حكمته وحده المستحق للحمد حمدا يتجاوز حدود الزمان والمكان وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون يحمد المؤمن ربه تشبها باهل الجنة فانهم يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس بعد ان انكشف عنهم الغطاء وتجلى لهم كل شيء فمن اكثر حمد الله هنا في كل احواله انعم الله عليه بالحمد في الجنة على اشرف الاحوال يا عبد الله اذا عرفت نعم الله عليك فهذه درجة واذا حمدته واثنيت عليه بلسانك وقلبك فتلك درجة اعلى اما اذا اثنيت عليه بعمل صالح فتلك الدرجة الاعلى والسبق الاغلى. الا ما ارخص الحمد لسانا واغلاه حالا والتزاما يا ربنا الحميد. لا اذكر لك الا الجميل. ولم ارى من الا التفضيل. خيرك لي شامل. وصنعك لي كامل وبرك لي غامر. وفضلك علي داك دائم. ونعم منهامرة وافضالك مشتهرة. فلك الحمد الذي لا ينام الا لك يا ربنا الحميد. لك الحمد حمدا كثيرا دائما مثلما حمدت به نفسك. واضعاف ما حمدك به الحامدون وذكرك الذاكرون وسبح لك المسبحون نسألك باسمك الحميد الهمنا حمدك وشكرك كما الهمتنا الانفاق نسألك باسمك الحميد ايه ده! ان ترزقنا حمدك في كل الاحوال. في الضراء والسراء على المنع وعلى العطاء اه نسألك باسمك الحميد كما منعت علينا بنعمك فمن علينا بتوفيقنا لحمدك فينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك