بات يسائل نفسه مرارا هذه الايام على وجل وخجل من الله. الله الذي عليه العليم بما يخفى عليه لم تأخر وعد ربي؟ وهل وعد الله حق؟ واظلت بصيرته الغيوم وتلاعبت به الاوهام والظنون ونسي ان له ربا سمى نفسه البر الرحيم عندما تسمع قول الله تعالى لسان عيسى ابن مريم وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا عصيا. يتهادى الى ذهنك على الفور. صورة هذا الابن البار بوالدته حتى تجد اثر بره بشاشة في وجهها وحروف شكر ودعاء في حديثها. فتسائل نفسك اذا كان هذا اثر بر عبد بعبد فما اثر بر الرب عبد وما اثر احسان البر الرحيم بالانسان الضعيف الفقير المسكين ما من مخلوق الا وشمله بره حتى وسع بره الخلائق كلها في بر بحر وسماوات وارض. اسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة. هيأ لك رزقك وقوتك كساك حلت الجمال احسن خلقك اعطاك ما ينفعك. دفع عنك ما اضرك. كم مرة انقذك؟ كم مرة اغاثك كم مرة اعانك؟ كم مرة نصرك وحماك؟ حين خذلك الاقربون وتهرب منك الابعدون البر الذي لا يقطع احسانه بالعصيان فيعاملنا بالاحسان لا بالميزان. وبالفضل قبل العدل. البر الذي يجيب دعاءك وان اذنبت ويقضي حاجتك وان اسرفت وتماديت. واجابة دعائك تتنوع تارة يقع ما دعوت به وتارة يتأخر لحكمة بالغة وتارة يقع بغير ما اردت لان ما اردت كان فيه هلاكك فيوقع الله بك الاصلح وان كرهته ويقدر لك الخير وان جهلته اما المقربون اما اولياؤه الصالحون من بطاعته اليه يتقربون فقد وصاهم ببر اخر حين قطع لهم وعودا على نفسه وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وبر الله لوحده لمن حقق شرطه وعدهم في الاخرة مغفرة واجرا عظيما وزين لهم جنات النعيم تتجهز من اليوم للخاطبين. ومن اصدق من الله قيلا ولن يخلف الله وعده فمتى يا نفس تشهدين بر الله بوعده لعباده المؤمنين. متى تحبينه جابته دعوات الصالحين متى تشتاقين لسماع نداء اهل الجنة وهم يثنون على ربهم باسمه البر الرحيم. بعد ان حقق لهم كل ما وعدهم به. واتحفهم بما كادت تطيش منه عقولهم ويموتوا فرحا بلقائه. انا كنا قبل في اهلنا مشفقين. فمن الله علينا ووقانا عذاب قم انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم اللهم صل على محمد يا في الاولين وفي الاخرين. وفي الملأ الاعلى الى يوم الدين اللهم من علينا وقنا عذاب السموم انك قلب الرحيم اللهم اني ادعوك اه وادواك الرحمن. وادعوك البر الرحيم وادعوك باسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم ان تغفر لي وترحمني اسألك يا بر يا رحيم. اذا كنت مددت يدي اليك راغبا. فطالما كفيتني ساهيا وغافلا ولا اسألك يا بر يا رحيم نعمك تتابعت الغفلة فكيف اعيش منك عند ذكري لك مع الوجل والرجفة. يا بر يا رحيم. من علينا وقنا عذاب السموم