الهادي. الهادي. الهادي الاسم السادس. الهادي. الهداية. اكبر نعمة انعم الله بها على عباده. وكل نعمة غير نعمة الهداية زائلة. لذا كان الراسخون في العلم اكثر الناس حرصا على الدعاء بدوام هذه النعمة عدم زوالها ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهداية الله للعبد انواع ودرجات. فالله يهديك اولا هداية علم وبيان. فتعلم طريق الخير وطريق الشر عن طريق طريق كتبه ورسله ثم يهديك فيمنحك القدرة على فعل الخير. ثم يهديك لارادة فعل الخير ومحبته ثم يهديك ويوفقك لفعله. ثم يهديك للثبات عليه. ثم يهديك لصرف الموانع والشواغل التي تصرفه عنه ثم يهديك لاتقانه والاحسان فيه. ثم يهديك لشهود شدة افتقارك واحتياجك للهداية الربانية ويتفاوت الناس في تحصيل هذه الهداية. ما بين مستقل ومستكثر. فكلما سعى العبد للسير في طريقه الهداية اعانه الله وامده. وكلما سار في طريق الذنوب والغواية مد الله له في الضلالة مدا الذنوب سبب الحرمان من الهداية. وهذا الحرمان اعظم العقوبات الربانية. ومن اعظم الذنوب الظلم وكثيرا ما يتساءل الناس لماذا لا يتوب الظالمون ولا هم يذكرون؟ والجواب بان الظلم من اكبر موانع الهداية. وفي القرآن ست ايات ختمها الله بقوله والله لا يهدي القوم الظالمين واربع ايات ختمت بقوله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. فعشر ايات في كتاب تقرر عقوبة حرمان الهداية للظالم بسبب ظلمه. فالله لا يهدي الظالمين للندم والتوبة. بل يذرهم وفي طغيانهم حتى يأخذهم بعذاب اليم. ولذا قل ما تاب ظالم او رد المظالم. وهذا والله من شؤم الظلم بل هو اشد عقوباته على صاحبه. قال ابن الجوزي الذنوب تغطي على القلوب. فاذا اظلمت مرآة القلب لن لم يبن فيها وجه الهدى. وقال ابن تيمية في كلام جميل كما ان الانسان يغمض عينيه. فلا يرى شيئا لم يكن اعمى فكذلك القلب بما يخشاه من رين الذنوب لا يبصر الحق. وان لم يكن اعماك عمل كافر. ولا واجهل المقارنة بين عقوبة الظالم الدنيوية وعقوبة حرمان الهداية. لان عقوبته الدنيوية تزول بالموت بينما الحرمان من الهداية هو سبب عقوبته الاخروية. وهي اشد وادوم. وكلما اخر الله عقوبة العبد الى الاخرة كان هذا ادل على بعده عن الله وبغض الله له. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة