هل عرفت الله حقه قلبي ملى قلبي شو حياتي. الله الله دربي. يا نسعدي وعلى لا يطيب العيش الا حلوة حلوة اولا هل عرفت الله حقا انا احمد بن عاصم الانطاكي يقول احب الا اموت حتى اعرف مولاي. وليس معرفته الاقرار به ولكن المعرفة التي اذا عرفته بها استحييت منه. معلوم ان شرف العلم تابع لشرف المعلوم ولا شك ان اجل معلوم واعظمه واكبره هو الله رب العالمين. فالعلم بالله واسمائه وصفاته هو اشرف العلوم وقد اجمع اطباء القلوب على ان محركات القلوب الى الله عز وجل ثلاثة. المحبة والخوف والرجاء وهذه الثلاثة لا ينالها الا من عرف الله حقا. فمن عرف الله حقا احبه وخافه ورجاه ومعرفة الله التي اعنيها ليست المعرفة العامة. اي معرفة الاقرار بوجود الله. هذه يشترك فيها البر والفاجر. لكنها المعرفة الخاصة التي توجب الحياء من الله ومحبته والتوكل عليه والانس به سبحانه. معرفة الامر ضرورة لازمة قبل تنفيذ الامر. لانها التي تؤدي اليه. وتسلم زمام المرء الى ربه مستحيل ان تعرفه ثم لا تحبه. وان تحبه ثم لا تطيعه. وان تطيعه ثم لا تسعد بالقرب منه في الدنيا والاخرة. بل كلما قويت معرفتك بربك قويت محبتك له. وتلذذت بطاعته وخدمته. نعم معاملة العباد لربهم بحسب معرفتهم به. فكلما زادت المعرفة بالله ارتقت المعاملة معه. وانظر ما حدث مع موسى عليه السلام حين رأى اثار تجلي الله على الجبل الذي اندك. فخر موسى صعقا. فلما افاق ماذا قال لربه؟ قال سبحانه سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين. هذا قوله حين رأى اثار تجلي الله على الجبل فكذلك القلب لو رأى اثار تجلي صفات الله على ارجاء هذا الكون. وبحسب معرفة الله تتحدى درجات العباد في الجنة. حتى قال ابو حامد الغزالي الجنة بقدر حب الله. وحب الله بقدر معرفته فاصل السعادات هي المعرفة التي عبر الشرع عنها بالايمان. وهي معرفة تصاعدية. وعلى هيئة مدارج ينتقل معها العبد من درجة الى درجة اعلى منها. وكلما زدت قربا من الله قربك. فزدت معرفة له وطاعة لامره اجتنابا لذواه وما اجمل هذا القول لابن عباس رضي الله عنه. حين قال حجب الذات بالصفات وحجب الصفات بالافعال. فان العبد يترقى من معرفة الافعال الى معرفة الصفات ومن معرفة الصفات الى معرفة ذات فاذا شاهد شيئا من حسن جمال الافعال استدل به على جمال الصفات. ثم استدل بجمال الصفات على ما لي الذات اي ان المؤمن يرى الله في كل ما يجري حوله وينسب كل شيء حدث حوله الى ارادة الله وتقديره ترى لطف الله بك في محنة فتستدل بصفة اللطف عليه. ترى مكر الله بالمجرمين وامهاله للظالمين. فتطمئن وتشفي غيظك وانت ترى تحقق قول ربك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. تتعرض لخصومة او عذاب او ظلم فتنظر من وراء احجبة الغيب الى من سلط عليك اعدائك فتستريح. قال ابن تيمية العباد الة فانظر الى الذي سلطهم عليك ولا تنظر الى فعلهم بك لتستريح من الهم والغم. تسعى في صلح بين زوجين متخاصمين فتنسب هذا التوفيق لربك. لا لبراعتك وسعيك. ان يريد اصلاحا يوفق الله بينهما. تضحك يوما فيمتلئ قلبك سرورا فتنسب هذا الفضل لله وحده. وانه هو اضحك وابكى. تركب دابة او سيارة او طائرة فلا تراها غير سبب لا قيمة له من دون الله. فهو الذي سخرها لك لتحملك. وفي الحديث على ذروة لكل بعير شيطان، فامتهنوهن بالركوب فانما يحمل الله تعالى. وهكذا في سائر الاحداث اليومية ومواقفك الحياتية. من المؤسف ان الناس صاروا ينسبون اليوم ما يمرون به من احداث الى اسبابها. مقطوعة عن مقدرها سبحانه. لذا ارتحل خوف الله من قلوب الكثيرين. وحلت المادية مكان الروحانية. لكن المؤمن حمى قلبه من عواصف المادية الشرسة. فاحتفظ ببصيرته. ولم يعلق قلبه بالاسباب الارضية. بل تعرف بالسبب على المسبب وبالخلق على الخالق. فخاف ربه ورجاه ولم يركن لاحد سوى مولاه. وصاحب هذا القلب بين الناس قليل الذنوب. فان اذنب فسرعان ما يتوب. لان التزامه بالامر من معرفته بالامر. والتهاون بالامر ما يكون سببه قلة معرفة الامر. قيل للفضيل بن عياض ما اعجب الاشياء فقال قلب عرف الله عز وجل. ثم عصى