ما حقيقة القول بالمصادفة كنت معدوما فمن اين الوجود؟ لم يا مخلق اثرت الجحود؟ كنت معدوما فمن اين الوجود؟ ها هي صدفة ام رب ودود؟ اهي الصدفة؟ ام رب الودود؟ ثالثا ما حقيقة القول بالمصادفة؟ ان القول بان هذا الكون خلق مصادفة من غير خالق ليس قولا بعيدا عن الصواب فحسب بل بعيد عن المعقول. ويدخل صاحبه في عداد من فقدوا عقولهم هم يكابرون في الدليل الذي لا يجد العقل بدا من التسليم له. قال عبدالله بن صالح العجيري في كتابه القيم شموع النهار وهو يشق اقوال العلماء المعاصرين في دقة خلق هذا الكون. مارتن رزق عالم الفلك البريطاني الشهير. وصاحب كتاب مجرد ستة ارقى يرى ان الجاذبية الارضية لو كانت اقوى قليلا مما كانت عليه فان النجوم كانت ستحترق. وتستنفذ طاقتها بشكل سريع جدا مما يعجل باندثارها. فالشمس مثلا لو زادت قوة الجاذبية الى الضعف فسينخفض عمرها ممكن من عشرة مليارات سنة الى اقل من مائة مليون سنة فقط. وتقديرات علماء الفلك ان عمر الشمس اربعا وستة من عشرة مليار سنة وان لديها مخزونا حاج جينيا يمكنها من البقاء لاكثر من خمس مليارات سنة قادمة نقطة اخرى القوة الموجودة التي في نواة كل ذرة دقيقة جدا. بحيث لو كانت اضعف بمقدار اثنين في المئة مما هي عليه فان ذرات الهيدروجين ستتناثر. ولن تتمكن من الاندماج حتى تشكل موادا اخرى. بل سيكون الكون كله مؤلفا من ذرات الهيدروجين فقط. ولو كانت هذه القوة اقوى بمقدار اثنين في المئة فان ذرات الهيدروجين ستتجاذب تندمج بشكل متسارع بحيث تتشكل منها ذرات الهيليوم. والتي ستكون لها وحدها السيطرة على عالم المادة في الكون فهذا التوازن العجيب هو سبب بقاء الدنيا ولولاه لما استقامت الحياة. ويمكننا ان نفهم شيئا عن قميص من المثال التالي لو تناولت عشرة دراهم وكتبت عليها الاعداد من واحد الى عشرة. ثم رميتها في جيبك وخلطتها جيدا ثم حاولت ان تخرجها من الواحد الى العاشر بالترتيب العددي بحيث تلقي كل درهم في جيبك بعد تناوله مرة اخرى فان كان ان نتناول الدرهم المكتوب عليه ستة وسبعة في المحاولة الاولى هي واحد على عشرة. وامكان ان تتناول الدرهمين واحد واثنان بالترتيب واحد في المئة. وان كان ان تخرج الدراهم واحد واثنان وثلاثة واربعة بالترتيب وواحد احد في العشرة الاف حتى ان الامكان في ان تنجح في تناول الدراهم من واحد الى عشرة بالترتيب وواحد في عشرة بلايين من المحاولات. لقد ضرب هذا المثال العالم الامريكي الشهير كريسي موريسين ثم استطرد قائلا ان الهدف من اثارة مسألة بسيطة كهذه ليس الا ان نوضح كيف تتعقد الوقائع بنسبة كبيرة جدا في مقابل الصدفة بول ديفيس المختص في مجال الفيزياء النظرية وهو صاحب كليشيه الحياة متزنة على حافة سكينة وهي عبارة تبدو تعبيرا موغلا في التسطيح. اذ لا وجود لسكين في الكون لها حد بهذه الدقة. ولتقريب الصورة حتى ندرك دلالة الاتزان على حافة السكين نسأل سؤال ما مدى احتمالية ان تلقي بموس على خيط دقيق فيتزن الموس. ثم تعمد الى القاء ملعقة على الموس فتتزن عليها. ثم ها تضع بيضة فوق الملعقة فلا تقع. ثم تضع فوق البيضة قلما وفوق القلم دبوسا وهكذا ان الامر يبدو مستحيلا بلا شك. وقام فريد هويو بتوضيح استحالة ظهور ابسط شكل من اشكال للوجود من خلال العشوائية والصدفة المحضة. فقال ان الامر اشبه باعصار ضرب ساحة خرداوات فكونت لنا الطائرة بوينج سفن فور سفن قابلة للطيران او قوله مايكل تيرنز المختص في مجال الفيزياء الفلكية بان الامر واشبه بسهم اطلق من طرف الكون ليصيب هدفا بمقدار ملليمتر في طرف الكون الاخر