ما طرق زيادة الايمان ثامنا ثامنا ما طرق زيادة الايمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ايماننا لا يخلق في جوف احدكم كما يخلق الثائر فاسألوا الله تعالى ان يجدد الايمان في قلوبكم هذا الحديث من جوامع الكلم. وهو على ايجازه يشتمل على حقيقة مؤكدة. وفيه امر صريح بتجديد الايمان وفيه تشبيه غير المحسوس الغائب بالمحسوس الحاضر. فكما تحافظ على ثيابك اصلا واصلاح ثم تجديدا كاملا لها اذا بليت ويتكرر هذا بمرور الايام والشهور والاعوام لا يتخلف عن هذا احد فلا شك ان الايمان اولى بهذا التجديد. وفي حديث اخر وتشبيه اخر لعل الصورة تزداد في قلوبنا وضوحا. قال صلى الله عليه وسلم ما من القلوب قلب الا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر يضيء اذ علته سحابة فاظلم. اذ تجلت فكما ان السحاب يحجب نور القمر عن الارض فكذلك تحجب شحب المعاصي نور الايمان عن القلب اذا انقشعت سحب السماء عاد نور القمر الى الارض. واذا انقشعت سحب المعاصي عن القلوب بالتوبة والعمل الصالح عاد الايمان في القلب الى اشراقه مرة اخرى. الغفلة اذا سحابة على القلب. لكن سحاب بناتي لا ينجلي بالامنيات. ولا ينقشع بالكلام وانما بالعمل والاجتهاد والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وتأمل امر الله لعباده في كتابه. يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله امنوا اي حافظوا على ايمانكم. واستمروا فيه ولا تغفلوا عنه. ولا تفتروا عن رعايته وتقويته الذب عنه. فهل من غيث ولا غيث الا فيما ارشد اليه الله ورسوله. فاليكم بعد طرق زيادة الايمان. واحد تدبر القرآن العظيم. من اهم اسباب بزيادة الايمان تدبر القرآن. فقد قال الله تعالى واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا في القرآن ما يرهب النفس ويجعل الرأس يزداد شيبا. يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم شيبتني هود واخواتها قبل المشيب وفي سورة هود قول الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب قال ابن عباس ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن اية كانت اشد ولا اشق عليه من هذه الاية. هذا حديث اخر. هذا الحديث فيه سور اخرى غير سورة هود شيبتني. شيبتني كود. والواقعة والمرسلات. وعما يتساءلون واذا الشمس خاف النبي صلى الله عليه وسلم على امته من اهوال القيامة. بل وخاف علينا ما حل بالامم السابقة قبلنا هذا شعره خوفا علينا من عذاب الله وحلول نقمته. قد شيبت هذه السور رسول الله صلى الله عليه وسلم لما احتوته من حقائق الايمان والتكاليف العظيمة التي ناء بحملها قلب النبي صلى الله عليه وسلم. حتى ظهرت اثارها على شعره وجسده. وقد كان صحابته صلى الله عليه وسلم يقرأون القرآن ويتدبرون تأثرون فكان ابو بكر الصديق رضي الله عنه رجلا اسيفا رقيق القلب. اذا صلى بالناس وقرأ كتاب الله لا يتمالك نفسه من البكاء. ومرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه من اثر تلاوة قول الله تعالى ان عذاب ربك لواقع. ما له من دافع وسمع نشيجه من وراء الصفوف لما قرأ قول الله تعالى انما اشكو بثي وحزني الى الله الله يا الله وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا دخل عليه ابو موسى الاشعري يقول يا ابا موسى ذكرني يا ربنا فيقرأ ابو موسى وربما بكى عمر. وصدق ابن رجب حين قال سماع القرآن الايمان في القلب كما ينبت الماء البقل. نعم سماع القرآن له اثر في القلب كنفس اثر الماء الذي ينبت الزرع. طيب ما الذي يعين على تدبر القرآن؟ الذي يزيد الايمان اولا مراعاة اداب التلاوة. مثل طهارة المكان والزمان المناسب. تفريغ النفس من شواغرها حصر الفكر مع القرآن. التأثر بالقرآن كانه شخص حي يخاف ويكلمك. الثاني التلاوة بتأن وعدم استعجال. والا يكون هم القارئ في نهاية السورة مع الوقوف امام الايات وقفة متأنية فاحصة مكررة فيتأمل معناها ومناسبتها ودلالتها. الثالث الاسقاط الواقعي للاية. بحيث يجعل من الاية مفتاح حل مشكلات حياته وواقعه. وميزانا يحكم به على الاحداث التي تجري حوله اربعة الثقة المطلقة بصوابية النص القرآني. مع اخضاع الواقع المخالف بمعنى انك تعلم ان الخير والحق والصواب في ايات القرآن. فاذا وجدت واقعا حولك مخالفا له فقل هذا الواقع مخالف يجب ان يلتزم بالقرآن حتى ينصلح حاله ويستقيم امره