محاسبة النفس كفايا نفس ما كان كفاكها وعصيانا من الاشفاق نادى لنا اما ان المآب بلى. بلى يا نفس بلى يا نفس قد انا ثلاثة محاسبة النفس. المحاسبة صمام امان. وحارس بوابة الايمان. لذا يحرص المؤمن على محاسبة نفسه باستمرار. لانه يعلم ان لا مال له غير ايامه وساعاته فان انفقها في غير ما يعود عليه بالنفع لحقته الخسائر الدنيوية والافدح منها الاخروية. ومحاسبة العبد لنفسه تكون بحسب ايمانه. واهتمامه بامر اخرته. فكلما زاد ايمانا كان على هذه المحاسبة تمهيدا لما ينتظره من وقفة حساب مؤجلة غدا. لا تغادر صغيرة ولا كبيرة ولا نحتاجها غدا الا من حاسب نفسه اليوم. فمن حاسب نفسه اليوم خف يوم القيامة حسابه. وحضر عند سؤاله جوابه ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته وطالت في ساحة الحشر وقفاته وقادته الى الخزي والندامة سيئاته. ومن هنا جعل ميمون ابن مهران المحاسبة اهم علامة من علامات التقوى. فقال لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه اشد محاسبة من الشريك لشريكه. وشب العلاقة بين النفس وصاحبها بشراكة التجارة والاموال. فكما لا تتحقق اهداف الشراكة الا بمشاركة الشريك اولا ثم مراقبته في تصرفاته والاشراف عليه ثانيا ثم محاسبته على نتائج ثالثا ثم فارض عقوبات عليه ان قصر رابعا فكذلك يفعل المؤمن. اولا يشارط نفسه ما معنى يشارط نفسه؟ يعني يأتي في اول كل يوم ويشترط على نفسه ان تحفظ الجوارح السبعة. العين الاذن الفم اللسان الفرج اليد والرجال. ويسلمها اربعا وعشرين ساعة. هي رأس مال يومه. ومن اضاع رأس المال كيف يطمع في الارباح والارباح هنا ليست اي ارباح وانما هي جنة او نار. الربح جنة والخسران نار وقد يخسر عبد الجنة بفارق حسنة واحدة. وقد يستحق عبد النار بحصاد ساعة واحدة من عمره. ومن اشتراطات العبد على نفسه الا تغضب الله بعصيانه. وان تعمل ما ايحب الله كي تفوز بالرضوان؟ ان كانت ترجو الجنة وتسعى في فكاك رقبة صاحبها من النار اذا شاردت نفسك هذه المشارطة فانتقل الى الخطوة التالية. ثانيا المراقبة. وهذا اثناء اليوم فلا تهمل متابعة نفسك فيما اشترطت عليها. فانك ان اهملتها اورثتك الخسائر فان تماديت في الاهمال اضعت رأس المال وتكبدت فوقه ديونا ثقيلة من الذنوب والاوزار. وهذه تكبل روحك وتنحت من بنيان ايمانك. فكلما همت نفسك خلال اليوم بزلل ذكرها العقد الذي ابرمته معها اولا اليوم وانك اشتريت الجنة من الله مقابل بذل نفسك ومالك في مرضاته. ثالثا المحاسبة وموعدها نهاية اليوم. وهو اقتراح الامام النوردي بان تكون المحاسبة ليلة بعد انتهاء انشطة النهار قال رحمه الله محاسبة النفس ان يتصفح الانسان في ليله ما صدر من افعاله في نهاره. فان كان امضاه واتبعه بما شاكله وضاهاه. وان كان مذموما استدركه ان امكن. وانتهى عن مثله في المستقبل. اخي افعل كما يفعل التجار مع شركائهم اخر كل يوم او كل شهر او كل موسم. مع ان المحاسبة الايمانية اهم لان عليها مدار نجاتك او هلاكك. وهي غدا سبب نعيمك او عذالك. لكن ما محاسبة النفس مجالات محاسبة النفس ثلاثة. اولها محاسبتها على التقصير في طاعته لم تؤدها او قامت بها بغير روح او اتقان. ثانيها محاسبتها على ارتكاب الذنوب فان وقعت في ذنب فتداركه بتوبة واستغفار وحسنات ماحية. ثالثها محاسبتها على المباحات. على ماذا في المباحات؟ على استحضار النية الصالحة. فراجع نيات عملك ودراستك وتسوقك ونفقتك عيالك بل وملاعبتك لاهلك. فانك ان فعلت ربحت ارباحا عظيمة. وفزت فوزا كبيرا. وفي في هذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية من احب ان يلحق بدرجة الابرار ويتشبه بالاخيار فلينوي في كل يوم تطلع فيه الشمس نفع الخلق. ثم ياتي دور الخطوة الرابعة الخطيرة والاخيرة مكافأة او المعاقبة. اي تكافئ نفسك وتشجعها. ان احسنت وادت ما اشتغلت ردت عليها وتشكر الله على توفيقه لك في هذا اليوم. فتزداد سرورا وسعادة مما يدفعك دفعا الى بذل المزيد من الخير او تعاقب نفسك ان خالفت ما اشترطت عليها. واوقعتك في الذنوب. فتحرمها من بعض شهواتها وتلزمها بزيادة طاعاتها وبذا تنجو من تفاقم شرها ويسهل عليك ترويضها. والسير بها في طريق ربها. هي سلسلة مباركة اذا شارت ثم راقب ثم حاسب. ثم مكافئ او عاقب