اسم الله الرب الاسم الثامن اسم الله الرب. ولاسم الرب ثلاثة معان. الاول الرب بمعنى المالك. ومنه قولهم رب الدار اي صاحب ومالك الدار. والله هو مالك الملك ورب العالمين نصدح بذلك كل يوم في سورة الفاتحة. الحمد لله رب العالمين ولا تصح صلاتنا الا بهذا الاقرار. فقول رب العالمين يشمل ربوبية الله للعالم باسره. بما يتضمن تصرفه فيه وتدبيره امره ونفاذ قدره في كل وقت فيه. يخلق ويرزق ويميت ويخفض ويرفع ويعطي ويمنع ويعز ويذل. المعنى الثاني باسم الله الرب الرب بمعنى السيد المطاع ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان تلد الامة ربتها اي سيدها. وكما قال الصديق يوسف عليه السلام عن العزيز. انه ربي. احسن مثواي اخواني والمعنى الثالث للرب المربي والمصلح. قال الزجاجي هو المصلح للشيء. تقول رببت الشيء اربه ربا وربابة اذا اصلحته وقمت عليه هذا الاصلاح تربية الله لاولياءه وعباده باصلاح قلوبهم واعمالهم واخلاقهم. ولذا كان اكثر دعاء الصالحين الاسم الجليل الرب فيسألون الله بربوبيته وربوبيته تتضمن قدرته على تربيتهم واصلاح شأنهم ولذلك نرى في ادعية انبياء الله واولياءه تكرار الدعاء بقولهم ربنا ربنا ربنا حتى بلغت في هذي ثلاثا وتسعين دعوة. والاختصاص في هذا الاسم بالله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ليقولن احدكم عبدي وامتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل المالك فتاي وفتاتي. وليقل المملوك سيدي وسيدتي فانكم المملوكون والرب الله عز وجل والسبب في هذا النهي ان حقيقة الربوبية لله تعالى. لان الرب هو المالك القائم بالشيء. فلا ذلك حقيقة الا لله تعالى. اثر الايمان بسم الله الرب واحد قرب. تردد كل يوم بعد كل اذان رضيت بالله ربا. جاء هذا الذكر كذلك في اذكار الصباح والمساء تعلن بصيغة الماضي الجازبة رضاك عن الله مربيا ومصلحا. ولهذه التربية الربانية اشكال وصور فيربي الله عبده بالسراء مرة ليجذبه اليه عن طريق الترغيب. ويربيه بالضراء على التوكل عليه والالتجاء اليه. وكل شدة تقابلك كل محنة تنزل بك. يصبرك عليها قول ربك ولو شاء ربك ما فعلنا وبما ان ربك شاء ذلك فلابد ان في امضاءه حكمة. وحكمة الله وان غابت عنك الا انك تثق في تربية ربك فترضى بقضائه وتدبيره. فاذا رضيت عنه فاعلم انه قد رضي عنك. ان الرضا بالقضاء اشق شيء على النفس بل هو ذبحها في الحقيقة. لانه مخالفة طبعها وهواها. وكل قدر يكرهه العبد لا يخلو ان يكون على ذنب فهو دواء لمرض. ولولا تدارك الحكيم اياه بالدواء لاوصله المرض الى الهلاك او قد يكون المكروه سببا لنعمة لا تنال الا بذلك المكروه. فينقطع المكروه ويتلاشى ويدوم ما تركت عليه من النعمة ولا ينقطع. فاذا شهد العبد هذين الامرين انفتحت له بوابات الرضا عن ربه في كل ما يقدره له وما اجمل قول عبدالله ابن المبارك ان لم تنصلح على تقدير الله عز وجل لم تصلح على تقديرك لنفسك. اثنان محبة الله. فان هذه الصفات المحبة في قلب العبد لربه سبحانه. فان الرب هو الذي يجلب المنافع ويدفع المضار ويصرف جميع امورك فكيف لا تحبه؟ ثلاثة الالحاح في الدعاء. البلاغ او يستخرج الدعاء. تجد الرجل لا يذكر الله ولا يدعوه ولا يقوم الليل او يقرأ القرآن. فاذا نزل به البلاء على كل هذا وفي تكرار الدعاء بهذا الاسم ربنا مظنة الاجابة. فقد قال جعفر الصادق من حزبه امر فقال خمس مرات ربنا انجاه الله مما يخاف واعطاه ما اراد. قيل وكيف ذلك؟ قال اقرأوا ان شئتم الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا هيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا واتنا ما وعدتنا على رشدك ولا تخزنا يوم القيامة. انك لا تخلف وقال الحسن البصري ما زالوا يقولون ربنا حتى استجاب لهم. ولذا كان الامام ما لك بن انس يقول يعجبني دعاء الانبياء ربنا ربنا