اسم الله المجيب يا مجيب الدعوات جئت اسجي صلواتي يا ربي يا عظيم الرحمات اجيب الدعوات الاسم التاسع اسم الله المجيب. سبحانه يجيب من دعاه واجابته للدعاء نوعان. اجابة عامة تشمل دعوة المضطر لقوله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ولم يفرق في الاية بين المؤمنين وكافر. فمن دعا الله وهو مضطر استجاب الله له. ومن الاجابة العامة اجابة دعوة المظلوم ولو كان كافرا او فاجرا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه. وقوله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم وان كان كافرا كافرا فانه ليس دونها حجاب وهذا دليل كرم المولى سبحانه. وشمول احسانه البر والفاجر. ولا يدل على صلاح الداعي الذي اجيبت دعوته. ويتساءل البعض هل يجيب الله دعوة الكافر؟ اجاب الامام السمعني فقال فان قيل وهل يجوز ان يجيب الله دعوة الكافر؟ حيث اجاب وتلعين ابليس قيل يجوز على طريق الاستدراج والاملاء. لا على سبيل الكرامة. وهكذا ترى ان اجابة الله بدعاء عباده ليست دائما علامة تكريم. بل قد تكون استدراجا. وابن القيم يقول فليس كل من جاب الله دعاءه يكون راضيا عنه ولا محبا له. ولا راضيا بفعله. فانه يجيب البر والفاجر والمؤمن والكافر ولا يظن ظان ان الامر اذا كان كذلك فلا فارق بين دعاء المؤمن ودعاء الكافر. فالفارق بينهما عظيم ومن اوجهه واحد. ان الدعاء عبادة يثاب عليها المؤمن. سواء اعطي ام لا لم يعطى وثواب الدعاء المؤجل الى الاخرة اعظم بكثير من اعطاء الداعي ما سأل. وليس هذا للكافر فدعاؤه غير مقبول ولا اجر له فيه. اثنان اثنان ان المؤمن لابد ان يجاب في دعائه. وليس ذلك كافر لكن اجابة الله تعالى له تكون بما هو اصلح للعبد. والله اعلم بما يصلح له. وحجة ذلك حديث ابي سعيد الخضري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو ليس باثم ولا بقطيعة رحم الا اعطاه احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يدفع عنه من السوء مثلها فقال الصحابة اذا نكثر؟ قال الله اكثر وهذا معناه ان المجيب حكيم. نعم حكيم في اجابته. قد يعجل بها او يؤجلها بحال السائل ونوع السؤال. او يلطف بعبده فيختار له غير ما دعا به. لانه الانسب لحالته. ولان الاجابة بتحقيق ما دعا به مضرة له. او تنقص درجته عند ربه. او قد يدخر الله اجر دعائه بما ينقذه من عذابه عند مرجعه اليه ومآله. لكن الله تعالى في جميع الاحوال يجيب عبده ولا يخيب رجاءه كما وعده وليست اجابة الدعاء دائما مستحبة. فالرجل اذا دعا على اهله او ولده او ماله وهو غضبان فاستجيب له. كان هذا بلاء ان وعقوبة ولذا ورد النهي عن الدعاء على الاهل والمال والولد. قال صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم الا بخير. فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون فلا تكن عدو نفسك وتدعو بما يكون سبب ضررك. واعلم ان المجيب سبحانه قد لا يجيب كثيرا من مسائلك ليصرف عنك وشرورا لا تعلمها والله يعلمها. وما خفي عنك كان اعظم. اجابة خاصة وتشمل عباده الصالحين الذين استجابوا لله. كما قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فليستجيبوا لي وقوله فليستجيبوا لي اي كما اجبتهم اذا دعوني فليستجيبوا لي فيما دعوتهم اليه من الايمان والطاعات او معناه انهم يطلبون اجابة الله سبحانه لدعائهم باستجابتهم لاوامرهم. اي بالقيام بما امرهم به وترك ما لها هم عنه. والمجيب كريم. ولذا نوع اسباب الاجابة. ومنها طول السفر. ودعوة المريض ودعوة المظلوم ودعوة الصائم ودعوة الوالد على ولده او له. وفي الاوقات والاحوال الشريفة مثل ادبار الصلوات المكتوبة والثلث الاخير من الليل وبين الاذان والاقامة وعند الاذان وعند نزول المطر وعند التقاء الصفوف في القتال لم؟ لا يستجيب في الحال. قال ابن الجوزي رأيت من البلاء العجاب ان المؤمن يدعو فلا يجاب فيكرر الدعاء وتطول المدة ولا يرى اثرا للاجابة. فينبغي له ان يعلم ان هذا من البلاء الذي يحتاج الى الصبر. وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب ومرض يحتاج الى طب. ولقد عرض لي من هذا الجنس فاذا نزلت بنازلة فدعوت وبالغت فلم ارى الاجابة فاخذ ابليس يجول في حلبات كيدهم فتارة يقول الكرم واسع والبخل معدوم. فما فائدة تأخير الجواب؟ فقلت له اخسأ يا لعين فما احتاج مع الله الى تقاضيه ولا ارضاك وكيلا. ثم عدت الى نفسي فقلت اياك ومساكمة وسوستك فانه لو لم يكن في تأخير الاجابة الا ان يختبرك في محاربة العدو لكفى بذلك حكمة. قالت فسلني عن تأخير الاجابة في مثل هذه النازلة. فقلت قد ثبت بالبرهان ان الله عز وجل مالك. وللمالك التصرف بالمنع والعطاء فلا وجه للاعتراض عليه. والثاني انه قد ثبتت حكمته بالادلة القاطعة. فربما رأيت الشيء مصلحة والحق ان الحكمة لا تقتضيه. وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من اشياء تؤذي في الظاهر. يقصد بها مصلحة. فلعل هذا من ذاك. والثالث انه قد يكون التأخير مصلحة. والاستعجال مضرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل يقول دعوت فلم يستجب لي والرابع انه قد يكون امتناع الاجابة لافة فيك. فربما يكون في مأكولك شبهة. او قلبك وقت الدعاء في غفلة او تزاذ عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه. فابحثي عن هذه الاسباب لعلك توقنين بالمقصود. والخامس انه ينبغي ان يقع البحث عن مقصودك بها هذا المطلوب فربما كان في حصوله زيادة اثم. او تأخير عن مرتبة خير. فكان المنع اصلح وقد روي عن بعض السلف انه كان يسأل الله الغزو. فهتف به هاتف. انك ان غزوت اسرت وان اسرت تنصر والسادس انه ربما كان فقد ما تفقدينه سببا للوقوف على الباب واللجئ الى الله وربما كان حصوله سببا للاشتغال به عن المسؤول سبحانه. وهذا هو الظاهر بدليل انه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجنة. فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم الى بابه. يستغيثون به. فهذا من النعم في طي البلاء