ايات الصفات واحاديثها لانك الله قلبي كله امل لانك ملؤها الالق. لانك الله لن اختار لي ملكا العظيم الذي في ملكه خامسا ايات الصفات واحاديثها. في القرآن الكريم والسنة المطهرة ايات واحاديث يوهم ظاهرها مشابهة الله تعالى لخلقه. وقد حدث جدل كثير حول هذه الايات والاحاديث. وساورد بعضها هنا على سبيل المثال ثم اعرض للطريقة الصحيحة للتعامل معها في ضوء ما وصل اليه جمهور العلماء. اولا بعض الصفات قال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقال ولتصنع على عيني وقال ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم وقال وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قال وقال الرحمن على العرش استوى وقال وجاء ربك والملك صفا صفا وقال يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون ثانيا احاديث الصفات. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم قا فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه. فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط بعزتك وكرمك وانقسم الناس حول هذه المسألة الى اقسام عدة. واحد فرقة اخذت بظاهر النصوص فنسبت لله وجوها كوجوه الخلق ويدا كايديهم وضحكا كضحكهم. وهؤلاء هم المجسمة والمشبهة. وليسوا من الاسلام في شيء ويكفي في الرد عليهم قول الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اثنان اثنان فرقة عطلت معاني هذه الالفاظ. وقصدوا بذلك نفي مدلولاتها مطلقا عن الله عز وجل الله تبارك وتعالى عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر. لان ذلك لا يكون الا بجارحة. والجوارح يجب ان تنفى عن الله تعالى فبذلك عطلوا صفات الله. وهم يتظاهرون بتقديسه. وهؤلاء هم المعطلة. واطلق عليهم بعض علماء تاريخ العقائد الاسلامية الجهمية وهذا قول متهافت. فقد ثبت الكلام والسمع والبصر في القرآن والاحاديث لله رب العالمين ثلاثة ثلاثة اما المنهج الصحيح الذي سار عليه جمهور علماء الامة وسلفها الصالح فقالوا نؤمن بهذا الايات والاحاديث كما وردت ونترك بيان المقصود منها لله تعالى. فهم يثبتون لله اليد والعين والاستواء والضحك والتعدد ويتركون له الاحاطة بعلمها مع قطعهم بانتفاء المشابهة بين الله وخلقه. فكل ما خطر ببالك فالله وبخلاف ذلك ولا سيما وقد نهينا عن التفكر في ذات الله في قول النبي صلى الله عليه وسلم تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله ولان امتنا امة الوسط بين الامم. فكذلك افرادها وسط في التعامل مع صفات الله بين المشبهات والمعطلة. فاثبتوا بلا تشبيه ونزهوا بلا تعطيل. كما قال الله عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فاثبتوا لله السمع والبصر كما اثبت الله ذلك لنفسه. ولم يعطلها. ومع اثباتهم نزهوا الله ولم يشبهوه باحد من من خلقه ليس كمثله شيء. قال ابن القيم يصف حال الموحد مقارنة بغيره من اصحاب العقائد الباطلة فالمشبه يعبد صنمه والمعطل يعبد عدمه. والموحد يعبد الها واحدا صمدا. وافضل ما جاء في التعامل مع ايات واحاديث الصفات ما روي عن الامام ما لك حين سئل عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى مستوى فقال الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب. والسؤال عنه بدعة. والحق ان الحديث عن ذات الله والتعمق في ايات الصفات مما نهينا عنه شرعا. لانه يقحم العقل فيما لا يستوعبه العقل. فعن عائشة رضي الله او عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية والذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله اه الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به. كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله الله فاحذروهم ومعنى فاحذروهم اي لا تجالسوهم ولا تكلموهم لانهم طالبون لفتنة الناس في عقائدهم. كالحديث عن تفاصيل قدر والخوض في امور الغيب التي لا يعلمها الا الله. وعلم الصفات التي لم يطلعنا عليها الله. وبين الله في الاية موقف الراسخين في العلم انهم قالوا امنا به. كل من عند ربنا. لذلك كان عامة السلف اذا سئلوا عن ايات واحاديث الصفات قالوا امروها كما جاءت بلا كيف. وضرب الامام ابن تيمية مثلا لهذا. فقال اخبر الله وان في الجنة لحما ولبنا وعسلا وخمرا ونحو ذلك. وهذا يشبه ما في الدنيا لفظا ومعنى. ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته. فاسماء الله تعالى وصفاته اولى. وحذر الامام ما لك من اصحاب للخوض في هذه الايات فقال اياكم واهل البدعة. فقيل يا ابا عبد الله وما البدعة؟ قال اهل البدع الذين كلمونا في اسماء الله وصفاته وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم باحسان. والبعض يظن ان التعمق في باب الصفات يزيد الايمان. والحق انه حول العقيدة الى مناكفات بين المتكلمين. وجدالا بين مختلفين بدلا من ان تكون العاقبة طاقة حركية تؤجج الايمان في الصدور. وتزيد الانابة والخشية في القلوب. فرجل عقيدة كما وصفه الاستاذ الداعية المربي محمد عبدالحميد رجل العقيدة جندي عامل لا فيلسوف ثم جادل لذا كان غير واحد من العلماء يتمنى ان يتوفاه الله على ايمان العوام. فروي عن ابي المعالي الجويني انه قال عند موته وها انا ذا اموت على عقيدة امي او قال على عقيدة عجائز نيسابور وجاء عن الامام الرازي انه كان يقول من التزم دين العجائز فهو الفائز. وجاء رجل الى عمر ابن لعبدالعزيز فسأله عن شيء من الاهواء فقال الزم دين الصبي في الكتاب والاعرابي والهو عما سوى ذلك