صاحب الصالح. يا صديقي فليكن ميثاقنا. علما وزادا بيننا لا يحيي العليم او بقرآن لنحفظ ايه او بهدي المصطفى يا نعم الخليل او بهدي المصطفى نعم الحليم. تسعة. تسعة صاحب الصالحين. الصاحب الصالح يزيد في ايمان صاحبه. وصاحب السوء بالعكس سبب نقصان الايمان لذا جاء النهي النبوي صريحا وواضحا وجازيا. لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل طعامك الا تقي وهذا لان تأثير الصحبة عظيم. بالسلب او الايجاب. وفي هذا الحديث زجر عن مؤاكلة غير المؤمن. لماذا؟ لانها تغرز الالفة والمودة في القلوب. وتتضاعف اهمية الصحبة وتأثيرها على منسوب الايمان عند غربة الدين وعلو المنافقين وغياب الصالحين. فصحبة ومخالطته والاصغاء اليه تعكس عندك الصورة. فتريك الحق باطلا والباطل حقا. وهذا حقيقة هو سبب حيرة كثير من الناس اليوم في التمييز بين الحق والباطل. قال ابن القيم في المدارج عن خطورة صحبة السوء وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة وانزلت من محنة وعطلت من منحة واحلت من رزية واوقعت في بلية. وهل افة الناس الا الناس؟ وهل كان على ابي طالب عند الوفاة؟ اضر من قرناء السوء لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الابد. وراجع هنا كلام كعب بن مالك رضي الله عنه. وهذا هو الصحابي الذي تخلف عن غزوة تبوك بغير عذر. فوجد نفسه وحيدا بعد رحيل الصحابة الى الغزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم. اسمع قال ثعب ابن مالك كنت اذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم احزنني اني لا ارى الا رجلا مغموسا بنفاق او رجلا ممن عذر الله من الضعفاء في كلام كعب هنا رسالة عظيمة لكل مؤمن. ما فحوى هذه الرسالة؟ فحواها اذا رأيت نفسك احاط بك اهل الغفلة من كل جانب. ولا ينصحك الا من شهد الناس عليه بالسوء. ولا تشكو همومك الا الى رجل مغموس بالنفاق. ولا يصحبك الا من ينتقص من ايمانك ويهدم من تقواك. ولا بك ولا يبش في وجهك الا كل متهم في دينه. فاعلم انك على شفا جرف عار وانها زمرة خاسرة تجرك معها الى النار. وانك انت بعدها وجاريتها ستتوالى عليك الاوزار الامطار وانظر حولك. كم من رجل ترك الصلاة لان اصحابه لا يصلون. وفتاة خلعت لان صاحباتها المتبرجات شجعنها عليه. واخرون استمرؤوا الذنوب لان من حولهم يذنبون ولا يتناصحون. اخي الصاحب ساحب وفي تأثيره ساحر. ومن تهاون بمخالطة الفساق استحلى الفسق بعد كراهيته. وفسد عقله بعد رجاحته. وتغيرت ارائه حول الاحداث لتطابق مع اهل الفسق لان الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء. بل الطبع يسرق من الطبع دون ان والطيور على اشكالها تقع. اذا كنت في قوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الاردى فترضى مع الردى وقد روي عن مالك بن دينار انه قال لختنه اي صهره يوما يا مغيرة انظر كل اخ لك وصاحب لك صديق لك لا تستفيدوا في دينك منه خيرا فانبذ عنك صحبته. فانما ذلك لك عدو لذا كان صاحب الخير خيرا من صاحب السوء. وكانت العزلة خيرا من صاحب السوء. واعلم ان صحبة الدنيا مجرد بداية. وبعدها الاجتماع مع صحبة الاخرة. فاهل النار واهل الجنة لا يساقون الى الجحيم او الى النعيم فرادى. بل زمرا وجماعات. فاجعل في دعائك اللهم ارزقني جليسا صالحا ارى في مرآته عيوب نفسي وافرح اذا اهدى الي عيوبي. ياخذ بيدي اذ استذلني الشيطان او خفت في قلبي وهج الايمان. وصلت رسالتك يا كعب فاعنا على العمل بها يا رب