الشرط الرابع هو الانقياد. الشرط الرابع. الشرط الرابع هو الانقياد. ما معنى الانقياد؟ الانقياد هو اسلام الوجه لله تعالى. ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوسطى. ما معنى يسلب وجهه الى الله يعني ينقاد لامر الله. طب لماذا خص الوجه بالذكر؟ لان الوجه اشرف الاعضاء. اذا خضع الوجه خضع سائر الجسد. وعدل بقوله الى الله ومن يسلم وجهه الى الله ليفيد ان هذا العبد سلم نفسه الى الله تسليما كاملا كما يسلم المتاع الى صاحبه. وعشان كده علي ابن ابي طالب قرأ هذه الاية قال ومن يسلم وجهه بقراءة اخرى ومن يسلم وجهه الى الله معنى الاية ان من لم يستسلم مثل هذا الاستسلام ويسلم نفسه لله يفعل به ما يشاء فهذا لم يستمسك بالعروة الوسطى. طب ما هي العروة الوسطى؟ ابن عباس قال فيها هي لا اله الا الله. العروة الوثقى من باب التمثيل. لماذا؟ انه مثل حال المتوكل على الله بحال من اراد ان يتدلى من جبل. طيب احتاط لنفسه فاستمسك باوثق عروة من حبل متين فهو لا يخاف من انقطاع هذا الحبل فيهلك. وكذلك المستسلم لامر الله المتوكل على الله لا يخاف ويوم القيامة من العذاب او الهلاك. ولا يخاف في الدنيا من الضياع. لكن هذا الانقياد له ملامح له علامات له امارات عندما تصدر عن الشريعة حكم من الاحكام يكون من العبث ان احنا نضع تبرير لهذا الحكم باراء البشر. مثلا الشريعة حرمت لحم الخنزير اكل لحم الخنزير فمن التقول على الله سبحانه وتعالى يحيي ان ربنا حرم الخنزير لانه يحتوي على الديدان الشريطية او مثلا لان الخنزير حيوان قذر يتغذى على قاذورات لان الاصل في العبادة هي التعبد وعدم التعليل. من اين جاء هذا التعليل الذي لم يرد في قرآن ولا سنة؟ مثلا اما نقول ربنا ليه فرض الصلاة؟ ربنا فرض الصلاة لتحسين الاخلاق. او نهى عن الخمر لانها تفسد العقول. او شرع الصيام عشان يحس بالفقراء او نهى عن الزنا دفعا لاختلاط الانساب. كل دي علل تسويقية. مخترعة لم يذكرها الشرع. تفتح بابا لارتكاب الحرام اذا وجدنا وسيلة نتقي بها ما يترتب عليها من الاضرار والافات. اغلب الاحكام سكت الله فيها عن ذكر الحكمة. لان الاصل في العبادة الاستسلام التعبد دون الالتفات الى المعاني والاصل في العادات الالتفات الى المعاني. اذا سلمنا ان الله هو خالق الخلق والذي له الخلق والامر هو ما لك الملك. وانك من جملة ما يملك الله سبحانه وتعالى. فله ان يأمر وينهى دون دين علة. وزي ما امرك بالصلاة صلوات محددة خمس صلوات. كل صلاة عدد معين من الركعات. وعدد اشواط في الطواف بالبيت الحرام والسعي بين الصف والمروة وكما جعل نصابا محددا للزكاة مقدار ثابت. وليس هناك اي اشكال في التسليم لهذه الاحكام وهذه تمثل اركان الاسلام فاحنا بنسلم لربنا سبحانه وتعالى في كل عباداتنا. ولابد ان نسلم لله سبحانه وتعالى في كل امورنا التي امرنا بها. فللاله ان وينهى كما يشاء الحقيقة ان المبالغة والاسراف في التفتيش عن الحكم وراء الاحكام بيجعل العبد يقع في مشكلة ضعف التسليم لامر الله. اذا لم تظهر وله الحكمة في حكم من الاحكام. كثرة افتراض علل للاحكام لم يأت بها الشرع. سيوقعك حتما في الخطأ. اذكر اني قرأت المفكر الالماني المسلم مراد هوفمان آآ انه الحجاب فرض لانه كان شعر المرأة قديما يثير الشهوة. دلوقتي الشعر لا شهوة الرجل وبالتالي ممكن المرأة تخلع الحجاب من رأسها او من على شعرها لانه ليس ضروريا ما دام انه لن يؤدي هذا الكشف الى احداث اثارة جنسية. لان هو علي الحكم الحجاب بايه؟ بالاثارة الجنسية. فلما بقية الاثارة الجنسية اصبح الحجاب ممكن ما نلبسوش. وهذا خطأ. ربنا فرض الحجاب يبقى نلتزم بالحجاب. لان هذا امر الله وهو الذي له امر وله الخلق. ابن القيم في كتاب مدارس السالكين اما شرح منزلة اسمها منزلة التعظيم كان منها حاجة اسمها تعظيم الامر والنهي. تعظيم امر الله ونهيه. واما جه يشرح تعظيم الامر والنهي قال في هذه المنزلة الا يعارض بترخص جاف ولا يعرض لتشدد غال ولا يحمل على علة توهن الانقياد. كلام صعب بس هنشرحه. يعني ايه؟ يعني هنا بيقول انه الامر والنهي. لا يتأمل فيهما علة. ما يقولش ان ربنا امر بكده لعلة ونهى عن ذلك لعلة. بعضهم تأول مثلا تحريم كما يقول ابن القيم بانه معلل بايقاع العداوة والبغضاء. فاذا امن من هذا المحذور جاز شرب الخمر. ازاي الكلام ده؟ كيف يقال هذا الكلام حتى قيل ادرها فما التحريم فيها لذاتها ولكن لاسباب تضمنها الشكر اذا لم يكن شكر يضل عن الهدى ما ان في الزجاجة او خمر. وقد بلغ هذا باقوام الى الانسلاخ من الدين جملة. بعض العلماء جعلوا تحريم ما عدا شرب خمر العنب معللا بالاسكار فله ان يشرب غير شراب خمر العنب ما شاء ما لم يسكن. وهذا فساد وخطأ. ولهذا كان الطريق القوم اي السلف الصالح عدم التعرض لعلل التكاليف. خشية هذا المحظور في بعض الاثار القديمة يا بني اسرائيل لا تقولوا لما امر ربنا ولكن قولوا بما امر ربنا. وايضا فاذا لم يمتثل الامر حتى تظهر له علته لم يكن منقادا للامر واقل درجاته ان يضعف انقياده له وكل هذا من ترك تعظيم الامر والنهي. الشرط الخامس هو يجب ان يوافق اللسان القلب. المنافقين وافقوا كلمة التوحيد قالوا لا اله الا الله لكن لم تتطابق اقوالهم مع ما في قلوبهم. فصار قبرهم كذبا وادعاء ونفاقا وخداعا. فمن قال اهذه الكلمة بلسانه وانكر مدلولها بقلبه فهذا لا ينكر. وعشان كده تعرف ان المنافقين ليه في الدرك الاسفل من النار؟ لان قلوبهم مكذبة وانما يكون العبد قائلا بلا اله الا الله اذا قالها بقلبه قبل لسانه لان الكلام محله القلب ثم ينطق به اللسان. الاخطر الشاعر المشهور يقول ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا. يعني اللسان يغترف من القلب ما فيه من معاني. فاذا قال الانسان لا لا اله الا الله بلسانه فكأنما اقترفها من قلبه. الشرط السادس الاخلاص. الا يختلط مع هذا التوحيد شرك والا يخالطه نفاق. ولا سمعة ولا رياء. في الحديث ان الله تعالى قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وفي صحيح البخاري اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة. من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه يعني يفوز بها الشفاعة من نطقت بالشهادتين معتقدا معناهما عاملا بمقتضاهما اجمالا ولو كان عاصيا لان حتى النبي صلى الله عليه وسلم يقول شفاعتي لاهل الكبائر من امتي مش مطلوب تبقى معصوم لكن تخلص في قول لا اله الا الله. وتعمل بهما ما استطعت. ابن رجب لفت النظر الى ان النصوص النبوية التي فيها خالصا من قلبه تفيد اهمية عمل القلب. فيه لطيفة جدا هنا لطيفة انا لطيف وجميل. كلمة التوحيد كلمة الشهادة حروفها جوفية. ليس فيها شيء من الحروف الشفهية يعني ايه؟ لا اله الا الله. تأتي كلها من اعماق الجوف من القلب لا من الشفتين. ما فيش ولا حرف في شهادة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله ينطق من الشفتين. لأ لا اله الا الله. كلها حروف تأتي من الجوف. يعني من الاعماق لتفيد الاخلاص. اشارة اخرى ان كل حروف شبه التوحيد مجردة من النقط. ما فيش ولا نقطة فيها. لا اله الا الله ليس فيها نقاط اشارة لتجرد قائلها من كل ما لا يرضي ربه. الشرط السابع والاخير المحبة. وحب الله تعالى من اعظم مقامات العبودية بل هو الاصل. ابن القيم يقول اصل العبادة محبة الله. بل افراده بالمحبة. وان يكون الحب كله لله فلا معه سواه وانما يحب لاجله وفيه. يعني حتى اما تحب مراتك او تحب ولادك او تحب بلدك او ارضك تحبها اجل الله وفي الله ولان الله امرك بهذا الحب. محبة الله لها علامات. كل ما لم من لم يحقق هذه العلامات فمحبة او ناقصة. ذو النون سئل. متى احب ربي؟ قال اذا كان ما يبغضه ربك عندك امر من الصبر يعني تكره ما يكره الله سبحانه وتعالى. وقال رويدا المحبة الموافقة. الموافقة في كل الاحوال ولتوافق امر الله في كل الاحوال. يحيى ابن معاذ يقول ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده. ابن يقول فاذا استقرت المحبة في القلب استدعت من المحب ايثار محبوبه على غيره. وهذا الايثار علامة ثبوتها وصحتها