الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين قال حافظ المنذري رحمه الله تعالى في مختصره على صحيح الامام مسلم تحت كتاب الامارة باب الامر بالوفاء ببيعة الخلفاء الاول فالاول عن عبدالرحمن بن عبد رب الكعبة قال دخلت المسجد فاذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فاتيتهم فجلست اليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسره اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي. ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ان استطاع. فان جاء اخر ينازعه فاضربه عنق الاخر فدنوت منه فقلت له انشدك الله انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فاهوى الى اذنيه وقلبه بيديه وقال سمعته اذناي ووعاه قلبي. فقلت له هذا ابن عمك معاوية رضي الله عنه يأمرنا ان نأكل اموالنا بيننا بالباطل ونقتل انفسنا والله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منك قم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما قال فسكت ساعة ثم قال اطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم انا نسألك الهدى والسداد يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد اورد المصنف رحمه الله تحت هذه الترجمة الامر بالوفاء ببيعة الخلفاء الاول فالاول حديثين الاول يرويه ابو حازم عن ابي هريرة والثاني يرويه عبدالرحمن ابن عبد رب الكعبة عن عبدالله بن عمرو بن العاص وتقدم الكلام على الحديث الاول اما الثاني فيقول عبد الرحمن ابن عبد رب الكعبة دخلت المسجد اي الحرام فاذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما جالسا في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه مجتمعون عليه يتلقون عنه يأخذون عنه حديث رسول الله وصلى الله عليه وسلم قال فاتيتهم فجلست اليه فقال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسره اي ان عندما نزلنا ذلك المنزل كل منا اتجه الى امر منا من اخذ يمرن نفسه على الرماية هو الذي ذكر بقوله ينتظر يمرن نفسه على الرماية ويدرب نفسه على الرماية ومنا من انشغل في خباءه يعني خيمته ومأواه و البيت الذي يصنع من الشعر يستتر به عن الاعين او عن الهواء او عن البرد او نحو ذلك ومنا من هو مشغول في جسره مشغول بامور الماشية مشغول بامور الماشية ورعايتها وايوائها الى ما مبيتها فكل في امر فبين نحن كذلك اذ منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة طلب اجتماعهم اليه صلوات الله وسلامه عليه قال فاجتمعن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم هذا شأن جميع الانبياء فهم نصحاء لامتهم غاية النصح ما تركوا من خير الا دلوا اممهم عليه ولا شر الا وحذروا اممهم منه وهذا غاية النصح فكانوا نصحاء لاممهم غاية النصح ارشدوهم الى كل خير وحذروهم من كل شر وهذا الصنيع هو حق على الانبياء واجب عليهم وقد وفوا بهذا الواجب وقاموا به اتم قيام فبلغوا البلاغ المبين ونصحوا اممهم وما تركوا من خير الا ودلوا اممهم عليه ولا من شر الا وحذروا اممهم منه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين قال وان امتكم امة محمد عليه الصلاة والسلام هذه جعل عافيتها في اولها جعل عافيتها في اولها في اولها اي في صدر هذه الامة في زمن الرعيل الاول والعافية يراد بها السلامة يراد بها السلامة ليس فيها فتن في عافية من الفتن وسلامة جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها اي تبدأ الفتن تتوالى والمحن تتلالى تتالى واحدة تلو الاخرى لكن صدر الامة كان في عافية صدر الامة كان في عافية الفتن بدأت تشرئب وتظهر من بعد مقتل الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه وارضاه كانت الامة في عافية من الفتن ثم انفتح باب باب باب الفتنة وبدأت الفتن تظهر واحدة تلو الاخرى ثم اذا ظهرت فتنة تكون شديدة لكن يأتي بعدها فتنة اشد منها فيرى الناس ان تلك الفتنة الاولى ما كانت شيء كانت خفيفة نظرا الى الفتنة الاشد ثم يأتي ايضا تلوها فتنة اخرى وهكذا يرقق ترقق الفتن بعضها بعضا قال وسيصيب اخرها امور بلاء وامور تنكرونها وتجيء فتنة الامور التي ينكرها الناس هذه هي الفتن الفتن التي تشرئب والنبي عليه الصلاة والسلام تكاثرت عنها الاحاديث في التحذير من الفتن وفي الدلالة على الطريقة الصحيحة للسلامة من الفتن والواجب على المسلم ان يقف على هذه الاحاديث حتى يتحصن بها من الفتن لان الفتن لما تأتي تأتي عاصفة جارفة مهلكة وتأتي ايظا مظلمة لكن اذا تحصن المسلم بالسنة عوفي باذن الله سبحانه وتعالى. ولهذا فان هناك احاديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام موضوعها هو طريقة السلامة من الفتن طريقة السلامة من الفتن كيف يسلم من الفتن فذكر النبي عليه الصلاة والسلام قواعد واصول مهمة نافعة بسلامة الامة من الفتن فمن وفق من وفق لذلك هدي باذن الله من ذلك امره عليه الصلاة والسلام بالتعوذ من الفتن قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. قال الصحابة نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ولهذا فان هذه الدعوة ينبغي ان ان يعتني بها المسلم تعوذ بالله سبحانه وتعالى من الفتن سؤال الله ان يعيده من الفتن ولعظم شأن هذا التعوذ امرنا به دبر كل صلاة قبل ان نسلم ومن ذلك ايضا تجنب الفتن وعدم الاستشراف لها والبعد عن مواطنها قد قال عليه الصلاة والسلام ان السعيد لمن جنب الفتن فيحرص على تجنبها عدم الاستشراف لها فجاء عنه عليه الصلاة والسلام احاديث تعين المسلم على الوقاية والسلامة من الفتن والنجاة منها ولهذا لما نقرأ هنا انها تجيه فتن وآآ يرقق بعضها بعضا وكل ما جاءت فتنة آآ يقول المسلم هذه مهلكتي في المقام نفسه ينبغي ان يستحضر الانسان ما يعيذه ويقيه ويسلمه من الفتن بما جاء عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام من احاديث عظيمة في هذا الباب قال تجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا تجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا. ما معنى هذا؟ اي تأتي فتنة عظيمة ياه ياه يا تقلق الناس ويشتد امرها عليهم ثم تذهب وتأتي اخرى اشد منها فبالنظر الى تلك الاولى مقارنة بالجديدة تكون دي تلك رقيقة قليلة اخف فيرقق بعضها بعضا كل ما جاءت فتنة رققت التي قبلها وهذا فيه تنبيه على ان الفتن تتوالى تشتد على الناس قال وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه. يعني هذه اشد لان الثانية رققت ماذا الاولى فيقول هذه هذه في الاولى كان يقول هذه مهلكتي ولما اذهبها الله سبحانه وتعالى قال هذه هذه هي المهلكة لانه رآها اشد من سابقتها فهذا الاخبار من النبي عليه الصلاة والسلام ليس اخبارا عن مجرد معلومات ان فتن ستأتي وسيرقق بعضها بعضا وانما حتى ينتبه المسلم و يطلب لنفسه العافية من الفتن والسلامة منها فهي اتية وتتوالى لكن من يعتصم بالله هدي الى صراط مستقيم. وسلمه الله ونجاه مهما عظمت الفتنة وكبرت ينجيه الله اذا اعتصم بالله واخذ بالسبل الشرعية في ضوء احاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وحذر من الاستشراف الفتن ثم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام امرين عظيمين عظيمين للغاية جدا في هذا المقام مقام التحذير من الفتن وخطورة الفتن وان الفتن ستتوالى على الناس ويرقق بعضها بعضا وتجيء الواحدة فيقول المرء هذه مهلكتي ثم تجيء الاخرى فيقول هذه هذه بهذا السياق ذكر عليه الصلاة والسلام امرين عظيمين للغاية هما من جوامع الكلم ومن عظيم النصح وبالغه قال عليه الصلاة والسلام فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة هذا السالم من الفتن هذا السالم من الفتن الذي تأتي الفتن فلا تضره باذن الله ويحفظ ويوقى منها والاتي ذكره ومن الدواء النافع للسلامة من الفتن من الدواء النافع للسلامة من الفتن والنجاة منها قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة وهذا هو الفوز المبين هذا هو الفوز العظيم كما قال الله عز وجل فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متى الغرور اي فلا تغرنكم ولا تغرنكم فتنها وزخرفها وزينتها لا يغرنكم شيء من ذلك متاع الغرور فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز هنا يقول عليه الصلاة والسلام فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة من احب كل واحد يقول نعم احب ذلك لكن لا يكفي مجرد احب ذلك او اتمنى ذلك ما يكفي ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. من يريد الزحزحة فليعمل العمل الذي تكون به هذه الزحزة قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فليعتني بامرين عناية عظيمة عناية تامة ينال باذن الله عز وجل هذه الزحزحة امرين انظروا النصح العظيم وهذا من جوامع الكلم من جوامع كلمة النبي عليه الصلاة هذه الكلمات معدودة في جوامع كلمة لخص لك واختصر لك باب النجاة والزحزحة من النار ودخول الجنة في امرين فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هذا الامر الاول فلتأتي منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر. والله كلام عظيم جدا فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر ما معنى ذلك والمنية لا يدري الانسان متى تأتيه قد تأتيه بعد يوم وقد تأتيه بعد ستين سنة ما يدري متى تأتي المنية اذن كيف يحقق هذا ان تأتيه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هذا مثل قوله قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون والانسان لا يدري متى يموت فهنا يقول فلتأتي منيته المنية الموت وهو يؤمن بالله واليوم الاخر المعنى ان يكون الايمان بالله واليوم الاخر هو شغلك الشاغل في الحياة هذا هو المعنى ان يكون الايمان بالله واليوم الاخر هو شغلك فاذا جاء الموت في اي لحظة فاذا بك على هذا الامر منشغلا به هو همك وبغيتك ولهذا تجد احاديث كثيرة جدا عن نبينا عليه الصلاة والسلام في مقام الترغيب وفي وفي مقام الترهيب يقول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر وفي القرآن ايات كثيرة يجمع فيها بين الايمان بالله والايمان باليوم الاخر في في مقام الترغيب وفي مقام الترهيب ماذا تستفيد من ذلك في في المداواة التي الحديث آآ متعلق بها او او جاء في في في شأنها شأن هذه المداواة لما يكون هذا الايمان بالله وباليوم الاخر هو شغل المرء الشاغل هو الذي في قلبه هذا هو الصلاح لان الصلاح منبعه القلب الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله واعظم ما تستصلح به القلوب والايمان بالله واليوم الاخر بل هو اساس صلاح القلوب فاذا كان هذا هو الذي في القلب الايمان بالله وباليوم الاخر فتجد من كان كذلك كل امر يواجهه في في هذه الحياة يقيسه بماذا يقيس بهذا الاصل يعمل يعمل في ضوء هذا الاصل بالله يؤمن بالله لان الله عز وجل هو المعبود المقصود بالعمل الملتجأ اليه فهو يؤمن بالله اعماله لله غايته في هذه الحياة نيل رضا الله سبحانه وتعالى فينظر في كل امر هل هو مما ينال به رضا الله او لا ليس عنده امور اخرى هدفه رضا الله يطلب رضا الله سبحانه وتعالى. وهذا هو غاية غايته وبغيته في هذه الحياة الله عبادة ذلا خضوعا طلبا لرضا الله سبحانه وتعالى والايمان باليوم الاخر هذا دار الجزاء فدائما يذكر نفسه بانه ماذا سيقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وان الله سيحاسبه على عمله فالايمان باليوم الاخر حاظر معه في كل تصرفاته كل ما اراد ان يخطو خطوة يذكر نفسه هل يسره ان يلقى الله بها ولننتبه لهذه الجملة كل ما يخطو خطوة هل يسره ان يلقى الله بها جمعت الامرين الايمان بالله واليوم الاخر وهذا هو المقصود ان الانسان يداوي نفسه بايمانه بهذين الاصلين الايمان بالله واليوم الاخر ولهذا جاءت المداواة بهما في احاديث كثيرة جدا نصوص كثيرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام لان هذين الاصلين هما اعظم ما تداوى به القلوب ويستصلح بها العباد قال عليه الصلاة والسلام فلتأته منية وهو يؤمن بالله واليوم الاخر هنا ايضا ننتبه لامر مهم الايمان بالله واليوم الاخر عندما يسمعها كثير من الناس يقول انا مؤمن بالله واليوم الاخر انا مؤمن بالله واليوم الاخر لكن الايمان بالله واليوم الاخر رتب ودرجات وكل ما قوي هذا الايمان بالله وباليوم الاخر زاد الصلاح فالصلاح زيادته وظعفه راجع الى هذين الاصلين كل ما قوي الايمان بالله واليوم الاخر زاد صلاح العبد. كل ما ضعف ضعف ولهذا الايمان بالله درجات ومثل ما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف وكل ما ازدادت المعرفة بالله وازدادت المعرفة باليوم الاخر زاد حظه من الصلاة هذا يفيدنا ماذا اهمية علم الاعتقاد ودراسة العقيدة وشغل الاوقات الكثيرة في دراسة العقيدة وايات الاعتقاد واحاديث الاعتقاد ولهذا كثير من الائمة رحمهم الله الفوا مصنفات في العقيدة في الايمان اصول الدين الفوا مؤلفات في الايمان بالله اسماء الله وصفاته والتعريف بالله وبعظمته كله من من اجل تحقيق ذلك والفوا مصنفات ايضا في الايمان باليوم الاخر وانت ترى نفسك عندما تقرأ كتبا في الايمان بالله معرفة لك بالله واسمائه وصفاته جل في علاه ازددت محبة له وتعظيما وقربا وتقربا وطاعة لله عز وجل واذا قرأت ايظا عن الايمان باليوم الاخر التفاصيل التي فيه والثواب والعقاب والجنة والنار والاهوال والشدائد وجدت نفسك اقبلت على الاستعداد لذلك اليوم الايمان بالله واليوم الاخر اعظم ما تستصلح به القلوب واعظم ما يكون به النجاة من الفتن بل هو الاساس بل هو اساس النجاة اساس النجاة والسلامة في الدنيا والاخرة هذه واحدة الثانية قال عليه الصلاة والسلام وليأت الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. والله ما اعظم هذا الكلام ان يأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه والله ثم والله كل من دخلوا في الفتن وخاصة من اصلوها واسسوها ما عملوا بهذا والله ولا عرفوه ما عملوا بهذا ولا عرفوه وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ذاك الذي ينشغل بكيد ومكر وتخطيط واشياء يهلك بها الناس هو هو اصلا بعيد كل البعد ان وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه هل الانسان يحب ان يكاد له هل يحب ان يورط وان يدخل في شر ان يدخل في امور مهلكة له ان يدخل في اه بلايا ما احد يريد ذلك لنفسه لكن لما اشربت قلوب اقوام بالفتن وبعدوا وبعدوا عن قواعد الدين واصوله واسسه وهداياته وهديه القويم اصبحوا ليسوا فقط آآ داخلين في الفتن بل اصبحوا مأصلين لها ويؤسسونها وينشرونها في الناس بعظ الناس اه يرى الفتنة فيكون اه تجرفه ويدخل فيها. وبعظ الناس هو المؤسس لها واصلا ما جاءت الفتنة الا منه. وهو الذي اسسه وانشأها وابتلى بها اقواما او او اوقع فيها اقواما ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه لابد لابد من مزيد توضيح حتى نتعاون على يعني فهم هذا هذا كلام عظيم جدا عظيم للغاية الان لما نقول آآ لما يقول نبينا عليه الصلاة والسلام وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه هذي قاعدة قاعدة قاعدة القواعد في التعامل مع الناس الجامعة في هذا الباب واذا عمل بها المرء عمل بهذا الحديث اذا عمل بهذا الحديث ليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه فقد اتى من الاخلاق باعلاها. وجمعت له الاخلاق اذا اتى اذا عمل بهذا الحديث اصبحت اخلاقه مع الناس اعلى الاخلاق وليأتي الى الناس ما يحب ان يؤتى اليه كيف يكون هذا؟ انظر انظر القاعدة في كل باب مثلا مع الوالدين كيف تأتي الى والديك الذي تحب ان يؤتى اليك مباشرة قدر نفسك انك انت الاب اي موقف تريد ان تتعامل مع والديك قدر نفسك انك انت الاب او انك انت الام ماذا تريد من ولدك تنظر الاسلوب الذي ستعاملهم به هل ترضاه لنفسك لو كنت ابا هل ترضاه لنفسك لو كنت اما او لا ترضى ان كنت لا ترضاه فلا تعمل به وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه اذا اردت ان تتعامل مع استاذك قدر نفسك انك انت الاستاذ هل الاسلوب الذي ستتعامل مع استاذك به ترضاه لنفسك لو كنت انت الاستاذ لو تريد ان تتعامل مع طالبا من طلابك ايها الاستاذ قدر نفسك انك انت الطالب هل تريد هل ترغب هذا الاسلوب ترضاه لو كنت طالبا عندما تريد ان تشتري من الباعة بيع وشراء قدر نفسك انت انك انت البائع هل اسلوب تراه مناسبا؟ في كل تعامل تتعامل به مع الناس تأتي الى الناس الذي تحب ان يؤتى اليك الذي تحب ان يؤتى اليك وفي مقام التعليم الدعوة النصح في كل المقامات تأتي الى الناس الذي تحب ان ان يؤتى اليك هذا في التعامل يجمع مع هذا الحديث حديث اخر عظيم ايضا في بابه وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فاذا اجتمع للانسان في قلبه يحب لاخيه ما يحب لنفسه وفي ظاهر عمله يأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. كيف ترون هذا في الصلاح هذا هو هو هو غاية الصلاح في التعامل مع الخلق والاحسان غاية الاحسان في التعامل مع الخلق ولهذا هذا معدود في جوامع كلم النبي في جوامع كلم النبي الكريم آآ عليه صلوات الله وسلامه قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه بعض العلماء اشار الى امر والحديث عام لكن الاشارة صحيحة بعض العلماء في شرحه للحديث اشار الى الامر قال وليأتي الى الناس قال الامراء وليأتي الى الناس قالوا الامراء طبعا الحديث ماذا حديث جامع لكن لما لما كان سياق الحديث فتن والعلاقة مع الولاة لانه سيأتي بعده مباشرة ومن بايع اماما ومن بايع اماما سيأتي بعده مباشرة فبعض اهل العلم قال وليأتي الى الناس قال الامراء الحديث آآ يتناول كل الناس على عمومهم لكن هذا من الافراد الداخلة في هذا العموم دخولا اوليا للسياق الذي في الحديث. هذا الذي جعل بعض اهل العلم يقول الامراء الناس وهذا ايضا يفيد فائدة عظيمة جدا في الصلاح الذي يكون بين الراعي والرعية التزام الرعية للحق حق الراعي الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه بمعنى لما يريد الانسان ان يعامل اميرا فليقدر نفسه لو كان هو الامير ما الذي يحب ان يعامل به حتى في اخطاء الانسان حتى في اخطاء الانسان انت الان في نفسك دعك مثلا من امارة وغيره انت في نفسك الان لو اخطأت في تعامل مع بعض اخوانك خطأ شديد او غير شديد كيف تحب ان يعالج خطأك بعض التصرفات التي تصرفها اخوانك في معالجة في معالجة خطأك تؤذيك وتجعلك ما تقبل منه وتجعل في نفسك شيئا عليه لكن اذا لكن اذا سلكت المسالك الشرعية التي التي هي التي يدل عليها هذا الحديث تأتي الى الناس الذي يحب تحب ان يؤتى اليك يعني اذا كنت انت المخطئ ماذا تحب ان يعالج به خطأك فبعض اهل العلم قال الناس الامراء الامرا والائمة والولاة والمعنى ان الامير او الوالي يعامل بالمعاملة التي يحب المرء ان يعامل بها لو كان في مقامه لو كان في مكانه ما الذي يحبني ان يعامل بها قال ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه بايع اماما البيعة كما يدل هذا الحديث تتناول امرين او تتحقق بامرين اعطاء صفقة اليد يعني وضع اليد على اليد للمبايعة اطار صفقة اليد هذا امر والامر الثاني ثمرة القلب ما معنى ثمرة القلب اي التزامه في قلبه في قرارة نفسه التزامه في قلبه بالبيعة وترك وترك الغش والخديعة كن في قلبه من الداخل بيعة صحيحة لا ان يكون بيعة في الظاهر فالقلب شيء اخر الظاهر بيعة وفي الداخل غش خديعة فاذا قول اعطاه صفقة يده وثمرة قلبه يعني بايعه البيعة الصحيحة بالقلب صدقا في المبايعة وفي ماذا؟ الظاهر اه عملا بهذه المبايعة ولهذا المبايعة فيها ظاهر وباطن والباطن هو الصدق والسلامة من الغش والخديعة فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه انا اريد ان ننتبه ان نقرأ هذا الكلام كله يؤسس للسلامة من الفتن لابد ان نفهم هذا. هذا كله يؤسس للسلامة من الفتن. اذا خرج الانسان بالاهواء عن هذه الهدايات وقع في الفتن لا بد ان نفهم هذا. الان الان السياق كله سياق فتن كبيرة يرقق بعضها بعضا نحن الان لما كنا نسمع قبل قليل فتن دخل نخوف كبيرة مهلكة وتأتي الواحدة والاخرى اشد منها كيف ننجو هذا النجاة هذه النجاة لا بد نفهم هذا الكلام الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام ونعمل به حتى ننجو اذا خرج انسان عن هذا التقعيد والتأصيل العظيم وآآ اخذ يرى اراء ولا يدبر امور ويخطط اشياء خرج عن ودخل في الفتنة شاء ام ابى وربما يظن انه يصلح وهو يفسد ربما يظن انه من المصلحين وهم من المفسدين فما تكون النجاة الا بهذا؟ هذا الذي قاله النبي عليه الصلاة والسلام فتن كبار عظام مهما كانت والله اذا عمل الانسان بهذا هذا الذي في الحديث الذي امامنا والله ينجوا ينجو نجاة تامة اذا عمل ومهما كبرت الفتن ولهذا لا يستهين المرء بهذا بهذا الكلام العظيم المهم للغاية للنجاة من الفتن قال فليطعه فليطعه ان استطعت فليطعه ان استطاع الاستطاعة في الطاعة في كل طاعة صلي قائما ها فان لم تستطع فقاعدا فليطعه ما استطع ما دمت مستطيع اطعه فليطعه ما استطاع فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر ما دمتم على بيعة ومع امام اموركم مع مع هذا الامام جاء اخر وخرج على هذا الامام ونزع اليد من الطاعة اه بايعه مثلا اناس قال فاقتلوا الاخر لان هذا هذا بشقه العصا بدأ يؤسس لفتنة تهلك الناس تراق فيها الدماء وتحصل شرور ويحصل فتن عظام فيتخلص منه قال عليه الصلاة والسلام فان جاء اخر ينازعه فاضربوا عنق الاخر ضرب عنق الاخر هو وأد للفتنة في مهدها ان هذا فتنة هذا فهذا وأد للفتنة في في مهده وقظى عليها الكلام الذي مر الكلام الذي مر ذكرا للفتن وخطورتها ثم ذكرا للدواء لان كل ما ذكر هو دواء علاج فتن كبار حذر منها ثم ذكر العلاج والعلاج عظيم جدا فالكلام الذي مر كلام عظيم عبدالرحمن ابن عبد رب الكعبة الراوي لهذا الحديث عن عبد الله ابن عمر اخذ هذا الكلام من قلبه مأخذ عظيم جدا فهم كلام عظيم للغاية فهمه فقال لعبد الله ابن عمرو ابن العاص انشدك الله انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلام يعني عظيم جدا في ذكر الفتن والنجاة منها والسلامة. انشدك الله انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا ايضا ننتبه الى شيء فهذا في هذا السؤال بالله انك تأكد اولا من ثبوت الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأكد هذا قال هذا يتأكد الان من صحة الخبر تأكد من صحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صح الخبر ماذا اعمل به لا تتجاوز ابدا لا تمل عنه مهما كانت الامور مهما كانت الامور ابن تيمية رحمه الله كان كثيرا ما يقول من فارق الدليل ضل السبيل من فارق الدليل ضل السبيل وكانوا يقولون قديما من كان على الاثر فهو على الطريق فاذا عرفت الحديث الزمه واعمل به. لاجل هذا قال عبد الرحمن انشدك الله انشدك الله انت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهوى اي عبد الله بن عمرو بن العاص الى اذنيه اهوى الى اذنيه والى قلبه هكذا اهو الى اذنيه والى قلبه يشير الى اذنه ويشير الى الى قلبه اهوى الى اذنيه وقلبه بيديه مش مش بواحدة يشير بيديه الى اذنيه والى قلبه وهو يقول سمعته اذناي ووعاه قلبي سمعته اذناي ووعاه قلبي رضي الله عنه وارضاه عن الصحابة اجمعين فهم الخبر فقلت له هذا ابن عمك معاوية رضي الله عنه وارضاه يأمرنا ان نأكل اموالنا بيننا بالباطل ونقتل انفسنا والله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما هذا الذي ذكر عبدالرحمن رحمه الله عن معاوية رضي الله عنه كلام لا ينبغي ان يقال في مثل معاوية لا ينبغي ان يقال في مثل معاوية رضي الله عنه وارضاه ولهذا هذا القول الذي قاله عبدالرحمن هو حسب ظنه حسب ظنه حسب فهمه احيانا تأتي بعض الامور يقولها المرء بناء على فهمه يعني مثلا اذا كان اذا كان مثلا الوالي يأخذ الزكاة يجبي الزكاة ممكن بعضهم يقول يظلمنا يأخذ اموالنا هذا فهمه هذا فهمه وهذا له نظائر كثير فقوله آآ في معاوية هذا الذي قال هذا حسب ظنه حسب ظنه اه ومعاوية رضي الله عنه من قرأ سيرته لم يعرف من حاله ولا من سيرته شيء مما مما ذكر لم يعرف من حاله ولا من سيرته شيء مما ذكر وسيرة معروفة رضي الله عنه سيرة معروفة وكلام ائمة السلف في في في مناقبه وفضله ومكانته العظيمة معروفة وقد قال بعض السلف معاوية ستر معاوية ستر من هتك هتك ما وراءه وعموما الصحابة لهم مقام عظيم جدا ينبغي ان يحفظ لهم ثم ايظا لو وجدت اخطاء وليس منهم احد معصوم يتعامل مع الاخطاء في حدودها لكن ان ينزل على معاوية هذه الاية ايه الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما هذا ما ينبغي ان يقال في في مثل معاوية رضي الله عنه آآ الحاصل لما سأل هذا السؤال اجاب عبدالله بن عمرو في ماذا ينبغي ان يكون عليه المرء اذا امره الوالي بمعصية اذا امره الوالي بمعصية قال اطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال اطعه في طاعة الله واصيفهم في معصية الله هذه قاعدة بالتعامل مع عموم آآ عموم الولاة يطاع في طاعة الله ويعصى في معصية الله اذا امر بمعصية لله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين