اهداف الكتاب السبعة الم تسألوا انفسكم يوما هذا السؤال؟ لماذا فرض الله الحج مرة واحدة في العمر فحسب بعكس الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات. كان المراد ان تتعلموا كيف تشحذون هممكم وتجمعون طاقاتكم لان الفرصة قد لا تتكرر. والتجربة قد تكون الاولى والاخيرة. ولعل هذا والسر في اشتراط الاسلام شرط الاستطاعة لاداء فريضة الحج. ليتمكن صاحبها من ادائها باتقان واحساس لانها فريضة ستؤدى مرة واحدة في العمر كله. فلا تفوتنكم اهداف هذه الرحلة. عضوا عليها بالنواجذ. واحد متعة روحية. ان يكون حجكم متعة روحية هائلة عن طريق فهم اسراره ورموزه وسبر اغواره وحكمه. فتنفتح لكم افاق التخطيط بعناية وجدية لرحلة مباركة مليئة بالنفع والخير والمعاني التي لن تذوقوها قبل اليوم اثنان كسر الرتابة. الا يتحول حجكم الى حركات لا روح فيها. ومناسك لا من ورائها في زمن تحولت فيه كثير من العبادات الى لون من الالية والتكرار. ونمط من العادات الرتيبة تجعل الكثيرين لا يحسون باي فارق قبل الطاعة وبعدها. حتى تحول الحج عند هؤلاء الى حمل ثقيل يريد المرء منه ان يلقيه عن عاتقه فحسب. ثلاثة حلاوة المشقة. ان تخف المناسك الشاقة بل تحلو في عيونكم وتلذ في قلوبكم. وتغلب حلاوتها مشقتها وتهزم لذتها صعوبتها. اربعة مضاعفة الثواب. ان تعددوا نواياكم لتعظموا اجوركم وتضاعفوا ثوابكم. فكم من حاج رافق حاجا وبين ثوابهما ابعد ما بين السماء والارض. لان عبادات القلوب لا حد لثوابها. ولا منتهى لمضاعفاتها. الكل في الحج يتعب لكن الاجور تتفاوت والدرجات تتوزع بحسب محتوى القلوب ومكنون الضمائر. قال ابن طيب تفاضل الاعمال عند الله بتفاضل ما في القلوب من الايمان والاخلاص والمحبة وتوابعها خمسة ثمرة التقوى. ان تعظموا شعائر الله وتزيدوا مهابتها في بكم لتجنوا في نهاية رحلتكم المباركة ثمرة التقوى حلوة شهية. ذلك وما يعوم شعائر الله. فانها من تقوى القلوب ستة ايقاظ المشاعر. ايقاظ المشاعر. ايقاظ المشاعر. ان تغتنموا هذه الفرصة العظيمة المتمثلة في زيارة هذه البقاع الطاهرة. فتوقف مشاعركم التي اخمدتها رياح المادية وتنسلخوا من عبودية الدنيا وتتحرروا من قيودها الصارمة فانكم ان لم تفعلوها استحكم المرض واعي الداء. وكنتم في امس الحاجة الى ان تقرأوا مثل هذه الرسالة. عسى الله ان يشرح بها الصدور. ويبعث فبها من في القبور. الحج تجارة ايام تجلب ربح اعوام. فكيف لا يغتدمه عاقل ويزهب فيه تاجر. سبعة الحكم الالهية. ان تغوص في عمق التجربة في محاولة بشرية متواضعة مني لاستخراج الحكم الالهية من هذه العبادة الربانية. التي كلما امعنت فيها النظر انهمرت علي العبر. ان اصبت فيها فمن الله. وان اخطأت فمن نفسي والشيطان. صحيح ان الاصل في العبادات التعبد دون الالتفات الى المعاني وان الغاية منها العبودية الكاملة لله الخضوع له وان العبد لا يحق له ان يسأل سيده عن سر تكليفه لكن هذا كله لا يمنع ابدا من معرفة الحكم والتماسها. خاصة وان الذي فرض علينا هذه العبادات نص على بعض حكمها فقال عز وجل عن الفحشاء والمنكر. وقال تعالى صدقة تطهر وتزكيهم بها. وقال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبل لعلكم تتقون