الاحرام من الميقات. واما الاحرام من الميقات فاعلم ان لحظة الاحرام من اهم اللحظات لانها البداية وفساد النهايات من فساد البدايات. فتحرى الاخلاص باقصى ما اتستطيع ونق القلب من اي مراد سوى الله. مستعينا في ذلك بالدعاء الذي دعا به نبيك صلى الله عليه وسلم. الله حجة لا رياء فيها ولا سمعة لا يغتال طاعات المرء شيء مثل الرياء. فهو قادر على ان يجعل كل عباداتك ومجهوداتك كالهباء ولذا كان هذا الدعاء من الادعية القليلة التي ورد فيها لفظ الرياء وقد ورد في عبادة الحج. اشارة الى تعرضه لهذه الافة ورسالة خاصة الى هواة التصوير والتقاط الصور عند كل عمل صالح. وخاصة في موسم الحج وعند لاداء المناسك. اليكم هذا التحذير من اختلاط نياتكم وضياع ثوابكم انتهى وانتم في امر اخلاصكم يقول الامام القرافي قال الله تعالى ولم يقل في الصلاة وغيرها لله. لانهما اي الحج والعمرة مما يكثر الرياء فيهما جدا ويدل على ذلك الاستقراء حتى ان كثيرا من الحجاج لا يكاد يسمع حديثا في شيء من ذلك الا ذكر ما اتفق له او لغيره في حجه. فلما كان مظنة الرياء قيل فيهما لله اعتناء بالاخلاص بوصولك الى الميقات ان الله تعالى يؤهلك للقدوم عليه. والقرب من حضرته فالزم الادب معه لتكون اهلا لاقباله عليك بمزيد الاحسان. وعظيم الانعام. واعلم واعلم ان الميقات اصل فاصل بين الارض التي تحل فيها محظورات الاحرام لانك غير متلبس فيها بنسك وبين الارض التي تحظر فيها لانك قد تلبست بالنسك. واعلم واعلم انك ستتحلل من احرامك عما قريب لك هذه المحظورات. فتذكر ساعتها ميقات الدنيا بما فيه من تعب ومحرمات ونصب ومحظورات وكيف ان هذا الميقات ما هو الا منزل مؤقت. ومعبر موصل الى مكان اخر يحل لك فيه كل ما حرم عليك وتنعم فيه بكل ما حرمت منه في الدنيا الا انها الجنة