ثانيا قبل الرحلة. قبل الرحلة. قبل الرحلة. عبادات قلبية. هذه خمس عبادات قلبية. لابد لك منها حتى تجني في مرار رحلتك وتحصد غراس تعبك. واحد الفهم. الفهم. افهم شرف هذا البيت الذي نذهب لزيارته ولو لم يكن له شرف الا اضافة الله اياه الى نفسه بقوله وطهر بيتي لكفى بهذه الاضافة فضلا وشرفا. بل ونصبه مقصدا لعباده. وجعل ما حوله حرم التعظيم لامره فاستشعر بركة هذا البيت. فمن بركته ان حجارته وضعتها يد ابراهيم عليه السلام ولد اسماعيل عليه السلام عند بنائه. ثم يد محمد صلى الله عليه وسلم عند وضعه للحجر الاسود ومن بركته اختيار الله له. ولله در الشيخ الشعراوي رحمه الله. حين قال واذا كانت المساجد في جميع بقاع الارض بيوت الله وفيها نتقرب اليه بالجماعة والاجتماع على الذكر والاعتكاف مع انها بيوت الله ولكن باختيار عباده فكيف يكون التقرب الى الله في بيته الذي اختاره. ومن بركته ان الصلاة فيه الف صلاة وكذلك الحسنة بمائة الف. بينما في غيره بعشر حسنات. ومن بركته انك تمتنع فيه عن الاثام وتلزم الانابة. ومن بركته اتساع المكان فيه لهذه الافواج الهائلة والجموع الحاشدة ومن بركته اتساع القلوب فيه لتحمل الزحام. ومن بركته ان الافئدة تهوي فيه استجابة لدعوة ابراهيم عليه السلام. فاجعل الافئدة من الناس تهوي اليهم. فافهم معنى افئدة لتدرك ان الرحلة ليست رحلة اجساد غائبة بل رحلة قلوب مشتاقة وارواح منقادة تنجذب الى بيت الحبيب رغما عنها وتسعى اليه دون ان تشعر ليست العبرة اذا بسفر ابدان لم يسبقه سفر قلوب وافئدة. وهذا يفسر لك الفارق الشاسع بين شيخ كبير تلذذوا بمناسك الحج وشاب يتبرم بها ويشتكي من مشقتها. لان الفؤاد اذا ارتاح لم يتعب الجسد. بل ربما فما استلذ بالتعب. ومن الفهم ان تفهم ان الله قد اختارك من وسط مئات الملايين لتنال شرف الزيارة وتشهد كرامة اللقاء. فكم من كافر على وجه الارض حرم نعمة الاسلام. وكم من عظيم ورئيس ان اغلق دونه الباب. فقد اختارك الله دون الكثيرين واختصك بالفضل من غيرك من المسلمين. بل ذل لك كل العقبات فلم يمنعك ضعف صحة او قلة مال او كثرة عيال فما اعظم كرامتك على الله وما اغلى مكانتك عنده