اربعة العجز العجز من العزل مفارقة راحتك ورفاهيتك التي كنت تجدها في طلبا لثواب الله. ومن العزم من العزم ان تجعل عملك خالصا لوجه الله. فلا تحج طلبا سمعتي او الشهرة او سعي للمنفعة والتجارة. نعم. يحل لك في الحج ان تتاجر على الا يكون ذلك مقصدك في الاساس وبهذا يكون سفر الحج خير الاسفار على الاطلاق. ولذا حين رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفرا من الحجاج يوما وهو بطريق مكة قال تشعثون وتغبرون وتتلونا وتضحون لا اتريدون بذلك شيئا من عرض الدنيا؟ ما نعلم سفرا خيرا من هذا. هذا المعنى قليل من الحجاج من تمثلوا. ولذا قال شريح القاضي الحاج قليل والركبان كثير. ما اكثر من يعمل الخير ولكن ما اقل الذين يريدون وجهه. ومن العزم حسرتك على فوات الطاعات وضياع الحسنات ومن ذلك تحسر عبدالله بن عباس رضي الله عنه على ما لا يملكه سوى صاحب قلب قوي وعزم فتي حيث قال رضي الله عنه ما اسى على شيء فاتني من الدنيا الا انني لم احج ماشيا حتى ادركني الكبر اسمع قول الله تعالى وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. يأتوك رجال رجالا وعلى كل ظاهر ومن العزم تصميمك على الا يضيع منك نفس الا في ولا يخرج الا في عبادة. فلا تعمل الا في زيادة حسنات او نيل قربات وهذا هو رأس مالك الحقيقي. قال ابن عطاء رب عمر اتسعت اماده وقلت امداده ورب عمر قليلة امداده كثيرة امداده. وصدق رحمه الله فقد توفي الشافعي في الرابعة والخمسين من عمره وقد ملأ الاربع علما. وتوفي عمر بن عبدالعزيز في الثامنة ثلاثين بعد ان حكم الامة عامين واشهرا. فحقق ما لا يحققه اخرون في القرون. وتوفي الامام النووي في الثانية والاربعين وقد ترك تراثا. يعجز احدنا ان يقرأه. فضلا عن ان يكتب مثله. الخذلان كل الخذلان. واحذر من اتساع الوقت والفراغ من الشواغل. ثم التفريط في هذه النعمة الجليلة ابن عطاء حكمه فنبهك الى ان الخذلان كل الخذلان ان تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه اليه وتقل عوائقك ثم لا ترحل اليه. وهل هناك وقت وفراغ من مشاغل في اختم مثل وقت الحج الذي القى فيه الحاج اعباء الدنيا وراء ظهره. وفرغ نفسه من كل شيء رجاء رضا مولاه وقربه منه فهل يليق بعد ذلك ان يلهو ويلعب ويزهد في الثواب ولا يرغب ويقضي حجه سعيا في الاسواق فاذا نصح يغضب الموفق اليوم من تلمح قصر هذا الموسم. والجزاء الاوفى الذي لا اخر له. فانتهز حتى اللحظات ارحم كل الحسنات لعلمه انها اذا فاتت فلا وجه لاستدراكها. ومعنى هذا ان هذه الفضائل في حاجة الى وهبة اسد والى حبل عزم جديد منسوج من حديد. لا عمل الا بنية. جميل بك اخي الحاج في ختام رحلتك الميمونة وسفرك المبارك ان تحمل الى اهلك واقاربك بعض الهدايا التي تدخل السرور عليهم نيتك في ذلك واحب الاعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم. وقد ذكر ان احد الحجاج عاد الى اهله فلم يقدم لهم شيئا فغضب واحد منهم وانشد فيه شعرا فقال كأن الحجيج اليوم لم يقربوا منى ولم يحملوا منها سوا سواكا ولا مسكا اتونا فما جادوا بعودي اراكة ولا وضعوا في كف طفل لدى كعكة. على ان ذلك مشروط بالا يستغرق منك كثيرا من الوقت. الا يوما او بعض يوم. والا وقعت في فخ الشيطان وذهبت رحلتك بعد ان بددت جهدك ونسيت هدفك الذي خرجت له. ولم تسمع تحذير نبيك صلى الله عليه وسلم لك وشر البقاع الاسواق مناجاة. الهي. قد اقتربت سفينة عمري من ساحل قبري. وما في المركب طاعة من عمل صالح. بل قلب ظمآن ونفس شحيحة وروح شديدة اللهم هب لي الاحساس بكل لحظة تمر من عمري. واعطني القدرة على اقتفاء خطى الزمان الهارب من يدي اللهم اعني حتى اخرج من الفراغ شغلا وانسج من اليأس املا. واصنع من نورا