السعي بين الصفا والمروة فاستشعر انك عبد تسعى بين يدي مولاك ذاهبا واتيا مرة بعد اخرى لاخلاصك له رجاء يلمحك بعين الرحمة. ويشملك بعطايا خير ومنح بر تطلق بعدها الشقاء الى الابد ولا تزال تسعى مرة بعد مرة ترجو ان ترحم في الثانية ان لم ترحم في الاولى. استشعر كذلك انك تبحث عن شيء هنا وهناك. وتنشد ضالة هي عندك اغلى ما تملك. وهذه الضالة هي رحمة الله تعالى عسى الله ان يرحمك برحمته الواسعة كما رحم هاجر وابنها فافاض عليهما ماء زمزم فالسعي في حقيقته رد في طلب الرضا. وتشمير لنيل الاجر وكدح لجمع الحسنات وحط السيئات وتعلم الثقة بالله والتوكل عليه. اذ ان الصفا والمروة من شعائر الله والشعيرة هي العلامة او التذكار ذلك ان الصفا والمروة يذكران باصل عظيم والثقة بالله والتوكل عليه. فقد اسكن ابراهيم عليه السلام زوجه انه في منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء. امتثالا لامر الله ويقينا فيه مع انقطاع الاسباب واطاع زوجه هاجر الامر. قائلة في يقين االله امرك بهذا؟ اذا لن يضيعنا. فكانت نعم العون لزوجها على طاعة الله حين قالت اذهب لما امرك الله فاحب الله منهما هذا الصبيع وخلد ذكره على مر الاجيال لنقتدي به ونتعلم منه. فجعل الصفا والمروة من اركان الحج والعمرة لتظل ابدا تنطق بهذا المعنى وتتكلم. وابقى زمزم تفيض بالماء الى قيام الساعة ببركة هذا التوكل ليستلهم الناس هذا المعنى ويملأ الروح به كلما اقترفوا منها وشربوا. وتعلم الاصرار وقت اليأس. فقد كانت هاجر تسعى هنا وهناك دون ان تهدأ. حتى حصلت على بغيتها عن طريق في سعيها سبع مرات. بتصميم وثبات وعدم يأس من تحقيق هدفها في رحلة اصدق ما به انها رحلة الالم والامل. ولقد كان بامكانها ان تعذر الى الله بان تسعى مرة او مرتين. انه عظيم في حقيقة الايمان الراسخ. وفي اثبات ان رحمة الله فوق اليأس. وان الايمان واليأس لا يجتمعان في نفس المؤمن وان نفس المؤمن فوق قوى الطبيعة. وابذل الاسباب. وتعلق بربك فقد سعت هاجروا بحثا عن الماء حتى انفجر تحت قدم اسماعيل. ليس في المكان الذي سعد فيه بل في مكان اخر امام الكعبة وتحت قدم رضيع لا حول له ولا قوة. دلالة على ان الاخذ بالاسباب واجب لكنه ليس سبب النجاة. بل الامر كله لله. الذي امر جبريل فضرب بجناحه تحت قدم اسماعيل لتتفجر زمزم بضربة ملك تحت قدم نبي. فتعلم الدرس وامض سعيا وراء الاسباب على ان تتعلق بربها. وابذل غاية المجهود ليعين الرب المعون محمد رسول الله