الحلق. وبعد الانتهاء من السعي يبقى ركن واحد حتى تتحلل من احرامك وهو ان تحلق وكأنك تزيل عنك كل ما يذكرك بالماضي لتفتح صفحة جديدة مع الله وهو تفاؤل بخط السيئات. وانسلاخ من حياة الافك وتوبة مما مضى. وعزم على اصلاح ما بقي وليس الحلق محوا للسيئات فحسب. بل ربحا للحسنات كذلك. وقد مر بك الحديث فان لك بكل بشعرة تسقط تسقط حسنة وتذكر عند الحلق انك طأطأت رأسك لتحلق شعرك معلنا. انك راض بفعل كل شيء يرضي الملك. وانك انت ناصيتك له ليس الان فحسب بل وفي كل وقت وحين. والحلق اولى. فقد ترحم النبي صلى الله عليه وسلم على المحلقين ثلاثا وعلى المقصرين مرة. لان الحلق اكمل امتثالا للامر. فالانسان احب بقاء شعره للزنا والتجمل. وقد يتألم من حرقه. فاذا حلق هذا الشعر طواعية كان ذلك دليلا على كمال ال عبوديته لله وتضحيته في سبيله