بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا وسددنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام قارئنا هذا اليوم آآ الاخ عبد العزيز انتم تقرأون بالكتاب باعينكم وهو يقرأه بانامله فهو كفيف البصر لكن معه جهاز يقرأ به بانامله وهو حريص على طلب العلم فجعلنا القراءة له هذا اليوم نسأل الله ان يبارك فيه وفي الجميع تفضل عبد العزيز بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين وللمسلمين اما بعد فيقول الامام الحافظ المنذري رحمه الله في كتابه مختصر صحيح مسلم باب الدين النصيحة عن تميم الداري رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دين النصيحة قلنا لمن قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. قال رحمه الله تعالى باب الدين النصيحة الدين النصيحة اي النصيحة عماد الدين وعليها قوامه وهذا يدل على مكانة النصيحة العظيمة في دين الله عز وجل ومنزلتها العلية وان دين الله سبحانه وتعالى قائم عليها واورد تحت هذه الترجمة هذا الحديث للتميم ابن اوس الداري رضي الله عنه وليس له في آآ صحيح مسلم الا هذا الحديث ليس له في صحيح مسلم الا هذا الحديث كما نبه على ذلك اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة وجاء في بعض الروايات ان النبي عليه الصلاة والسلام كررها ثلاثا اهتماما بمقام النصيحة ومنزلتها العلية الدين النصيحة فهم الصحابة المعنى وادركوا عظم شأنها ورفيع مكانتها ومكانتها من دين الله عز وجل وان عليها قيام الدين. وانها عماد الدين حتى انها في مكانتها في دين الله قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة مثل قوله الحج عرفة ومثل قوله الدعاء هو العبادة. ولهذا نظائر في احاديثه عليه الصلاة والسلام فهم الصحابة رضي الله عنهم المراد وادركوا عظم شأن النصيحة واستعدوا للعمل فقالوا لمن لمن يا رسول الله ما قالوا ما هي؟ قالوا لمن ادركوا مكانتها وعظيم شأنها ومنزلتها العلية فسألوا لمن؟ لمن تبذل النصيحة لمن تقدم لمن تكون فقال عليه الصلاة والسلام لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فالنصيحة تكون لهؤلاء لله اخلاصا للدين له وافرادا له بالعبادة وايمانا به عز وجل وبصفاته العظيمة واسماه الحسنى وبربوبيته وانه سبحانه وتعالى الخالق المدبر الذي بيده ازمة الامور وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن الى غير ذلك من التفاصيل المتعلقة بالايمان بالله فحاصل النصيحة لله تحقيق الايمان به حاصل النصيحة لله تحقيق الايمان به والايمان به كما لا يخفى يقوم على اركان ثلاثة ايمان بوحدانيته في ربوبيته وايمان بوحدانيته في اسمائه وصفاته وايمان بوحدانيته في الوهيته جل في علاه قال ولكتابه اي ايمانا بكتابه المنزل وانه كلامه عز وجل ووحيه وتنزيله وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وان فيه هداية البشر وصلاح قلوبهم وان فيه هداية البشر وصلاح قلوبهم واستقامتهم على طاعة الله وانه يهدي للتي هي اقوم ويدخل في الايمان بالكتاب تعظيم الكتاب والعناية به قراءة وفهما وتدبرا وعملا واهتداء بهداياته الى غير ذلك من المعاني المتعلقة بالنصح لكتاب الله عز وجل قال ولرسوله ايمانا بالرسول عليه الصلاة والسلام وتوقيرا وتعزيرا ونصرة ومحبة بل وتقديما لمحبته على محبة النفس والنفيس والوالد والولد والناس اجمعين من النصيحة له بل اساسها تحقيق شهادة انه رسول انه عبد الله ورسوله وذلك بان يطيعه فيما امر وان يصدقه فيما اخبر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر صلوات الله وسلامه عليه قال ولائمة المسلمين وعامتهم خص ولاة الامر بالنصح قال لائمة المسلمين خصهم بالنصح اي نصيحة خاصة بهم لان شأن الولاة عظيم وامرهم كبير ومسئوليتهم جسيمة صلاحهم فيه صلاح للناس وفساد فيه فساد للناس ولهذا يحتاجون من الرعية الى نصيحة خاصة لا يكن في قلوب الرعية غش لهم ولا خيانة ولا مكر ولا كيد ولا يكون في قلوب الرعية سرور تجاههم بل ليس فيها الا النصح ومن النصح لولاة الامر وبه جاءت السنة ان يدعى لهم ولا يدعى عليهم يدعى لهم بالصلاح بالهداية بالتوفيق ان يرزقهم الله البطانة الصالحة ان يوفقهم لكل خير ان يؤيدهم بمعونة منه وتوفيق وتسديد وكما قال بعض السلف من دعا على اميره حرم خيره حرم خيره بخلاف الداعي له الداعي له بالخير بالهداية بالتوفيق بالصلاح بالبركة بالمعونة هذا كله من النصح هذا كله من النصح بل لعظم مقام الدعاء في باب النصح للولاة كان بعض السلف ومنهم الفضيل ابن عياض يقول لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان اي خصصته بها لماذا؟ لعظم اثره وكبر خطره وعموم نفعه وهذا من فقهه من فقه الفضيل رضي الله عنه ورحمه والنصيحة لعامة المسلمين يرتكز على النصح لعامة المسلمين يرتكز على امرين او على حديثين مر مر الاشارة اليهما قريبا الاول قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والثاني ما مر قريبا في حديث عمرو وان تأتي الى الناس الذي تحب ان يؤتى اليك يجمع هذان الحديثان كل ما يكون في باب النصح آآ عامة المسلمين بحيث يكون القلب نظيفا سليما ليس فيه الا محبة الخير لهم والجوارح في تعاملها معهم ليس فيها الا التعامل الذي يحبه لنفسه وهذا هو تمام النصح ان يعامل الناس بالمعاملة التي يحب ان يعامل بها نعم. قال رحمه الله عن جرير رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام صلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم اورد رحمه الله تعالى حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم في بعض روايات الحديث قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والنصح لكل مسلم وجمع بين اقام الصلاة وايتاء الزكاة جمع بين اقام الصلاة وايتاء الزكاة لانه يجمع بينهما في في ايات كثيرة في كتاب الله عز وجل فهما قرينتان في كتاب الله تذكر الصلاة تذكر معها قرينتها الزكاة وفي صلاة الفجر اليوم مر معنا ايتين جمع فيهما بين الصلاة والزكاة من يذكر الايتين خلوا سبيلا والثانية فاخوانكم في الدين احسنت فكثيرا ما يجمع بين هاتين الصلاتين هاتين الشعيرتين الصلاة والزكاة في كتاب الله فهما قرينتان ذكر هنا قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة وايتاء الزكاة الجمع بينهما هنا في المبايعة وتخصيصهما بالذكر من بين اعمال الدين الاخرى يدل على عظيم مكانة الصلاة في دين الله وعظيم مكانة الزكاة وانهما اهم اركان الاسلام بعد التوحيد واعظم اركان الاسلام بعد توحيد الله عز وجل قال والنصح اي وبايعته على النصح والنصح لكل مسلم ان اكون ناصحا جميع المسلمين بان احب الخير لهم ان يعاملهم بالمعاملة الطيبة الحسنة الكريمة اعاملهم بالمحبة بالمعاملة التي احب ان وعامل بها وهذه المبايعة كان لها وقع كبير في قلبي ونفسي جرير رضي الله عنه وله في في هذا قصة عجيبة جدا تدل على عظم اثر هذه المبايعة على قلبه وما قام في قلبه من النصح للمسلمين. قصة عجيبة للغاية آآ اوردها ابو القاسم الطبراني وحاصل هذه القصة ان جرير رضي الله عنه امر خادما له ان يشتري له فرسا فذهب الى السوق واشترى له فرسا بثلاث مئة درهم اتفق مع صاحبه بان قيمته ثلاث مئة درهم وجاء بالفرس وصاحب الفرس معه ليعطيه جرير الدراهم. لينقده الدراهم فلما وصل الى جرير ومعه الفرس نظر جرير الى رظي الله عنه الى الفرس وقال له آآ فرسك هذا آآ خير من آآ ثلاث مئة درهم افضل من ثلاث مئة درهم برصك هذا خير من ثلاث مئة درهم يعني على تعبيرنا المعاصر يسوى اكثر خير من ثلاث مئة درهم تبيعه باربع مئة باربع مئة درهم قال رضيت ثم ايضا ما ارتاحت نفسه ينظر الى الفرس قال فرسك خير من اربع مئة خير من اربع مئة تبيعه بخمس مئة قال رضيت يا ابا عبد الله واخذ يزيده الى ان اوصل قيمة ثمان مئة درهم قال رضيت يا ابا عبد الله واعطاه ثمان مئة درهم واخذ الفرس وذهب لما ذهب قالوا له من حوله لماذا يعني لماذا هذا؟ فقيل له في ذلك فقال رضي الله عنه لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم قد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم. انظر اثر هذا الحديث ووقعه في قلبه رضي الله عنه. النصح لكل مسلم لنتأمل هذه القصة العجيبة العظيمة في اثر هذا الحديث ووقعه على قلبه رضي الله عنه وارضاه نعم. قال رحمه الله باب من غش رعيته ولم ينصح لهم. عن الحسن قال عاد عبيد الله ابن زياد معقل ابن يسار رضي الله عنه في مرضه الذي مات فيه. قال معقل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لو علمت ان لي حياة ما حدثتك به اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يستدعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة قال رحمه الله تعالى باب من غش رعيته ولم ينصح لهم الغش يجمع معاني كثيرة سيئة في تعاملات المرء مع اخوانه وهو ضد النصيحة ودين الله سبحانه وتعالى قائم على النصيحة والغش يتنافى معها تقدم معنا ان الدين النصيحة فمن النصح المجانبة للغش والبعد عنه وفي الحديث من غشنا فليس منا وهذا يدل على خطورة الغش اورد عن الحسن البصري رحمه الله قال عاد عبيد الله ابن زياد وكان اميرا معقل ابن يسار المزني رضي الله عنه عاده في مرضه عاده اي زاره في مرضه الذي مات فيه فقال ما ما قيل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت ان لي حياة ما حدثتك به وفي رواية قال لو اني لولا اني في الموت لم احدثك لولا اني في الموت لم احدثك والمعنى ان هذا عبيد الله آآ لم يكن في اماراته على قوام وعلى سداد وعلى تمام نصح الناس وكانوا يخشونه ويخافون منه فيقول معقل لولا اني في الموت ما حدثتك اي خاف خافه لما علمه من سوء حاله وتعامله لكن لما كان في الموت في نهاية امره من الدنيا حدثه بهذا الحديث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية رعية نكرة في هذا السياق فتفيد العموم يعني صغيرها الرعية او كبيرة قليل من يرعاهم او كثيرون يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته في رواية للحديث اخرى يموت ويوم يموت ولم يحطها بنصحه ولم يحطها بنصح بنصحي فالغش ضد النصح الوالي اما ان يكون ناصح او يكون غاش فان كان ناصحا للرعية فله الجزاء العظيم الوافر من الله سبحانه وتعالى وان كان غاشا لهم باء العقوبة مر معنا في حديث ابي هريرة فان امر بتقوى الله عز وجل وعدلا كان له بذلك اجر وان يأمر بغيره كان عليه منه كان عليه منه قال يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته اي معامل للرعية بالغش الا حرم الله عليه الجنة الا حرم الله عليه الجنة وهذا وعيد شديد لمن كان كذلك نعم. قال رحمه الله عن الحسن ان عائض بن عمرو رضي الله عنه وكان من اصحاب رسول لله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال اي بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الرعاء الحطمة فاياك ان تكون منهم. فقال له اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال وهل كانت لهم نخالة انما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم ثم اورد هذا الحديث ايضا عن الحسن البصري رحمه الله تعالى وله تعلق بالامير السابق ذكره عبيد الله ابن زياد آآ ان عائض بن عمرو رضي الله عنه من اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام دخل على عبيد الله بن زياد ناصحا له وايضا متلطفا في نصحه مترفقا فقال اي بني اي يا بني وهذا يدلك على فارق السن بين اه المنصوح وبين الناصح كما الناصح في مقام والد في سنه فكان يخاطبه بهذا الخطاب الرفيق اللطيف اي بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان شر الرعاء الحطمة ان شر الرعاء اي اشدهم شرا وقبحا وسوءا الرعاة اي الرعاة الرعاء اي الرعاة الحطمة ما الحطمة اي العنيف الشديد الظلوم الغشوم هذا شر الرعاء من كان بهذه الصفة مع رعيته شديدا عنيفا غليظا ظلوما رسوما فهذا شر الرعاء اوردنا او هذا الحديث وقال عقب ذلك فاياك ان تكون منهم حديث واتبعه تذكير يحذروا ان يكون من من هؤلاء فاياك ان تكون منهم انصحك الا تكون من هؤلاء الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بانهم شر الرعاة الحطمة اي اهل العنف والشدة والظلم احذر ان تكون من هؤلاء فماذا كان الجواب قال له عبيد الله بن زياد اجلس فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم انما انت منه خالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقلل من شأنه ومن كلامه ومن نصيحته ومن قدره وهو يروي له ماذا حديثا والصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم وارضاهم ولهذا اذا انتهى الحديث الى الصحابي ما يبحث هل هو ثقة او غير ثقة؟ وانما يبحث عن ذلك في من قبلهم اما الصحابة كلهم عدول بتعديل الله لهم وتعديل رسوله عليه الصلاة والسلام قال فانما انت من نخالة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اي لست من اهل المكانة والفظل والعلم والشأن وانما انت من سقطهم من النخالة اي من السقط ليس لك شأن ايقال مثل ذلك في صحابي جليل فيقال مثل ذلك في صحابي جليل جاء ناصحا يروي حديثا سمعه من الرسول عليه الصلاة والسلام فقال عائد رضي الله عنه وهل كان كانت لهم نخالة هل كانت لهم اي الصحابة نخالة قال النووي رحمه الله هذا من جزل الكلام هذا من جزل الكلام لان الصحابة كلهم صفوة الناس وخيار الناس وكلهم عدول قدوة للناس رضي الله عنهم لا مخالطة فيهم وانما النخالة اين مثل ما قال عائذ انما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم الصحابة هل كان فيهم نخالة كلهم عدول فهذه الكلمة كلمة جزلة عظيمة جدا هل كانت فيهم نخالة؟ اي شأنهم اعلى من ذلك ولا يقال ولهذا اتفق اهل العلم على عدالة الصحابة ان ما يرويه الصحابي اذا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج ان ان يبحث هل هو ثقة عدل او غير ذلك هذا لا يبحث في الصحابة يكفي ان يقال صحابي اذا ثبتت الصحبة انتهى كل شيء لعدالة الصحابة ومكانتهم. قالوا هل كان فيهم نخالة انما النخالة كانت في من بعدهم وفي غيرهم. نعم. قال رحمه الله باب ما جاء في غلول الامراء وتعظيم امره عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فذكر الغلول فعظمه وعظم امره ثم قال لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة. فيقول يا رسول الله اه يغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك. لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبة شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا الفين احدكم يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك لا الفين احدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك شيئا قد ابلغتك ثم اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما جاء في غلول الامراء وتعظيم امره وكذلك غلول غيرهم فالغلول ظلم وظلمات يوم القيامة. ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة. فالغلول امره خطير ولو كان شيئا يسيرا كما تقدم معنا في الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه ومن اقتطع شبرا ظلما طوقه من سبع اراضين يوم القيامة. فالظلم ظلمات ولو كان شيئا قليلا ولو كان عودا من كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام واورد هذا الحديث العظيم الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم الغلو المحذرا منه وعظمه وعظم امره اي بين خطورته الشديدة العظيمة على من يغل وانه يأتي بما غل يحمله يوم القيامة على عاتقه خزيا له بين العالمين ايا كان الذي غله وذكر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ستة اشياء وهي التي الغالب في الغلول يكون فيها ذكر عليه الصلاة والسلام ستة اشياء وهي التي في الغالب يكون الغلول فيها وهو يتناولها ويتناول غيرها ولو كان شيئا يسيرا لكن هذه الاشياء في الغالب هي مكان طمع الناس والغالب في الغول يكون في هذه الاشياء قال لالفين احدكم يجي يوم القيامة يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رواء فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك اي بلغتك في الدنيا خطورة الغلول. لكن نفسك ابت الا ان تكون من اهله وهذا اوان الجزاء والعقوبة. لا املك لك شيئا الا لا املك لك شيئا قد ابلغتك بلغتك وبينت لك خطر هذه الامور في الحياة الدنيا ثم ذكر الفرس على رقبته فرس له حمحمة وهذا صوت الفرس ثم ذكر الشاة لها ثراء وهذا صوتها ثم ذكر عليه الصلاة والسلام النفس قال عرق على رقبته نفس لها صياح الى المعنى اي ما غله من الرقيق ما غله من الرقيق فاذا غل مثلا امرأة ظلما واخذها غلولا فانه يأتي بما غل يحمله على رقبته يوم القيامة وله صوت يصيح ان كان فرس له حمحمة وان كان آآ بعيرا له رغاء وان كان شاة لها ثغاء وان كان انسانا له صياح وكلهم يحملهم على رقبته خزيا له بين العالمين قال وذكر ايضا الرقاع الرقاع تخفق بقاع التخفق اي تتحرك. تتحرك تخفق على عاتقه يحملها. قيل الرقاع الثياب الى الرقاع الثياب وقيل اي الرقاع المكتوب فيها حقوق فيها حقوق ولكنه ضيع تلك الحقوق ولما يفي بها لاصحابها وذكر عليه الصلاة والسلام الصامت من المال. قالوا على رقبته صامت والعرب يقسمون المال الى نوعين صامت وناطق صامت وناطق الناطق مثل الذي تقدم له صوت بعير فرس شاة رقيق هذه لها صوت والصامت الذي ليس له صوت مثل الذهب والفضة قال لا يأتين على احدكم على رقبته يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يا رسول الله اغثني فاقول لا املك لك شيئا قد ابلغتك نعم قال رحمه الله باب ما كتم الامراء فهو غلول عن علي بن عميرة قال عن عدي بن عميرة الكندي قال سمعت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوق كان غلولا يأتي به يوم القيامة قال فقام اليه رجل اسود من الانصار كاني انظر اليه كاني انظر اليه فقال يا رسول الله فقال يا رسول الله اقبل عني عملك قال وما لك؟ قال سمعتك تقول كذا وكذا. قال وانا اقوله الان من استعملناه منكم على امل فليجئ بقليله وكثيره فما اوتي منه اخذ وما نهي عنه انتهى ثم عقد هذه الترجمة باب ما كتم الامراء فهو غلول كتم اي اخفاه ولم يظهره واختص نفسه مثلا به فهذا غلول من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة اورد هذا الحديث عن عدي الكندي رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استعملنا اي وليناه ولاية اه واستعملناه على عمل فكتمنا مخيطا المخيط الابرة التي يخاط بها شيء قليل امر زهيد جدا فكتمنا مخيطا فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة كان غلولا يأتي به يوم القيامة لو كان مخيط المخيط ماذا يكون ابرة والمراد ولو كان شيئا قليلا ولو كان عودا من اراك كما في الحديث الاخر فلما سمع هذا الكلام رجل من الانصار كان لهذا الحديث وقع في نفسه وخاف قال يا رسول الله اقبل عني عملك اعفني من العمل اعفني عن العمل اعفني من المسؤولية لحق قلبه خوف قال اعفني من العمل قال وما لك؟ قال سمعتك تقول كذا وكذا يعني من اخفى او كتم ولم يخيط ولو شيء يسير جدا فلحق قلبه خوف فقال يا رسول الله اعفني من هذا العمل اعفني من هذه المسؤولية قال وانا اقوله الان اعيد له الكلام واؤكد عليه ان من كتم ولو مخيط فما فوق يأتي به يوم القيامة من استعملناه منكم على عمل مثل الذين يذهبون مثلا في جباية الزكاة من يذهبون في جباية الزكاة لو اخفى شيء من الذي جباه اختصه لنفسه ولو كان مخيط ولو كان شيء قليل ولو كان امرا زهيدا من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره لا يأخذ منه ولا شيء يسير جدا يأتي به كاملا فما اوتي منه اخذ انا اعطيناه من الشيء اخذه وما نهي عنه انتهى هذا ليس له فيه حق ياخذ منه الشيء الذي يعطاه وما سوى ذلك ليس له فيه اي حق؟ نعم؟ قال رحمه الله باب في هدايا الامراء عن ابي حميد الساعدي رضي الله عنه قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الاسد على صدقات بني سليم يدعى ابن اللطبية فلما جاء حاسبه قال هذه ما لي وهذه هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت ابيك وامك حتى تأتيك هديتك ان كنت صادقا ثم خطبنا فحمد الله عز وجل واثنى عليه. ثم قال اما بعد فاني استعمل الرجل امنكم على العمل مما ولاني الله فيأتيني فيقول هذا مالك وهذه هدية اهديت لي افلا جلس في بيت ابيه وامه حتى تأتيه هديته ان كان صادقا؟ والله لا يأخذ احد منكم منها شيئا بغير حق الا لقي الله تعالى يحمله يوم القيامة فلا يعرفن احدا منكم لقي الله عز وجل يحمل يحمل بعيرا له رغاء او او بقرة لها خوار او شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رؤية بياض ابطيه ثم قال اللهم هل بلغت؟ بصر عيني وسمع اذني نعم هذا يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يجزي قارئنا الكريم الاخ عبد العزيز خير الجزاء على هذه القراءة الطيبة الجميلة التي سبق بها كثير من المبصرين فشكر الله له ونسأل الله ان يكتب له البركة في حياته وان يزيده علما وتوفيقا وبركة وتسديدا والسامعين نسأل الله جل وعلا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا كلنا الى انفسنا طرفة عين واخونا عبد العزيز لي معه قصة آآ كنت آآ لي دورة سابقة من سنوات في الامارات وفي اثناء الدورة سلم علي بيده هذا الجهاز الصغير وقال لي انا احسن القراءة وانا اتابع معك. قلت اقرأ لي من آآ الكتاب كان الكتاب ايش يا عبد العزيز؟ فوائد مستنبطة من قصة يوسف مستنبطة من قصة يوسف فقلت اقرأ لي فوضع يده على واخذ يقرأ مثل المبصر تماما. يقرأ من الكتاب قلت القراءة عندك غدا وان شاء الله لك يوم معنا في درس المسجد النبوي اجعلك تقرأ باذن الله ووفينا له الوعد هذا اليوم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين