دخول المسجد الحرام. واما دخولك المسجد الحرام فكأنك تستأذن الله في الدخول عليه والوقوف بين يديه والكون في حضرته. فكن على مستوى الحدث وجلال الموقف. واشعر بما شعر به علي الطنطاوي. حين دخل المسجد حرام فقال مناجيا ربه ان ذنوبي سودت صحيفتي. وانا لا استحق الدخول عليك. ولكن الكريم يقبل من يكون مع الضيف اكراما للضيف. وانت اكرم الاكرمين. فهل تطرد من بابك من جاء مع وقوع البصر على البيت. فحاسب نفسك امام الله وفي حضرته داخل بيته المقدس واملأ قلبك بالعظمة الالهية والهيبة الربانية. وانت ترى جموع الطائفين التي لا تنتهي. وليرتجف قلبك قلبك وانت تتأمل هذا الموكب الذي وصفه استاذنا الطنطاوي فقال لا يزال يمشي لا ينقطع ساعة لا في حج ولا في غير حج. لا في ليل ولا نهار لا في صيف ولا شتاء منذ بنى ابراهيم هذه البنية من خمسة الاف سنة الى الان. انكم لتعجبون ان رأيتم موكبا يسير خمس ساعات لا ينقطع. او جيشا يمر امامكم خمسا ايام لا ينفد فكيف وهذا الموكب يمشي مستمرا متصلا لم ينقطع سيره ساعة واحدة من خمسة اية سنة سنة. واملأ عينك بالنظر الى الكعبة. حين تسد الافق امامك. فان لذلك سحرا عجيبا واثرا بالغا في تعظيم امر الله وزيادة قوة الايمان. وراحة القلب وطمأنينة البال وقهر الوساوس وقتل الاحزان وصدق ابن القيم حين وصف البيت فقال اذا ما رأته العين زال ظلامها وزال عن القلب الكئيب التألم ان الكعبة ليست احجارا ولا استارا وانما هي كما وصفها عمر بهاء الدين الاميري. فقال شارحا مذهبه الكعبة الشماء في مذهبي قيمتها ليست باحجارها. والقرب من خالقها ليس في تشبث المرء استارها قدسية الكعبة في جمعها امتنا من كل اخطارها وانها محور امجادها وانها مصدر انوارها. وتأمل ان الكعبة مكعبة الشكل. والمكعب هو الشكل الوحيد الذي يحتوي على ستة جوانب وفي نفس الوقت لا تجاه له. فهي تستقبل كل الجهات دون ان تقتصر على اتجاه واحد وكانها تغمز لقول الله تعالى فاينما تولوا فثما وجه الله