عرفة موسم المعرفة. في عرفات لن يصرف عن هدفك شيء. فلعلك لا ترجع الى نفس المكان بعد اليوم. استدعاك ربك فلبيت وليس من وراء الاستدعاء الا استلام الرسالة. وبين ثنايا الرسالة ستعرف هدف رحلتك. وتغوص وفي اعماق مناسكك. ولذلك كانت هذه الصحراء الجرداء والجبل الاصل بلا اي تعقيدات للبناء او صور المستضعة لتكون روحك اصفى واقتناص المعاني ايسر. البساطة دوما انسب جو للمعرفة فلا موضع لجمال الطبيعة هنا. كأن معالم الارض دكة دكت يتجلى الله على عباده بمعانيه. في عرفة لا الى معالم ولا اثار دينية او تاريخية للوقوف عليها. لتكون فرصة المعرفة الكامنة اليوم اسهل لما تكون. معرفة عداوة ابليس الذي اخرج ابويك من الجنة الى عرفة. ولم يكتف بذلك حتى كاد لذريتهما وظل يكيد لك الى اليوم. ولذريتك من بعدك غدا. وهذه المعرفة ستجعلك اكثر انتباها لوسوسته وحرصا على عداوته بعد الرجوع. وهي معرفة معرفة كذلك بذنوبك وتقصيرك على ما فات. تتعلم منها كيف تصلح بها ما هو ات. وتجهزك لخطة استدراك الضائع اعد معرفة بربك وحقه عليك. ومعرفة بما يرفع قدرك لديه. ومعرفة تكاليف استخلاف في الارض ومعرفة بدورك في الامة التي جعل الله ابناءها شهداء على الناس وانت احد ابنائها. وهي معرفة بنقاط ضعفك وثغرات قلبك. معرفة كاشفة لما انت عليه اليوم وما ينبغي ان تكون عليه غدا لتعرف المطلوب منك فور عودتك من رحلتك. وهذه المعارف تجعلك اكثر استعدادا لتلقي كلمات الرب الذي يتوب بها عليك لم تكن اذا معرفة واحدة. بل كانت مجموعة معارف. ولذا سميت عرفات وللتسمية سبب. ارسل الله جبريل لابراهيم عليه السلام ليريه مشاهد الحج ثم قال له اعرفت فقال ابراهيم عرفت عرفت كذلك ينبغي ان تسأل نفسك نفس السؤال قبل ان تفيض من عرفات اعرفت؟ نعم. عرفة يوم واحد. بضع ساعات مع ذلك تنطوي على عمر كامل وتصحيح مسيرة حياة. عرفات مدينة اليوم الواحد تضج بالحياة اول النهار ثم تصبح كالقبر اخره. نصف يوم يغير حال ملايين البشر اذت عرفة من اجل نيل المعرفة. ومن لم يشهد عرفة بطل حجه. فالحج عرفة وان كان اهل الموقف ينالون المغفرة لكن يا ترى كم منهم نال المعرفة معرفة