التوجه الى مزدلفة. واذا غربت شمس يوم عرفة توجه الى مزدلفة. ويقال لها ايضا جمع لاجتماع الناس بها. وقيل لجمع المغرب والعشاء فيها. وهي المشعر الحرام الذي قال الله تعالى فيه الحرام واذكروه كما هداكم وذلك حكم مسبق من الله ومعجزة بالغة منه. فقد اخبر ان عرفات ستنتهي. عند الخروج منها عن اخرها وتضيق عن العدد المحدد لها حتى وكانها تفيض. فنفذ امر ربك. واقض ليلتك ما استطعت متفرغا للذكر والعبادة. مغتنما الدفعة الهائلة المكتسبة من الدورة الروحية المكثفة اثناء الوقوف بعرفة. مقتديا جنب نبيك الذي ظل يدعو ويذكر الله في مزدلفة حتى اسفر الصبح جدا اي اسفارا بليغا. لتبدأ عندها في تحرك من المزدلفة بعد ان يكون نور التوبة والايمان قد اسفر في قلبك مبددا ظلام الغفلة والعصيان كما اسفر النور على الارض فبدد الظلام. قال تعالى الناس واستغفروا الله ولكن ولكن لماذا الاستغفار؟ والجواب سدا للخلل الذي قد يكون بدر منك اثناء اداء عبادتك وخلال لا نشكك وسبب اخر لذلك انك لست الا واحدا من الناس. فاذا خطر ببالك انك فعلت شيئا او تستحق شيء او بدر لكأنك خير من فلان او فلان او حدثتك نفسك بزهو او غرور او اعجاب فاستغفر الله وجدد ايمانك فان الرضا عن النفس اخفى مكائد الشيطان. واستشعر وحدة المسلم وانت ترى هذا الجيش الجرار الذي تزدحم به الاودية الفسيحة والارجاء الممتدة. مبتداهم عرفات ومنتهاه مزدلفة وحدة في المشاعر ووحدة في الشعائر ووحدة في الهدف ووحدة في العمل ووحدة في قول فابكي لذلك فرحا وابتهاجا. وابتهل الى الله ان يؤلف بين قلوبهم مدى الدهر كما الف بينهم اليوم ليكونوا كما وصفهم نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم جسدا واحدا. اخي انا انت وانت انا رباط العقيدة قد ضمن فاما اصبت بسهم هناك تلمست جرحا بقلبي هنا ولماذا لا نكون كذلك ونحن كما قال اقبال الم يبعث لامتكم نبي يوحدكم على نهج الوئام وقبلتكم جميعا منار للاخوة والسلام وفوق الكل رحمن رحيم اله واحد رب الانام ان رحلة الحج من مبتداها الى منتهاها تصوير عملي لمعاني الاخوة الاسلامية السامية. والحج مقدمة ضرورية لاحياء عقد الاخوة المقدس مع اخواننا المستضعفين في مشارق الارض ومغاربها وتوطئة لابد منها تمهد الطريق لرفع الظلم عنهم. اخي في العقيدة لن نيأس. قريبا سيجلو الصباح المسا. وسوف نزف الى العالمين بشائر تنسي ظلام الاسى فانا مع الفجر في موعد عساه يكون قريبا عساه الهي رجعات بذل افتقار خوفي بضاعفي بدمع انكساري رجعت ابوء بسيري. وانت العليم. بكل سراري احث خطاياي فرارا وخوفا ومنك والاك اليك فراقي وهذا الجمع سبق وان استثار مشاعر عمر بهاء الدين الاميني. فاطلق لخياله العنان في حج عام الف في مائة وثمان وثمانين للهجرة وقام ينادي على الحشود الهائلة متمنيا لو انهم كما توجهوا الى الكعبة توجهوا الى قبلتهم الاولى متسلحين بسلاح الايمان ممتشقين سيف الوحدة والاخاء محتمين بركن الله الذي لا يضام فانبرى يحثهم على الزحف المقدس ويرغبهم في الجهاد في سبيل الله ويقول يا حجيج البيت الحرام وجهوا حشدكم الى القدس سعيا. في فلسطين حفنة من يهود تتحدى الاسلام حربا وبغيا. ايها اكباش عيد الحج وعيا لخطبه الضخم وعيا. لو نحرنا تفريطنا وبدلنا الحج مالا للقدس هديا ونهينا ونحن في شدة الكرب النفوس الغفلة عن اللهو نهيا فاذا ما تحرر المسجد الاقصى حق وعيد ولوهية. ولا يريد الشاعر منا ان نلغي حجنا اليوم وننفر الى فلسطين على الحقيقة. لكن انه يريد ان يذكرنا كنتم بالامس تطوفون بالبيت. وثالث الحرمين بين ايديكم واليوم تطوفون بيتي وبيت المقدس تحت قهر يهود. وتقفون بعرفة بينما يحط اخس الانجاس على باب مصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفرون الى مزدلفة في وقت تنفر فيه عصابات الشر من الصهاينة الى ساحات المسجد الاقصى سعيا لهدمه وتنافسا على تدميره وحرصا على شرف اقامة الهيكل المزعوم على انقاضه. وتهيأ بيتي في مزدلفة فبعد انتهاء جهد يوم عرفة الشاق والسير الى مزدلفة في رحلة تمتد سبع كيلو مترات تصلي المغرب والعشاء جمعا وخصرا. وتجمع جمراتك التي سترميها الايام المقبلة. ثم تنام كما سن لك النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة منه للواقعية وتلبية للاحتياجات البشرية. فتنام نومة عميقة هنيئة لم تنم مثلها من قبل. فيها بركة غريبة. وسكينة عجيبة وكأنك تنام على انعم الفرش مع انك تفترش الارض والتراب. وكما ينتفع المرء بنوم الليل اكثر من نوم النهار ساعة بالليل اكثر بركة من عشر ساعات بالنهار ياتي النوم بمزدلفة مفعما بالبركة الوفيرة. لان العلاقة من النسك والوقت الذي حدد له جد وثيقة. وفيها فوائد جمة. وانوي بنوم مزدلفة نيل بركة التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم واعطاء الجسد راحة يتقوى على الطاعة ويستأنف المناسك. وانوي تقديم الى اختيار الله لك على اختيارك. والتواضع لافتراش التراب مع افخر الفقراء. ومن فاته المبيت بمزدلفة فاته اعمال العبادة وخسر ثمرات طيبات لا يعرفها الا من نالها ومن ذاق عرف