رمي الجمار. واما رن الجمار فاقصد به الانقياد لامر الله. اظهار للرفق والعبودية وليكن رميك الجمار في كل يوم من ايام منى بمثابة اصرار منك على رمي اهوائك وشهواتك وغفلتك وزلاتك بجمرات العزم والتوبة النصوح. فهو رجل حسي يراد به الرجم المعنوي وارفع صوتك عند رمي الجمار بالتكبير بدلا من التلبية. بسم الله. بسم الله. والله اكبر مستعينا بالله على عدوك مستمدا منه القوة والمدد في معركتك. ويستمر تكبيرك طيلة ايام التشريق عقب الصلوات وسائر الاوقات ولعل الحكمة في هذا ان التكبير هو افضل ما يستعان به على عدو الله ابليس في الايام التي يرجم فيها رأسه وانوي به مواجهة عدوك الاول والاوحد في هذه الحياة. واقصد به الاصرار وعلى عداوتك له وجعلها محور حياتك كلها. واظهار هذه العداوة بدلا من ان تكون باطنة فحسب دحرا لعدوك وارغاما لانفه حتى يقطع الامل منك. وييأس من خضوعك له. لقد عرفت في عرفة خطورة العداوة الابليسية. ثم توجهت بعدها الى مزدلفة لالتقاط احجار المواجهة الحتمية. ثم جئت الى امنا لتواجه العدو وجها لوجه بجمرات العقبات الثلاثة. واصرف العداوة في رمي الجمار الى العدو الاصيل القديم. ابليس وجنوده من شياطين الانس والجن. الامة اليوم لا تعادي فردا بسبب اختلاف العرق او اللون او اللغة بل تعادي من حيث المبدأ. كل من والى الشيطان وصار من جنوده واعوانه. وهؤلاء فريقان الكافرون المعتدون المعادون للامة ودينها. والمنافقون من بني جلدتنا والمتكلمين بالسنتهم لكنهم سيف مسلط على رقابنا وسهم مسموم ينال من وعي شعوبنا. وباعلانك هذا العداء يا رب وعنك الله ويفرح. فان دعوته في هذه اللحظة كانت اجابتك مؤكدة. وقد سهل الله عليك الطريق الى هذا الكنز وحماك من ان تضيعه او تنساه فعلمك عن طريق نبيك ان تستقبل القبلة عقب كل جمرة وتدعو بما تشاء فقد كان صلى الله عليه وسلم يغتنم هذه الفرصة فيدعو عقب الجمرة الاولى والثانية دعاء طويلا طويلا اطول مما تتصور بمقدار قراءة سورة البقرة. وفي دعائك عقيب الرن بسلاح الدعاء في كل موقف. واعلان افتقارك دوما الى الله سبحانه. فبعونه فحسب يأتي النصر والغلبة في في معركتك ضد عدو الله وعدوك ابليس. تذكر العقبة. وانت ترمي جمرة العقبة فكم وضع الشيطان من عقبة في طريقك؟ وتذكر عندها عقبات النفس ورذائلها ولا اصعب. فان عمرها وتجاوز الى الفضائل اشد من صعود الجبال. وما ادراك ما العقبة. العقبة عقبة الشح والبخل وهي من اصعب العقبات. لذا قال الله تعالى العقبة اطعام في يوم ذي مسغبة اي يوم شديد الجوع ويطعم من؟ يتيما ذا مقربة اي له به قرابة او مسكينا ذا متربة ذا متربة وهو المسكين شديد الجوع الذي ليس لديه ما يملكه حتى التصق جسده بالتراب من شدة الفقر العقبة وتواصوا بالصبر وتواصوا صوب المرحلة صوب المرحلة. صوب المرحلة وهذه عقبة الصحبة الصالحة ومشاركتهم في حمل امانة الحق والصبر عليه. وهي عقبة يشدك بها الشيطان عن نصرة الدين ومشاركة الدعاة المصلحين. الى غير ذلك من عقبات لا حصر لها. تفرضها العادات السيئة والشهوات المرضية والشبهات المضلة التي ترجمها اليوم فيما ترجم اثناء حجك بالبيداء لبيك ربنا لك الملك والحمد الذي انت تعلم دعاهم فلبوه رضا ومحبة فلما دعا كان اقرب منه فلما دعوه كان اقرب منهم عند المهل واحرموك وقد طأطأوا تلك الرؤوس تواضعا بعزته كانوا الوجوه وتسلموا وتذكر تاريخ ثأرك. تذكر تاريخ فأرك وانت ترمي. ففي بيعة العقبة الثانية لما اخذ النبي صلى الله عليه وسلم البيعة من اصحابه اغتاظ الشيطان. فصرخ بانفذ صوت سمع قط صراخا سمعه اهل منى. يا اهل الاخاشب الاخاشب هي منازل منى. يا اهل الاخاشب هل لكم في محمد والصباة معه؟ قد اجتمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اسب العقبة. هذا ابن ازي. اما والله يا عدو الله لا اتفرغن لك وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما توعد به الشيطان. فقد تفرغ له حتى استنقذ القلوب من ضلاله. وحرر الخلق ومن شراكه وانت اليوم ترجع الى نفس المكان لتنتقم من الشيطان الذي كاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه فتغيظه وتحرقه بجمرات نارية ملتهمة اشعلتها رح التحدي والثأر لنبيك. وهي اول الغيث منك في دائرة الانتقام. ثم يتبعها سعي متواصل عقب الحج في التفرغ للشيطان. ومحاربته ومن رجم الشيطان من الحجاج وكلهم رجموه. هل سيستمر على عداوته له بعد رجوعه من الرحلة؟ ان احدا من الحجيج لا يتخلف عن الرمي بكل دقة وعناية. فهل سيستمرون في جهاد الشيطان بالرمي وغيره ام يتحولون الى اصدقاء له؟ هل سيختلسون حقوق الغيث؟ هل سيظلمون الخلق؟ هل سيناصرون اهل الباطل على اهل الحق هل يكونون اولياء لابليس وهي جمرات وان كانت نارية على عدوك الا نورانية عليك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة يوم القيامة والرمي تكفير كبائر ومحو صغائر. قال صلى الله عليه وسلم واما رميتك الجمار فلك بكل حصاة رميتها التكفير كبيرة من الموبقات وابشر اخي ان كان مع كل حصاة تكفير كبيرة من الكبائر فما بالك بالصغائر؟ انت اذا ترجم شيطانك وترجم معه ما اوقعك فيه من اخطاء وزلل. لتصيب السبب مع النتيجة في ضربة واحدة. وتقضي على الجريمة والمحرض عليها في ان واحد. ولان الامر ليس بحجم الحصاة ولا قوة ضربها بل بالشحنة الروحية التي تمتلئ بها هذه الحصى لذا كانت الحصاة متوسطة الحجم فوق حبة الحمص ودون حبة البندق. وهذه الشحنة بكل لما فيها من نوايا اسلفناها هي وحدها ما يضاعف اجر رميتك. ويثقل كفة حاجتك ليصبح ميزان اثقل من موازين الرماة من حولك. فتسبق السابقين وتنال فوق اجر الفائزين. والرمي جهاد يقول حافظ بك عامر ذلك ان اليد المؤمنة يجب ان تكون يدا ممردة على بالجهاد التي اهمها واعظمها الرمي لاصابة الهدف. ومن هنا يقرر بعض الفقهاء ان الرمية اذا اخطأت لم تحتسب من العدد ويجب اعادتها حتى تصيب هدفها. فهذا الرمي تحقيق لوصف اليد الحربية فلا يريد الاسلام يدا عاطلة ولا يدا مخطئة ولا يدا عاجزة