ساحة الحرية. الحج معركة. معركة التحريف. وهدفه تحريرك من كل سلطان سوى سلطان الله. والشيطان يريد ان يستعبدك لنفسه ولاوليائه وانت بالرجم تعلن الحرب عليه وعلى من والاه. وتبدأ اول خطوة في طريق الحرية. تحررك من اولياء الشيطان معناه تحررك من الخضوع للحاكم الظالم. وتحررك من الانخداع بالاعلام الفاسد. وتحررك من الاغترار بالعالم الذي باع دينه بدنيا غيره. فهؤلاء جميعا من جنود ابليس ورواد التدليس ارمي هذه الاصنام وانت ترمي الجمار. وافعل هذا بعزيمة واصراف. لست ايها الحاج في نزهة ولا في عبادة فردية بها الفريضة عنك فحسب بل انت في جهاد ماض الى يوم القيامة. ولا معاهدة سلام بينك وبين اي من هذه الاصناف بل ولا حتى هده انت خليفة الله في الارض فقم بواجب الاستخلاف كما ارادك الله. استمرارك في منى مع تكرار رمي الشيطان عدة مرات وعلى مدار ايام متتاليات ما هو الا ترسيخ لهذه العداوة واستمرار للحرب. لذا فعليك ان تبقى في منى يومين او ثلاثة ولا تغادرها ولو الى مكة مع ان ثواب الصلاة فيها تعدل اضعاف صلاتك في منى. وكأن الرسالة لا لا تترك ارضا انتصرت فيها على عدوك حتى تثبت اركان هذا الانتصار. وتغرس راياته في الارض. وسيسعى جاهدا ان يأخذك بعيدا عنها ويقنعك بالرخصة في ترك المبيت بمنى. ولست من اهل الرخص فلا تترك المبيت هناك واشحن شعورك بروعة هذه المعالم. وضمخ قلبك بعين هذا الاتباع. لكن عدوك لن يستسلم وسيقطع عليك الطريق. لا ليقتنص حياتك او يسلب ما لك ولكن ليغتال ايمانك. ويجهض كلامك فالحذر الحذر. الحذر الحذر بعد الانتصار في موقعة الرمي. من ان تظل في منى عن معاداة عدوك غافلا وتنطلق في احتفالاتك مستغرقا فلا تسترخي او تلقي السلاح بل واصل قتالك ثلاثة ايام. ولا تكن اجل فتظن انك رميت وذبحت وانتهيت فهذا وهم. وانما الان لتوبك قد بدأت ان منى اول مراحل جهادك. وان كانت اخر مراسم حجك. وكأن الحج يحذرك في اخر مراسمه من هذا الخطر الشيطاني ويطلب منك ان تكون دائم الحذر منه. تماما كما حذرك القرآن في اخر سورة من سوره في سورة الناس من شر الوسواس الخناس. وجعلك دائم التعوذ منك