متى متى تدعو تدعو في حجتك؟ قال ابن القيم في زاد المعاد فضمنت حجته صلى الله عليه وسلم ست وقفات للدعاء. الموقف الاول على الصفح والثاني على المروة. والثالث بعرفة والرابع بمزدلفة. والخامس عند الجمرة الاولى والسادس عند الجمرة الثانية. واحسن الظن بالله فالموقف موقف اجابة. والساعة ساعة اجابة. وكل ما في الموقف يدعو الى الاجابة. فما اقربك اليوم من الله وانت لا تشعر. وما احبك اليه وانت لا تبصر. وما اعظم رحمته بك وانت من القانطين ويكفيك انه ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا او امة من النار من يوم عرفة ولذا كان من اعظم الذنوب ان يحضر عبد عرفه وهو يظن ان الله تعالى لن يغفر له. وكان اول ذنب تختلفه فور النزول من عرفة ان يبادرك شك ان الله لم يغفر لك. فالى كل مريض اعيى اطباء واحيا مجالس الذنوب. ابشر فقد حادت ساعة الخلاص. خلاص. قال عبدالله بن مبارك جئت سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاف على ركبتيه وعيناه تذرفان. فقلت له من اسوأ هذا حالا فقال الذي يظن ان الله لم يغفر له. وروي عن الفضيل بن عياض انه نظر الى نشيج الناس عشية عرفة فقال ارأيتم لو ان هؤلاء صاروا الى رجل فسألوه دانقا والدانق يعني سدس درهم اكان يردهم؟ قالوا لا. قال والله للمغفرة عند الله اهون من اجابة رجل لهم بدانق ولم لا يستجاب دعاؤك؟ دعاؤك. وانت وسط مئات الالوف من الالسنة الذاكرة والافئدة الخاشعة. ولابد ان يكون فيهم من هو مجاب الدعوة باذن الله. فتدخلوا في من قال الله تعالى فيهم هم القوم لا يشقى بهم جليس فان لم ترحم بسبب عملك رحمت بسبب من حولك. وان لم يغفر لك بضراعتك فقد كفاك الله بضراعة من جابرك كثر خير الله وطيبه. وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات. وقد كادت الشمس فقال يا بلال انصت لي الناس. فقام بلال فقال انصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فانصت الناس فقال معشر الناس اتاني جبرائيل عليه السلام انفا فاقرأني من ربي السلام وقال وقال ان الله عز وجل غفر لاهل عرفات واهل المشعر. وضمن عنهم التبعات فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله هذا لنا خاصة؟ قال هذا لكم ولمن اتى من بعد الى يوم القيامة. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثر خير الله وطاب خذوها خذوها من غير فقير. سمع عبدالله بن عباس اعرابيا يقرأ ها انتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها فقال الاعرابي والله ما انقذهم منها وهو يريد ان يوقعهم فيها. فقال ابن عباس خذوها من غير فقيه الله اكرم منك يا حكيم كريم وحتموت يا رب في الكون جاري اخاف كرامي وارجوك ربي وهذا شعاري. الله اكبر منك يا حكيم. كان حكيم بن حزام رضي الله عنه يقف بعرفة ومعه مائة ناقة. ومائة رقبة مائة عبد فيتصدق بها يبغي بها ان يعتق الله رقبته من النار فيضج الناس بالبكاء والدعاء ويقولون رب بنى هذا عبدك قد اعتق عبيده ونحن عبيدك فاعتقناه. يوم ان الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة باهل عرفة يقول انظروا الى عبادي اتوني شعثا غبرا شعثا شعثا اي متغيري الابدان والشعور والملابس لقلة تعهدهم اياها. غبرا غبرا ركبهم غبار الطريق من طول مشيهم وتعبهم فيه. وهذه المباهاة دليل على ان الله تعالى قد غفر لهم ورفعهم الى مقام اعلى من مقام الملائكة. اذ لا تباهى الملائكة المطهرون الا بمن هو اطهر منهم. لذا تجد الوجوه غير الوجوه. فالوجوه اخر ذلك اليوم ليست وجوه اول النهار. قد علاها النور. وكساها البشر والسرور ولذا لا يرى الشيطان في يوم اغزى له من هذا اليوم. لان الذي فعله طيلة العام جعله الله اليوم هباء من ثورا ونسفه من الاساس. من نسي ذكرناه جدد العهد مع ربك جدد العهد مع ربك ان كنت قد نسيت عهدك الاول معه وانت في عالم الذر. واسترجع ذكريات الماضي لتستفيق من غفلة الحاضر. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله اخذ الميثاق من ظهر ادم بنعمان يوم عرفة يوم عرفة. واخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمه الست بربكم قالوا بلى قالوا بلى والحر الكريم لا ينقض العهد القديم. والبر الوفي لا ينسى عهد من لا ينساه طرفة عين. وكأن الله مضى عليك الحج لتعود الى نفس المكان. تذكيرا لك لتستحي من نقض عهدك. بل لتجدده معلنا انك تظل وفيا لما تعلمته اثناء حجك. وستداوم عليه بقية حياتك بعد رجوعك الى وطنك. والا من لم يوفي بعهده اليوم عوقب بالصد غدا. افضل ما تقول يوم عرفة. قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل ما قلت انا والنبيون عشية عرفة لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال الحسين ابن الحسن المروزي سألت سفيان بن عوينة عن افضل الدعاء يوم عرفة فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له. فقلت له هذا ثناء وليس بدعاء. فقال اما تعرف حديث ما لك بن الحارث؟ يقول الله عز وجل عز وجل اذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي. اعطيته افضل ما اعطي السائلين ثم قال اما علمت ما قال امية ابن ابي الصلت حين اتى عبدالله ابن جدعان يطلب نائلة اي هدية وعطاء قال له ااذكر حاجتي ام قد كفاني حياؤك؟ ان شيمتك الحياء اذا اثنى عليك المرء يوما من تعرضه الثناء. ثم قال يا حسين هذا مخلوق يكتفي بالثناء عليه دون مسألة. فكيف بالخالق ولان الثناء خير عند الله سبحانه وتعالى من الدعاء. كانت سورة الفاتحة نصفين. نصف ثناء ونصف نصف دعاء ونصف الثناء هو المقدم لافضليته