اثنان ان تخشع لسماع ذكرك. كان جعفر بن محمد كثير التبسم والدعابة فاذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه. وما كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو على وذكر مالك عن محمد بن المنكدر انه قال لا نكاد نسأله عن حديث ابدا الا بكى حتى نرحمه وقال عمرو بن ميمون اختلفت الى ابن مسعود رضي الله عنه سنة. فما سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه حدث يوما فجرى على لسانه قوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم علاه كرب. حتى رأيت العرق يتحدر من جبهته. ثم قال هكذا ان شاء الله او فوق ذا او دون ذا ثم انتفخت اوداجه وتربد وجهه وتغرغرت عيناه. لسان حاله اليك مجاوز الوصف ودي وحبي دون ما اخفي. ما دار ذكر منك في خلدي الا ملأت معي طرفي. وها هو صفوان بن سليم الذي قال عنه الامام احمد يستشفى بحديثه وينزل قطر من السماء بذكره كان اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى. فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه سنحاله خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فاين تغيب؟ وكان ملك مقدس اشد تعظيما لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان اذا جلس للفقه جلس كيف كان. واذا اراد الجلوس للحديث اغتسل وتطيب ولبث ثيابا جددا وتعمم وقعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار ويبخر المجلس من اوله الى فراغه تعظيما للحديث. وكان الملك رحمه الله قد قال في شأن ايوب السخطي لي حج حجتين فكنت ارمقه ولا اسمع منه. غير انه اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى ارحمه فلما رأيت منه ما رأيت واجلاله النبي صلى الله عليه وسلم كتبت عليه. هؤلاء اناس رسول الله عندهم حاضر لا يغيب. في القلب داره وفي الفؤاد قراره. يمر عليهم ذكر اسمه فتهم ورياح الشوق عليهم من كل جانب. لتؤذن باتباع يورث في الجنة اللقاء. وتعلن عن اقتداء يمهد لشربة مباركة من الحوض. ومن عجب اني احن اليهم واسأل عن هموم النقيض وتطلبهم عيني وهم في سوادها ويشتاقهم قلبي وهم بين اضلعي