سجدة في الروضة. هذه نيات تنعش القلب. وهو ساجد في الشريفة فلتحيه وتبث الروح فيه. وترفعه درجات فوق درجات نحو معارج ليس لها ثمن. سجدة الوقاية والشفاعة. انا الان اضع جبهتي على موضع جبهة النبي صلى الله عليه وسلم. ولعلي اسجد تماما حيث سجدت. انوي بهذا الا يعذبني الله لاكون كهذا الصحابي الذي مر خديه على بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا اردت ان يمس جلدي جدك حتى لا تمسني النار. او كالذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يكسوه ثوبه رجاء ان يكون كفن بعد موته فيقيه الله العذاب. فكان كفنه. سجدة. اسجد ولا يفصلني عن حبيبي. بل عن احب الخلق الى قلبي سوى خطوات قلائل. وكيف لا احبها كيف لا احبك وهو صلى الله عليه وسلم سبب خروجي من النار. واستنقاذي من الضلال. لذا فالقلب يدق سريعا وانفاس الاحق ودموع الشوق تجري واحساس القرب يجعلني من الحب ازويه سجدة السفر. اسجد اليوم في رقعة مباركة ينطلق منها القلب في سفرة يشعر فيها براحة عجيبة فتتجول روحه حول العرش. وترحل عن طين الارض محلقة الى شدة الخلد روحها استعدادا للسفر اليها جسدا غدا او بعد غد. عقب رحيل مرتقب عبر بوابة الموت سجدة العهد. اسجد اليوم وامد يدي لتصافح كف رسولي. ان فاتني مصافحة الكف الشريف في باعة الرضوان او بيعة العقبة. فقد جاء اليوم الذي احوز فيه الشرف وانال الفضل الذي فاتني في بيعة ماضية باقية على نصرة دينه ونشر هدايته. لاكون جنديا في كتيبة الدعوة المباركة ووريثا نجيبا لنسب النبوة العريق. وساتذكر هذه السجدة كلما وهن عزمي غزى النسيان عقلي ليظل اثرها باقيا مدى الدخل. ويبقى الوفاء شعارك كل تقي. وسبت كل ذي سجدة في سجدتي عند اسطواضات الروضة. اعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحظة بلحظة. فهنا اسمع ترتيل اياته وعذب مناجاته بجوار اسطوانة عائشة. التي اتخذها النبي صلى الله عليه وسلم مصلى بضعة عشر يوما بعد تحويل القبلة قبل ان يتحول منها الى مصلاه. وهنا اشعر بشفقته وحرصه على امته عند اسطوانة الوفود. التي كان يجلس عندها يستقبل وفود العرب. وهنا حرقة الندم ولوعة الالم عند اسطوانة التوبة. التي ربط فيها ابو لبابة الانصاري نفسه اذنبه حتى تاب الله عليه. وهنا تسري في قلبي روح الايثار وروعة التضحية والفداء حول اسطوانة الحرس التي كان الصحابة يجلسون عندها لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم. وهنا اشعر بازيز قبره صلى الله عليه وسلم يتردد من البكاء بجوار اصطوانة التهجد حيث كان يتهجد تجدة الايمان. اسجد واوي الى الروضة الشريفة حيث ركن الايمان المتين. ونبع الهداية الاصيل. واذا كان الايمان يأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها. فكيف بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف باشرف بقعة فيه؟ فل افتح قلبي على مصراعيه لاستقبال النور الساطع. ولاهيئ نفسي لاغتسل من الغفلات والشهوات والاهواء الزوابع. واثقا من اجابة دعاء لهج به اللسان في باشرف المواضع. سجدة الجوائز. اسجد اسجد اقرب ما يكون من موضع تنزل الايات ومهبط الوحي ومنبع احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما زال روح القدس جبريل عليه السلام. فاكون اليوم كالمغتسل في مصب النهر. او الواقف في الصف الاول مستعدا لاستلام باغلى الجوائز واقتناص انفع الفوائد في ديني ودنياي. فهنيئا لي هذه السجدة المباركة ذكاء البخاري. وكان من ذكاء الامام البخاري ونفاذ بصيرته انكتب صحيحه في الروضة المباركة ولذا علل الحافظ ابن حجر تفضيل احاديث البخاري على غيرها ببركة هذا المكان الشريف. فقال وانما بلغت هذه الدرجة وفازت بهذه الحظوة لسبب عظيم اوجب عظمها. وهو ما رواه ابو احمد بن عدي عن عبدالقدوس بن همام قال شهدت عدة مشايخ يقولون حول البخاري تراجمه يعني بيضها بين قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين