ثامنا ما واجبنا تجاه الملائكة؟ ما واجب الناس تجاه الملائكة؟ اولا عدم اذا الملائكة شدد العلماء على ان من سب الملائكة او تكلم بكلام يعيبهم فعليه عقوبة شديدة قاضي عياض يقول قال سفن من شتم ملكا من الملائكة فعليه القتل. هنا قال الامام ما مش سيبطي عن انقراف المالك قوله. اعلم انه يجب على كل مكلف تعظيم الانبياء باسرهم وكذلك كالملائكة ومن نال من اعراضهم شيئا فقد كفر. سواء كان بالتعريض او بالتصريح. فمن قال في رجل يراه شديد الباتشي هذا اقسى قلبا من ما لك خازن النار. وقال في رجل اخر رآه مشوها الخلق. هذا اوحش من منكر وذكير فهو كافر. اذا قال ذلك في معرض النقص بالوحاشة والقساوة. اثنان اجتناب الذنوب المعاصي اعظم ما يؤذي الملائكة ماذا؟ الذنوب. الملائكة جيرانك. واذا كان اكرام الضيف من لوازم الايمان فما الظن باكرام اكرم ضيف لديك وخير جيرانه وهم الملائكة. لذلك كان اعظم ما يهدى الى الملائكة طاعة الله واتقاء محارمه. الملائكة تتأذى من المعاصي وتنفر من اهلها. لهذا فالملائكة لا تدخل الاماكن والبيوت التي يعصى الله فيها او التي يوجد فيها ما يكرهه الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة بيتا في فيه كلب ولا صورة. وهذه الملائكة هم الملائكة الطوافون بالرحمات والبركات والاستغفار واما الحفظة فيدخلون كل البيوت. ولا يفارقون بني ادم لانهم مأمورون باحصاء اعمالهم وكتابة والكلب الذي جاء ذكره في الحديث هو ان يقتني كلبا ليس لزرع ولا ضرع ولا ولا حراسة. اما اذا كانت الكلاب مقناة لهذه الاغراض فلا حرج في اقتناء الكلب في هذه الحالة. الصورة هي كل صورة من ذوات الارواح لا يشمل هذا الصور الفوتوغرافية. لكن يشمل التماثيل الكاملة التي لا نقص فيها. اما ان كانت غير مكتملة فانها جائزة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا ومرفوعا عند البيهقي وغيره. الصورة الرأس. فاذا قطع الرأس فليست بصورة. وقد استثنى الفقهاء من حرمة التماثيل ما كان فيه مصلحة. كلوعب الاطفال ووسائل الايضاح التعليمية. في حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ابوهم الملائكة. جيفة الكافر والمتضمخ بالخلوق والجنب الا ان يتوضأ المقصود هنا الملائكة المتنزلة بالبركات والرحمات للحفظة كما قلنا قبل ذلك. فانهم لا يفارقون المكلفين طرفة عين. طيب ما هي جفة الكافر؟ هي جسده. في حياته وبعد الوجه. وقيل ان المقصود الجيفة بعد الموت والمراد بالملائكة التي لا تقربه هنا هي ملائكة الرحمة لا ملائكة العذاب. فقد ثبت قرب ملائكة العذاب من الكافر ويحتمل ان يكون المراد بجيفة الكافر جسده الخالي من روحه فلا تقربه الملائكة. وانما العذاب والقرب من روحه المعذبة. الصنف الثاني هو المتضمخ بالخلوق. اي المتلطخ بالخلوق والخلوق هو نوع من الطيب يتخذ من الزعفران وغيره لما فيه من التشبه بالنساء. واما الثالث فهو الجنب. وليس المراد الذي اصابته الجنابة. فاخر الوسط الى اواني حضور الصلاة ولكنه الجنب الذي لا يغتسل ويتهاون بالغسل ويتخذ من ذلك عادة. الذنوب تطرد الملائكة وتستدعي الشياطين. بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مجالس في اصحابه رضي الله عنهم وقع رجل بابي بكر الصديق. صمت ابو بكر اذاه الرجل مرة ثانية فصمت مرة ثانية ثم اتاه الثالثة فاذاه فانتصر ابو بكر لنفسه. فقام النبي صلى الله عليه وسلم من مجلسه. فقال ابو بكر اوجبت علي يا رسول الله؟ قال نزل ملك من السماء فكذبه بما قال لك. فلما انتصرت وقع الشيطان فلم اكن لاجلس اذا وقع الشيطان الواجب الثالث اياك واذا الملائكة. في البخاري ومسلم عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه دم وقد بلغ الامر بالرسول صلى الله عليه وسلم ان امر الذي جاء بالمسجد ورائحة الثوم او البصل تنبعث منه ان يخرج الى البقيع. كما ثبت في صحيح مسلم قد مر بك انه يسن لقائم الليل ان يستعمل السواك. لان قراءته ستصل الى الملك ورائحة الفم المتغير بالنوم تؤذي الملائكة. قوله في الحديث فلا يقربن مسجدنا نهي عن القرب وهي مبالغة في ابعاد من اكلها. وعلل ذلك بقوله فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو وقد يشابه ذلك الخلوف الناشئ عن الصوت مع تأذي الناس منه. لكن الله تعالى يجعل الملائكة يجدون هذا الخلوف اطيب من ريح المسك لا كما يجده البشر والله على كل شيء قدير. المراد بالحديث ومراعاة مواضع حضور الملائكة استشعار ان الملائكة ترافقك وتصاحبك في الصلوات وفي المساجد والا فالانسان لا يخلو من صحبة الحفظة من ملائكة الذين يحصون عليه اعمالهم. فاذا اكل الانسان هذه الاطعمة فليستعمل ما يزيل اثرها. او يأكلها في وقت مبكر بحيث اذا جاء وقت الصلاة تكون رائحتها قد زالت. فلا يحصل بسببها ايذاء المصلين والملائكة. الامر باعتزال المسجد هنا هو من باب العقوبة وليس من باب الاعذار التي تبيح لملء التخلف عن صلاة الجماعة كالمطر والريح العاصف وغيرهما. الواجب الرابع النهي عن البصاق عن اليمين في الصلاة. نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. لان المصلي اذا قام يصلي وقف فعن يمينه ملك. في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصق امامه فانما يناجي الله ما دام في مصلاه ولا عن يمينه فان عن يمينه ملكا وليبصق عن يساره او تحت قدمه فيدفنها يحتمل هنا ان المراد بالملك الملك الذي يحضر الصلاة لايعاده بالخير كما ذكر في الحديث. والتأمين على دعائه وقد يكون المراد بالملك هنا صاحب اليمين. ولكن هنا تساؤل اليس عن يساره ملك اخر وهو صاحب الشمال؟ اجاب بعض العلماء لان الصلاة هي ام الحسنات البدنية. فلا دخل لصاحب الشمال فيها. وان قرين العبد يكون عن يساره فالتفل حين انما يقع على القرين وهو الشيطان. او لعل صاحب الشمال حينئذ يكون بحيث لا يصيبه شيء من ذلك او انه يتحول في الصلاة الى اليمين. الواجب الخامس وادي الملائكة كلهم. على المسلم ان يحب جميعا ملائكة لا يفرق بين ما كلهم عباد الله. يأتمرون بامره وينتهون بنهيه. وقد زعم اليهود ان لهم اولياء واعداء من الملائكة قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم انه ليس نبي من الانبياء الا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربه بالرسالة وبالوحي. فمن حتى نتابعك. قال جبريل قالوا ذلك الذي ينزل بالحرب والقتال. ذاك عدونا. لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر اي المطر. وبالرحمة تابعناك. فانزل الله هذه الاية قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ان كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل ومن كان فان الله عدو للكافرين. الواجب السادس اجتهد في عبادتك. ما عليه الملائكة من عبادة لله بلا ملل ولا انقطاع. يجب ان يدفع عنك كالمال والانقطاع. كلما احسست بالملل وانجر قلبك الى مواطن الكسل تذكر ما عليه الملائكة من اجتهاد ليعود اليك نشاطك واجتهادك. ليس العجب من ملائكة الاطهار يفضلوننا بكثرة التعبد. فلا من الماء انحدر من قمة الجبل وانما العجب من عابد تكبد مشاق الطريق. وغالب عقبات النفس. ولذا قال ابو هريرة المؤمنون اكرم على الله من الملائكة الذين عنده. فهذا العبد يكابد ويجاهد نفسه الامارة بالسوء. لذا يرتقي فوق الملائكة. لان عبادة بشر اشق لما في طبيعة البشر من دواعي التخلف والتقاعد والفتور. قال ابو بكر عبدالعزيز خلق للملائكة عقول بلا شهوة. وخلق للبهائم شهوة بلا عقل. وخلق للانسان عقل وشهوة فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلبت شهوته عقله فالبهاء وخير منا. سبعة لا تغتر بعملك. خاصة ان كنت مجتهدا في العبادة. تذكر عندها عبادة الملائكة. وانهم يسبحون الله بالليل والنهار لا يفترون. وليحمل كذلك على التواضع والانكسار لله مع الشعور الدائم بالتقصير. ثمانية الحياء الحياء قال تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون فان الانسان ضعيف. قد تستولي عليه الشهوة يوما. فيغفل عن مراقبة الله له. فيهم بالمعصية. وذلك اذا كان خاليا بمعزل عن الناس. فاذا سمع صوتا او شعر باغتراب احد اضطرب قلبه. وخاف من الفضيحة فترك الذنب فكيف اذا تذكر ان معه ملائكة كرام لا يفارقونه. وهم مع هذا يكتمون عليه ويسجلون الكبير والحقير والكلمات والحركات. وهنا يزداد حياؤه. ويترك ما هم به من السوء. تسعة طهر قلبك. الملائكة روز الطهر حتى حين تحادث احدا تقول ان فلان كان ملاك اي طاهر كالملاك. لذا لا تدنو الملائكة من صاحب قلب نجس. قال الامام الغزالي قال عليه السلام لا تدخلوا الملائكة بيتا فيه كلب. ثم قال والقلب هو من زر الملائكة ومهبط اثرهم ومحل استقرارهم. والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبري والعشب واخواتها كلها كلاب نابعة. فانى تدخله الملائكة؟ اي ان اتدخل الملائكة قلبا مشهور بهذه الكلاب. ونور العلم كذلك لا يقذفه الله تعالى في القلب الا بواسطة الملائكة. فمن اراد ان تقذف الملائكة في قلبه بالعلم النافع والايمان فليطهر اولا