بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. النفاق العبادي او الفسقي وهو المتعلق بالعبادات. صاحبه مسلم. يحب المؤمنين ولا يكيد لهم بسوء. ولا يوالي الكافرين. ولا يرجو طلبتهم لكنه عبد قصرت به طاعته وتحكمت به شهوته واحاطت به خطيئته. ومن هنا اشترك مع المنافقين في بالفسوق. ان المنافقين هم الفاسقون. ومؤدي للفرائض. لكن لا يرى في صي بتكاليفها الا الظلمات والرهود تذكروا المثل المائي او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق. وان مجرد القيام بالعبادات الظاهرة ليس كافيا اذا فقد العبد جذر الاخلاص الذي يمتد في ارض الايمان. لقد كان المنافقون يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحجوا ويصومون بل ويجاهدون ومنهم من قتل في ميدان القتال ولم يمنع ذلك من وصفهم بالنفاق فلم تزدهم اعمالهم من الله قربا فاعمالهم ظاهرها الصلاح ومع هذا لم تزدهم الا سفولا في دركاتهم جهنم. في صحيح البخاري ان خالد بن الوليد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن من اعترض على قسمة الغنائم الا اضرب قال لا لعله ان يكون يصلي. فقال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال صلى الله عليه وسلم اني لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم. فكم من منافق يصلي كما هو واضح في هذا الحديث وصلاته هي التي منعت سفك دمه. واما القلوب فلا يعلم ما فيها الا الله. وهنا شرح واف لنفاق العبادي لنحذره ونتجنب مبادئه ونخاف منه فنجتنبه. ومع عبادات المنافقين اولا ذكر المنافق اثقين. قال تعالى ولا يذكرون الله الا قليلا. اشارة الى خلو نفوس المنافقين من الايمان بالله واستحضار عظمته وجلاله. فالمنافق اذا يذكر الله لكن ذكرا قليلا. وهو مع هذه القلة يجد صعوبة ومشقة بالغة عند الذكر حتى قال ابو الجوزاء يصف احوال المنافق نقل الحجارة اهون على المنافق من قراءة القرآن. وفي الحديث النبوي اشارة الى قراءة المنافق للقرآن. قال صلى الله عليه وسلم ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة. ريحها طيب طعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر. لان القرآن اطيب الكلام لكن المنافق الذي يقرأه خبيث وسيء العمل. ولذا وصف المنافق بالريحانة وطعمها مر لكن متى يذكر المنافق ربه؟ غالبا حين تلم به الاحداث وتدهنه الكروب. فاذا انجلى عنه ما نزل به عاد الى ما كان عليه من غفلة. وهذا ما اشار اليه قوله تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. فعند الشدائد يدعون ربهم وربما استجيب لهم. لان الله يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا. امن يجيب المضطر اذا دعاه. ولم يفرق الله في الاية بين مؤمن ومنافق او كافر. فمن دعا الله تعالى وهو مضطر استجاب الله له. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في شأن اجابة دعاء غير المؤمنين فليس كل من متعه الله برزق ونصر اما اجابة لدعائه واما بدون ذلك. يكون ممن يحبه الله ويواليه. بل هو سبحانه يرزق المؤمن والكافر والبر والفاجر وقد يجيب دعاءهم ويعطيهم سؤلهم في الدنيا وما لهم في الاخرة من خلاق. وقال ابن القيم كذلك فليس كل من اجاب الله دعاءه يكون راضيا عنه. ولا محبا له ولا راضيا بفعله. فانه يجيب البر اجر والمؤمن والكافر. الله سبحانه يجيب دعوة المظلوم. وهذا عام لكل مظلوم ولو كان فاجرا وقد جاء في الحديث دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه