بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما زلنا مع النفاق العبادي. والوان الرياء العشرة النوع الاول اظهار العمل. المنافق بطبيعته يحب الظهور. وان يشتهر بين الخلق. لذا ينشط في العلانية ويكسل في السر فكل عباداته جهرية لان الناس يهمونه. فبمدحهم ينتشي وذمهم يجعله يزوي وينزوي. ومن هنا شفه قتادة فقال في حسب كان يقال ما سهر الليل منافق. لان صلاة الليل زادها الاخلاص. واذا كان شهود العشاء ثقيلا على المنافقين كما مر في الحديث الصحيح فما بالك بالصلاة في جوف الليل الاخر؟ النوع الثاني حب المدح وكراهية الذم ومن علامات رياء المنافقين ما قاله وهب بن منبه. اية المنافق انه يكره الذنب ويحب المدح. فالمنافق يكره الذم بما فيه ويحب المدح بما ليس فيه. بعكس المؤمن الذي يكره مدحه بما فيه ويفرح بنصيحة ناسي ولو ذموه بما ليس فيه. وليحذر كل مؤمن من هذه الصفة الخفية من صفات المنافقين. والتي كشفها سفيان الثوري ببصيرته الايمانية ثم اهداها لنا. فقال رحمه الله اذا رأيت الرجل يحب ان يحبه الناس كلهم ويكره ان يذكره احد بسوء فاعلم انه منافق. واين هذا ممن يرى في النصيحة والتعريف بعيوب نفسه هدية من الهدايا. مما يستوجب منه رد هذا العطاء بدعاء كما دعا عمر رضي الله عنه لمن نصحه رحم الله امرأ اهدى الي عيوبي. بل وتطور الدعاء الى مشاعر الحب الصادق. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه احب الناس الي من اهدى الي عيوبي. النوع الثالث الدعاوى الكاذبة. يدعي المنافق ليس فيه كذبا وزورا مع الاسماء بنت ابي بكر رضي الله عنه قالت اتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت يا رسول الله ان لي ضرة فهل علي جناح ان اتشبع من زوجي ما لم يعطني؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور. المتشبع هو الذي يظهر انه شبعان وليس بشبعان ويخسر به الذي يدعي تحصيل فضيلة وليست بحصيلة له. وهذا لون من الوان الكذب والتدليس على الناس ويشمل كل من ادعى صلاحا او علما او مكانة ليست له. لكن لماذا كلابس ثوبين ثوب يزور. قال الامام السيوطي كلابث ثوبي زور اي كمن لبس ثوبين لغيره واوهم انهما له وكان في الجاهلية اذا طلب من رجل شهادة زور استعار ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. وقال الامام ابن حجر واما حكم التثنية في قوله ثوبي زور. فللاشارة الى انه كذب المتحلي مثنى بانه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعطى. وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه. وقال الداودي في التثنية اشارة الى انه كالذي قال الزور مرتين. مبالغة في التحذير من ذلك. ويدخل في لهذا سرقة الكلمات والمشاركات في مواقع التواصل وعدم نسبها للناقل اول الامر من نية نشر الخير الى نية ادعاء هذا الغير ولله در الامام الشافعي. حين قال الحر من راعى وداد لحظة وانتماء لمن افاده لفظه. النوع الرابع ترك العمل من اجل الناس. وهو قول الفضيل ابن عياض. ترك من اجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك. والاخلاص ان يعافيك الله منهما. ومثله قول عبد الله ابن المبارك لو ان رجلين اصطحبا في الطريق فاراد احدهما ان يصلي ركعتين فتركهما لاجل صاحبه كان ذلك رياء. وان صلاته من اجل صاحبه فهو شرك. وان صلاها من اجل صاحبه فهو شرك. وتفسير هذا ان المخلص لا يأبه برؤية البشر له. فقلبه لا يراعي الا ربه. ومتى ما التفت العبد الى رؤية الخلق له مدحا او ذما فقد خطا قواته الاولى في اول طريق الرياء. النوع الخامس اظهار العبادة باسلوب خفي. وذلك بان يتعمد العبد اظهار التعب نعصوا بهم والتلميح عن صدقته بين اصحابه والتثاؤب واثار السهر ليوحي بانه قام الليل وكان يسعه ان اذا بغيره من الصالحين لو كان صادقا في نية نشر الخير. النوع السادس التظاهر بالتواضع. المبالغة في التواضع تجعل ومن حولك يمدحون تواضعك ويقولون فلان على جلال قدره وعلمه ومكانته يتهم نفسه ويزري بها فكيف بنا وما فعل هذا الا لتقواه فيكون ذمه لنفسه مقصودا لينال مدح الناس. النوع السابع رفع النفس فوق منزله تجده ينسب لنفسه مثلا نصا ادبيا دون ان يذكر مصدره. وتجد هذا شائعا في اختباس النصوص الادبية مع عدم المصدر فتجد مثلا الكاتب يذكر النص باسم المرجع ورقم الصفحة والطبعة وكانه هو الذي عثر عليه في رفع الناس قدره او فوق ما يستحق ان النبع الثامن الانشغال بالنافلة عن الفريضة. ان مراقبة القلب ومدى تأثره بمرض الرياء فرض على كل مسلم وخاصة العلماء بانهم الاطباء وهي بمثابة علم الباطن الذي يتقدم في الاهمية علم الظاهر. ولذا جاء في مختصر منهج القاصدين قول وانت تجد الفقيه يتكلم في الظهار واللعان والرمي ويفرع التفريعات التي تمضي الدهور فيها. ولا يحتاج الى مسألة منها ولا يتكلم في الاخلاص ولا يحذر من الرياء. وهذا عليه فرض عين. لان في اهماله هلاكه. والاول فرض كفاية النوع التاسع تعلم العلم للشهرة والمباهاة. ويكفيك سجرا عن هذا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم. من تعلم العلم باهية به العلماء او يماري به السفهاء او يصرف به وجوه الناس اليه ادخله الله جهنم البعض يعجل الله لبعض العلماء عقوبة صغرى في الدنيا تنبيها لهم قبل ان تباغتهم العقوبة الكبرى يوم القيامة ولعل من ذلك ما حدث لابي حسن القطان. فقد حكى الامام الذهبي عنه انه قال اصبت ببصري اظن اني عوقبت بكثرة كلامي ايام الرحلة. ثم قال الامام الذهبي صدق والله فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالبا يخافون من الكلام واظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم وسوء القصد ثم ان الله يفضحهم ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والاخلاص. النوع العاشر والاخير ذم الناس وتحقيرهم. قال ابو حامد الغزالي من ذم الناس فهو راغب في حمد الناس وهي ظاهرة نفسية عجيبة اكتشفها ابو حامد في نفوس من خالطهم فتراهم يتهمون غيرهم بالرياء وكانهم برءاء منه وبالجبن وكأنهم اشجع الشجعان والتقصير وكأنهم ادوا كل ما عليهم. ابن تيمية كشف عيسى ابليس على هؤلاء حين عدد الوانا من الغيبة تخرج صاحبها من سورة الدعاء او الاشفاق الى دائرة الغيبة. فقال رحمه الله ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى. تارة في قالب ديانة وصلاح. فيقول ليس اعادة ان ازكر احدا الا بخير ولا احب الغيبة ولا الكذب. وانما اخبركم باحواله. ويقول والله انه مسكين او رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت. وربما يقول دعونا منه الله يغفر لنا وله. وانما قصده استنقاذ وهضم جانبه. ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب. فيقول تعجبت من فلان. كيف لا يفعل كيت وكيت؟ ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه في معرض تعجبه. ومنهم من يخرج امامة فيقول مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه انه يغتم له ويتأسف وقلبه في الحقيقة منطو على التشفي به