بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثالثا انفاق المنافقين اشار القرآن الى ان المنافقين يتصدقون. فقال الله تعالى ولا ينفقون الا وهم كارهون. بعكس المؤمن الذي امتثل نبيه صلى الله عليه وسلم حين قال وادوا زكاة اموالكم طيبة بها انفسكم. فان اداها العبد وهو كاره لها كذب من علامات نفاقه. فالطاعة مظهر وجوهر وجسد وروح وروح الطاعة الاتيان بها عبودية لله غيابا لطاعته فان لم يحقق العبد هذا الغرض خرجت عبادته ميتة وردت عليه وكانت وبالا وحسرة. وفي قوله ولا ينفقون الا وهم كارهون. امر لكل مسلم الا ينفق الا وهو منشرح الصدر. يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده ولا يتشبه في ذلك بالمنافقين. ان المنافق حريص شحيح. والحرص والشح مستودع افات كثيرة. قال للماء وردي الحرص والشخ اصل لكل ذنب وسبب لكل لؤمة. لان الشح يمنع من اداء الحقوق ويبعث على القطيعة والعقوق لكن ما الذي يدفع المنافق الى الانفاق مع انه يكرهه؟ انها خشية افتضاحه بين المؤمنين واكتشاف لمرضه ونفاقه. قال الله تعالى في هذا الصنف من المنافقين ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما اي غرامة وخسارة فلا يحتسب نفقته قربة عند الله ولا يرجو عليها ثوابا. فهذه النفقة غرامة وهؤلاء الاعراب يؤتون الزكاة وينفقون في سبيل الله ويعدون ذلك كالاتاوات المالية. ولذا كان من هؤلاء ان يمتنع عن الزكاة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم للرفيق الاعلى. فهو مضطر لان ينفق من ما له في الزكاة وفي غزوات المسلمين تظاهرا بالاسلام ليستمتع بمزايا الحياة في المجتمع المسلم ومداراة للمسلمين وهم اصحاب السلطان اليوم في الجزيرة. وهو يعد وينفقه غرامة وخسارة يؤديها كارها لا مساعدة للغزاة المجاهدين ولا حبا في انتصار الاسلام والمسلمين يريد الله سبحانه ان يلفت الانظار الى ان الرزق قد يكون سبب شقاء العبد. وان ليس كل مال نعمة ليس كل مال النعمة ولا كل متاع دنيوي خير. فهؤلاء المنافقون جمعوا المال بجد وتعب. ثم انفقوه بلا مقابل ولا ثواب بعكس المؤمنين. ومع ان المؤمن قد يكون بخيلا الا ان ابا حنيفة يرى ان البخيل غير جديل بالعدالة سبب ذلك فقال لا ارى ان اعدل بخيلا لان البخل يحمله على الاستقصاء فيأخذ فوق حق خيفة من ان يغبن. فمن كان هكذا لا يكون مأمون الامانة