بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. مرحبا بكم في اول خصلة من خصال النفاق الحركي ده نفاق سلوكي او النفاق عبادي او النفاق حركي او النفاق مجتمعي. نتحدث عن النفاق الحركي وفيه خمستاشر صفة من صفات المنافقين في هذا اللون من الوان النفاق. الصفة اللي هنتكلم فيها النهاردة هي البلاء. نزول البلاء بالمنافق حال المنافق مع نزول البلاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مثل المؤمن كمثل لا تزال الريح تفيئه تميله يعني. ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء. ومثل المنافق كمثل شجرة الارز لا يهتز حتى يستحصد. الحديث ده ورد برواية عن الفاجر او كافر بدلا من المنافق. في روايات كتيرة انما جبت الرواية اللي هي بتتكلم عن المنافق. الحديث ده فيه استفادات تلاتة. اول حاجة المؤمن المؤمن رابح في جميع احواله. هو لا تزال الريح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء. المؤمن رابح في جميع احواله. ان وقع له خير فرح به وشكره ان وقع له بلاء ومكروه تجلد امامه وصبر عليه ورجى فيه الخير والاجر هو في الحالتين كسبان. المنافق لأ. المنافق ربحه ظاهري مؤقت. يحصل له التيسير في الدنيا على حساب معاقبة عليه في الاخرة ما يهتز حتى يستحصد. يستحصد يعني ايه؟ يعني يحصد وتقطع هذه الشجرة الارز كما يقطع هذا المنافق اي ينزل به العقوبة والهلاك العظيم. في الاخرة. المؤمن هيربح حسنات على المصيبة اللي هتنزل به. المنافق لأ المنافق لن يأخذ هذه الحسنات لن تكفر عنه السيئات بل ستناله العقوبة في الدنيا العقوبة في الاخرة. المعنى الثاني البلاء هو رفيق المؤمن. البلاء رفيق المؤمن. يعني ايه رفيق المؤمن؟ يعني ايه يصاحبه؟ ينزل به على دوام فكلما قام من بلاء وقع في غيره. وهذا ديدنه وحلو حتى قال الفضيل بن عياض ان الله عز وجل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل اهله بالخير. اذا هو البلاء خير؟ اه البلاء خير. البلاء لأ عند المؤمن خير البلاء عند غير المؤمن شر. البلاء عند المؤمن خير لانه سيكفر سيئاته. وسيرفع في الجنة درجاته. قد تنال الانسان مصيبة لان الله سبحانه وتعالى علم ان عمله الصالح لن يبلغه منزلته التي اراده. ارادها الله له في الجنة فينزل به ويرزقه الله مع البلاء النازل صبرا عليه ليستحق هذه الدرجة. عشان كده الفضيل كلام واضح ان ربنا العبد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل اهله بالخير. طب المنافق؟ المنافق لأ المنافق مستدرج بالخير والنعمة. يعيش في صحة وعافية سبحان الله ويمد الله له في النعيم مد حتى اذا اخذه لم يفلته بل استأصل شأفته مرة واحدة تماما كشجرة الارض الثابتة في الارض يحصدها الحاصل مرة واحدة. المعنى التاني ان البلاء رفيق المؤمن والعافية هي رفيق المنافق طيب المعنى التالت في الحديث الجميل دوت المؤمن لا ينكسر امام رياح المحنة. تفيءه الريح فيه يعني ايه؟ ما بتكسروش لا بيميل معها لكنه لا ينكسر يتأقلم معه. بيتأقلم مع المحنة. المحنة لا تستطيع ان تقتلعه من جذوره لا تستطيع ان تقضي على ايمانه انما هو يتأقلم معه. لا يحمي هامته لعواصف الشدة. لان قوته من ربه وعزمه نابع من يقينه باجره. بعكس المنافق. المنافق ينكسر في الشدة لانه اجوف. لم يملأ الايمان جوفه ولم وقوي عزيمة قلبه. عشان كده ربنا وصف حال المنافق عند المحن قال فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. قال ابن زيد والمنافق اذا اوذي في الله رجع عن الدين وكفر وجعل فتنة الناس كعذاب الله. الليالي ذكر انها نزلت في قوم من اهل الايمان كانوا بمكة خرجوا مهاجرين فادركوا واخذوا بيد المنافقين لحقوا بهم وادركوهم واسروهم فاعطوا المشركين لما نالهم اذاهم ما ارادوا منهم من الكفر والعياذ بالله. المنافق هنا حقيقة غبي لان المساواة بين عذاب الله وعذاب الناس. عذاب الناس مهما عظم سينتهي ولو بموت من اذاك. اما عذاب الله في الاخرة فباق قد لا ينتهي خالد والناس تعذب بمقدار طاقتها سند قوي يعذب يقدر قوته والله يعذب بمقدار قدرة وقوته ولا وجهه للمقارنات. سبحان الله! التعبير هنا القرآني جعل فتنة الناس كعذاب الله. تعبير عظيم انه بيقول لك انه ليست الغلطة ان صبرهم ضعف على احتمال العذاب؟ لأ المؤمن الصادق حتى ممكن يحدث له بعض هذا الضعف لان الطاقة البشرية محدودة ولكن المؤمن يظل عنده تفريق واضح بين ما يملكه البشر من اذى وتنكيل وبين عذاب الله عظيم فلا يختلط في حس المؤمن ابدا عالم الفناء الصغير وعالم الخروج الكبير. ان الله في حس المؤمن لا يقوم له شيء مهما يتجاوز الاذى طاقته واحتماله وهذا هو مفرق الطريق بين الايمان في القلوب والنفاق. الانسان اذا المؤمن اه ممكن يضعف لكن عارف ان التعذيب او الاذى ده مهما بلغ لن يكون الا قطرة في بحر الاخرة من عذاب الاخرة. عشان كده ربنا قال ايه؟ وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين ليكشفنهم في المحنة فيعرفون. فما كانت الفتنة الا لحكمة. وما كانت الشدة الا لمصلحة وهي ان يتبين الذين امنوا ويتبين المنافقين. جزاكم الله خيرا نلتقي بكم في صفة جديدة من صفات النفاق عافانا الله واياكم منها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته